هدى سلطان
هدى سلطان


زمن الفن الجميل l سر الشيخة مبروكة في حياة هدى سلطان !

أخبار النجوم

الأحد، 05 يونيو 2022 - 04:15 م

مايسة أحمد

لم تملك فنانة من فنانات زمن الفن الجميل نفس قدرات وتنوع هدى سلطان في نشاطها الفني أو أدوارها كممثلة، إلا شادية، فالأثنتان كانتا قادرتان على الأداء أمام الكاميرا بشكل مميز مهما كانت طبيعة الدور، وكلما مر بهما العمر زاد نضجهما الفني، هذا بالإضافة لصوت رائع جعلهما ضمن نجمات الغناء لفترة طويلة.. لكن تتميز هدى بأنها أسست لأسرة فنية مازال أبنائها وأحفادها يكملون المسيرة بعدها حتى الآن. 

 

جمالات بهيجة حبس عبدالسلام عبدالعال الحو، هو الاسم الحقيقي للنجمة هدى سلطان، وعرفت أيضا في بداياتها باسم “جمالات”، وكانت الثالثة بين 5 أبناء، منهم الفنان محمد فوزي، والذى كان يكبرها بـ7 أعوام، ثم شقيقتهما الفنانة هند علام.

 

وعن سبب اختيارها اسم الشهرة “هدى سلطان”، قالت: “محاميتي الأستاذة مفيدة عبد الرحمن يرجع لها الفضل في اختيار هذا الاسم، وفي أشياء أخرى كثيرة، وفي يوم ما قالت لي أن اسم (هدى) سيليق بي كثيرا، ثم اتصل فجأة صديق لها يدعى (سلطان)، فجاء الاسم بمحض الصدفة”.

ولدت هدى لعائلة اقطاعية محافظة، وتزوج والدها 3 مرات، وأنجب من زيجاته الثلاث 25 طفلا، وكان محمد فوزي وهدى سلطان والمطربة هند علام من أبناء الزوجة الثالثة للأب الذي يرجع تعدد زيجاته إلى ما كان يتمتع به من ثراء، حيث كان يمتلك عزبة تقدر بـ160 فدانا، وقيل إنه ينحدر من جذور تركية.

 

تحدثت هدى عن عائلتها قائلة: “كان الأب فلاحا والأم ست بيت بسيطة للغاية، وأذكر وأنا طفلة - وكان ترتيبي الثالثة بين أخوتي - أن (محمد) كان دائما خارج البيت يمارس هوايته في الغناء بعيدا عن عيون الأسرة، فهو يعلم أننا بيت محافظ جدا، وكان والدنا بطبعه شديدا معنا، ولم يكن يسمح لأحد منا أبدا بالاتجاه للفن، أو حتى ممارسته على سبيل الهواية، وكان الوالد حريصا على أن يكون تعليمنا جميعا تعليما دينيا”.

 

استطاعت هدى حفظ القرآن الكريم كاملا في صغرها بكتاب قريتها، واعتاد والدها استقدام شيخة تقرأ القرآن للنساء صباحًا، بشكل يومي، وكان يفعل نفس الشيء لأشقائها الذكور، وتقول هدى إن الشيخة “مبروكة” كانت أفضل من قرأت القرآن في منزلهم، وأنها أحبت ترتيلها بشدة، وخصصت مجلسًا دائمًا بالقرب منها حتى يتسن لها الاستماع والتركيز مع ما تقرأ، وبمرور الأيام نمت لدى هدى هواية الغناء والتلاوة تأثرًا بتلك المرأة، وإزداد طموحها لاحتراف الغناء في القاهرة مثلما فعل قبلها شقيقها فوزي.

 

أول حفلة

غنت هدى لأول مرة أمام الجمهور عام 1937 في إحدى حفلات المدرسة التي أقيمت على مسرح البلدية، وقالت: “كنت طفلة صغيرة وقتها ووقفت على خشبة مسرح تم بناؤه في سينما البلدية بطنطا، وكان الجميع منشغل بالكلام وبالسندوتشات، وعندما بدأت في الغناء وظهر صوتي وأنا أقول أغنية (أنتِ فاكراني ولا ناسياني) لأم كلثوم، وجدت الجميع يستمع إليّ في صمت واهتمام، وما أن انتهيت من الغناء حتى فوجئت بتصفيق شديد من كل الموجودين”.

 

عندما بدأت هدى تلمح أنها تود أن تكون مطربة مثل شقيقها، كان الرد عنيف على الفور، حيث تم بتزويجها في أول أيام عيد الفطر من شخص يدعى محمد نجيب، وهي لا تزال في عمر 14 عاما، وأنجبت ابنتها الكبرى نبيلة.

 

ورغم ذلك كان حلم النجومية يراود هدى مما جعلها تلح على زوجها برغبتها في الغناء، وكان يرفض رفضا شديدا ما زاد من المشكلات بينهما التي وصلت لحد الكراهية، وجاءت ضالتها عندما انتقلت للعيش مع زوجها بالقاهرة التي نقل إليها في منتصف الأربعينيات، حيث أصرت على اقتحام مجال الفن، فواجهت معارضة شديدة من أهلها، وتم طلاقها بعد أقل عامين، وعن سبب طلاقها، قالت: “بسبب الغيرة.. فرغم علمه بحبي الشديد للفن، إلا أن غيرته الشديدة عليّ ورغبته في أن أعتزل الفن وأتفرغ للمنزل أدت لحدوث مشاكل كثيرة تحملتها في البداية لحرصي على المنزل وعلى أن تتربى ابنتنا بيننا، إلا أن الأمر وصل لمرحلة كان من الصعب علاجها فوقع الانفصال”.

 

الزواج أم الفن ؟

تركت هدى ابنتها نبيلة مع زوجها وانتقلت للعيش مع شقيقها فوزي بالقاهرة بعد وفاة والدها، وكان طبيعيا أن يقتنع أعمامها ووالدتها بزيارتها له، خاصة أن علاقتها بفوزي منذ الطفولة كانت قوية للغاية، وفي البداية رفض دخولها المجال الفني، وغضب بشدة، وقالت عن ذلك: “رغم تهديد ووعيد فوزي لكل من سيقدم يد العون لشقيقته، إلا أن المذيع والمخرج الإذاعي عبدالوهاب يوسف قدم أسطوانة تحمل أغاني بصوت هدى له ولزوجها نيازي مصطفى عند زيارتهم للإذاعة، وقال: (الست اللي هنسمعها دي صوت حلو، بس عندها مشكلة إنها أخت الأستاذ فوزي وقال اللي هايساعدها هايضربه بالرصاص)”.

 

لم تهتز هدى لغضب وتهديدات شقيقها وأصرت على موقفها ولم يفلح معها أي شيء لتتراجع عن الخطوة التي اتخذتها ووصل دخول هدى مجال التمثيل لشقيقها فوزي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها.. ووصل الخبر إلى أسرتها بكفر جنيدي، حيث كان رد فعلهم أكثر حدة، حيث استطاعت الأسرة تقبل فكرة أن تكون صوت بلا صورة ينطلق من الإذاعة، لكن الآن بنت العائلة ستضع رأسهم في الوحل عندما تظهر على الشاشة.

 

عن المعوقات التي واجهتها في بداية دخولها الفن قالت هدى: “كان لابد أن أعلن العصيان، لأن حبي للفن كان شديد، وعندما قابلت فوزي هددني أن يقتلني بالرصاص، وأوقعني التهديد في رعب شديد، فقررت ألا أنفذ أول عمل عرض علي، ومضت الأشهر، وكلما وافقت إحدى شركات الإنتاج على أن أعمل لحسابها، أجد فوزي يتدخل ويمنع الاتفاق قبل أن أتعاقد، وبدأت الشركات تعرف رأيه وتجامله، وفجأة وجدت الأبواب كلها مسدودة في وجهي، لكن جاءتنى فرصة ذهبية بعقد إحتكار لثلاثة أفلام مع المنتج جبرائيل نحاس صاحب أستوديو (نحاس للتصوير السينمائي)، وعندما علم فوزي ذهب بنفسه وطلب منه فسخ العقد وإيقاف تلك المهزلة، وتبادلا الاتهامات، وعلت أصواتهما، وأنهى جبرائيل الموقف بأني لست قاصرا ولا وصاية لأحد علي”.

 

تهديد بالقتل

أصطدم فوزي بشقيقته التي طلبت منه أن يمنحها الفرصة فرفض، وقال لها: “إنتي من الآن لا أختي ولا أعرفك أنا متبري منك”، لكن الأسرة في كفر جنيدي لم تنه الموضوع بهذا الشكل، إذ جاء من القرية من يهددها بالقتل إذا ما واصلت عنادها وعملت بالتمثيل.

 

عام 1945 تلقت درسا كبيرا في حياتها، وكانت وقتها تتحدى أسرتها محاولة أن تشق طريقها في مجال الغناء، حيث أشارت هدى سلطان إلى أنها اتفقت مع متعهد في طنطا لكي يقدمها في بعض الحفلات، وبالفعل استدعاها المتعهد للغناء في حفل أحد المرشحين للإنتخابات في طنطا، وذهبت مع باقي أفراد الفرقة للحفل، الذي بدأ بعرض رواية تمثيلية تتحدث عن إنجازات المرشح ومميزاته، وتتناول منافسه بالسخرية والذم، حتى جاء دورها للغناء.

 

وأشارت هدى إلى أنها قبل أن تبدأ الغناء، دوت أصوات الرصاص في المكان، وانقلب رأسا على عقب، وساده حالة من الهرج والمرج، وفوجئ أفراد الفرقة بمجموعة من الرجال الأشداء يهجمون عليهم ويحملونهم إلى عربة كبيرة نقلتهم إلى مكان مهجور مخيف، وظلوا يهددونهم بالأسلحة حتى الصباح، ثم تركوهم، وكان هؤلاء الرجال من أنصار المرشح المنافس الذي أراد أن يفسد حفل منافسه فخطف الفرقة حتى الصباح.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة