محمد درويش
محمد درويش


يوميات الاخبار

التَنْبلة فى عصر الرقمنة

الأخبار

الأحد، 05 يونيو 2022 - 07:13 م

 

الخدمات الرقمية تسير اتجاه الدفع والسداد من أجل الحصول عليها، أما الاتجاه المعاكس المتمثل فى الحصول على حقك مثل التعويضات المادية فإن ذلك يصطدم بالتنابلة

فى الوقت الذى قطعت فيه الدولة شوطا طويلا نحو الميكنة والرقمنة التى يستطيع من خلالها المواطن أن يحصل على خدمات عديدة ببطاقة الائتمان بالدخول على مواقع مختلفة حسب طبيعة الخدمة التى يسعى للحصول عليها ومن الممكن أن يصل طلبك حتى باب منزلك دون عناء أو معاناة.


ولكن تقريبا هذه الخدمات الرقمية تسير فى اتجاه واحد وهو اتجاه الدفع والسداد من أجل الحصول عليها، أما الاتجاه المعاكس المتمثل فى الحصول على حقك سواء كان ماديا أو عينيا فإن ذلك يصطدم بمجموعة من التنابلة فى مختلف دواوين الحكومة منهم الموظف الصغير وأيضا الأكبر منه الذين مازالوا يعيشون فى زمن فات كان فيه «التنابلة» لا يقدمون شيئا يُذكر، أما تنابلة هذا الزمان فهم يؤخرون كل شىء قد يكون من حق المواطن، لا لشىء إلا إرضاء للفرعون القابع فى نفس كل منهم وإعادة إنتاج جابى الضرائب الذى عانى منه الفلاح الفصيح وذهب ليشكوه فطلبوا منه إعادة إلقاء شكواه بعد أن أعجبتهم فصاحته!
ربما الحكايات الأربع التالية قد تكون كل منها مختلفة عن الأخرى، لكنها فى النهاية يجمعها رابط واحد هو «تنبلة» بعض صغار العاملين فى المنشأة الحكومية الذين وقع أصحاب هذه الحكايات فى براثنهم لحظهم العاثر.
وإليكم الحكايات


تعويض ابن القاضى
منذ عدة شهور كتبت عن مأساة الشاب عبدالرحمن أحمد حسين القاضى «٢٧ سنة» مع هيئة السكة الحديد، ولأن التجاهل صار ديدن الكثير من مسئولى الهيئات الحكومية رافعين شعار أنهم يكتبون - دعهم يكتبون، لم يفكر أحد فى الهيئة فى الرد وكأنه إصرار منهم على التعنت وعلى الصحفى وصاحب المأساة أن يضربا دماغيهما فى الحائط.
مأساة عبدالرحمن بدأت عندما تعرض لحادث قطار عام ٢٠١٢ وقتها كان طالبا متوجها من الإسماعيلية حيث يعيش إلى بورسعيد حيث جامعته التى يدرس فيها بكلية التجارة، تعرض لحادث قطار فقد على إثره قدميه الاثنتين اللتين تم بترهما، لجأ إلى القضاء وبعد درجات التقاضى المختلفة حصل على حكم نهائى يلزم هيئة السكة الحديد بدفع ١٥٠ ألف جنيه تعويضا له، الحكم صدر فى٣٠/٩/٢٠٢٠ فى الاستئنافين رقمى ٨١٣٩ و٨٨٧٣/٢٣ ق من محكمة استئناف القاهرة الدائرة ١٩ تعويضات.


حتى الآن وبعد أكثر من عشرين شهرا على الحكم النهائى لم تنفذ الهيئة الحكم وتدفع التعويض المطلوب، انتظار لرد مصلحة الضرائب  وما إذا كان صاحب التعويض عليه ضرائب من عدمة ، كنت أتصوّر أن الهيئة ومصلحة الضرائب لن يكتفيا بتنفيذ الحكم فقط ولكن ستتاح الفرصة للشاب الذى فقد ساقيه ليلتحق بوظيفة داخل الهيئة ضمن الـ5% المخصصة للمعاقين خاصة أن كل جهة قطاع خاص يراسلها ترفض تعيينه، نظرا لإعاقته ولكن يبدو أننا نتعشم أكثر من اللازم.
أحمد القاضى لم يفقد الأمل فى تدبير المولى سبحانه وأرجو أن يطالع الفريق كامل الوزير هذه السطور وهو المعروف بالحزم والحسم وأن تمتد يداه الحانية للشاب قبل أن ينال منه اليأس فلا هو طال التعويض ولا طال وظيفة.
تعويض الست زينب
أما الست زينب التى صدر لها حكم نهائى فى ٥ مايو العام الماضى بالتعويض ضد الوحدة المحلية لمدينة ومركز طوخ فى القضية رقم ٧٣٦ لسنة 552 محكمة استئناف عالى بنها وتوقف أمر صرف التعويض على مخاطبة مصلحة الضرائب العامة لبيان إذا كان عليها مستحقات ضريبية من عدمه، وبالفعل قامت الوحدة المحلية بمخاطبة الإدارة العامة لتجميع البيانات المركزية بمصلحة الضرائب والتى خاطبت ضرائب فيصل برقم صادر ١١٦٧٤ فى ٧/٢/٢٠٢٢ وخاطبت أيضا ضرائب العجوزة وحتى الآن لم ترد لا ضرائب فيصل ولا ضرائب العجوزة.. وسلم لى على الرقمنة.


مخلوف تانى
سبق وأن كتبت فى هذا المكان يوميات بعنوان «مخلوف إما يُكرم أو يُهان»، والدكتور مخلوف محمود مخلوف هو صاحب ابتكار علاج السرطان بالأكسجين، استعرضت فى هذه اليوميات مشوارا طويلا امتد على مدى أكثر من عقدين من الزمان ودعمت ما قدمه لى من شهادات محلية ودولية حول ابتكاره واستعرضت أيضا كثيرا من الانتقادات الموجهة له، وطالبت بتنفيذ الابتكار وأن يحصل الرجل على حقه إن ثبت صحة ما ابتكره أو تعلن أى جهة مختصة عدم صلاحيته.


كالعادة لم يرد أحد أو حتى يتواصل معنا أو مع الباحث ونبدأ مشوارا قد تكون نهايته خبرا لمرضى السرطان.
أمس أرسل لى الباحث خبرا من صحيفة  «ذا صن» البريطانية تتحدث عن أسلوب مبتكر فى علاج السرطان يقوم على نفس النظرية التى توصل اليها  د. مخلوف اطلقت عليه الصحيفة قنبلة السكر وحول الرابط بين الابتكارين يقول الدكتور مخلوف: العامل الأساسى والرئيسى المشترك بين بحثى لعلاج السرطان وبين قنبلة السكر هو زيادة معدلات الأكسجين داخل الخلايا السرطانية لقتل وتدمير هذه الخلايا وذلك لأنها خلايا لا هوائية تعيش وتنتشر فى نقص الأكسجين ويتم تدميرها عندما تتم زيادة معدلات الأكسجين فى هذه الخلايا ومن ذلك فإن العامل المشترك بين بحثى وبين قنبلة السكر هو إمداد الخلايا السرطانية بالأكسجين ، وبالتالى يتم تدمير الخلايا السرطانية وهذا هو الهدف الرئيسى وتعتمد فكرة قنبلة السكر فى علاج السرطان على تسليط الضوء على الخلايا السرطانية وبداخلها قنبلة السكر فتمتص الطاقة من الضوء فيعمل ذلك على زيادة الأكسجين داخل الخلايا السرطانية ، وبالتالى يتم تدمير الخلايا السرطانية بزيادة معدلات الأكسجين وهذا هو السلاح الرئيس لقتل وتدمير الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة فى الجسم.


وفى انتظار ان يتحرك مسئولون فى مواقع العلمية المختصه ليجزمو بجدوى الابتكار من عدمه.


التنابلة و السياحة


المهندس الاستشارى فرج حموده خريج الفنية العسكرية ،
أحد الذين يتناولون الكثير من القضايا القومية سواء خلال مساهمته معنا فى الأخبار أو فى صفحته على «فيس بوك»  ارسل لى هذه السطور:
يتساءل كثيراً من المصريين ببساطة المنطق:
> كيف ومصر تمتلك أكثر من ثلث آثار العالم وأقدمها ولا يأتى إلينا عشرسياح الآثار فى العالم؟
> كيف ومصر تمتلك أكثرمن ألفى كيلومتر شواطيء أصفى وأنقى من شاطيء كان والريفييرا وغيرها ولا يأتى إلينا الملايين الذين  يذهبون إلى شواطيء إسبانيا؟
> كيف ومصر تمتلك أكثر رمال مشعة وأماكن استشفاء مثل سيوة وأسوان وعيون كبريتات حلوان (عليها رحمة الله) ولا يأتى إلينا عشر من يذهبون إلى تسخالطوبو فى روسيا كسياحة علاجية؟
> كيف وفى القاهرة وحدها ألف مئذنة ومتاحف للحضارة الإسلامية والمسيحية؟
> كيف ومصر فيها مسار مقدس لأكثر من نصف سكان الكرة الأرضية من المسيحيين، ولم يخرج بعد للنور ملامح رسمه وإدراجه على خرائط المزارات العالمية؟
> كيف ولدينا البقعة الوحيدة من سطح الأرض التى تجلى فيها رب الأرض على الأرض استجابة لرسوله لليهود؟
> وغير ذلك من اعتدال مناخ وجمال طبيعة وديناصورات متحجرة تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ فى الفيوم، وكل ما سبق تقول بعض الدراسات أن دخل مصر من السياحة يمكن أن يكون 30 ضعف الدخل الحالى وخصوصا بعد اكتمال منظومة المتاحف لتسبق القاهرة باريس ومدريد.
وما دعانى إلى الكتابة فى هذا الموضوع هو ما حدث من بعض الصبية


فى منطقة الأهرام سواء أدينوا أو بُرئوا، إنما هناك على أى حال دلالة على قصور ثقافتنا كشعب لموضوع السياحة، فضلا عن ضعف منظومة الإدارة الحالية العتيقة التى لم تتطور على مدى عقود وخصوصا السيطرة على شركات السياحة وإغلاق المسيء منها لسمعة البلاد وتشجيع المجيد بحوافز واضحة وفكر خارج الصندوق للتطوير، ثم منظومة الأيادى التى تتلقف السائح من لحظة خروجه من الطائرة إلى أن يدخلها عائدا إلى بلاده.


ويبدأ التطوير بإنشاء هيئة عليا على رأسها شخصية إبداعية ليطور هذه المنظومة بدءا من شرطة السياحة ومظهر جنودها، ثم المرشد السياحى ثقافة وعلما وأدبا، ثم بوتيكات ومحلات بيع الأنتيكات والتماثيل المقلدة بضوابط حاكمة شديدة الصرامة، ووسائل نقل لا يزيد عمرها عن عشر سنوات مع إضافة محددات سرعة لأتوبيسات النقل السياحى وضرورة وضع شروط محددة لتأهيل السائقين، يصاحب هذا إصدار تشريعات قاسية العقوبات وتطبق بحزم على من يخل بها، مع تنسيق عميق مع وسائل الإعلام لبث الوعى السياحى لدى المصريين من حيث الترحيب بالسائح وليس المحاولات السخيفة لمص دمه.
ثم نأتى للأهم وهو التسويق والدعاية.


أما الآثار نفسها كالمعابد وما يعرض فى المتاحف فعلينا احترامها وإلقاء هذه الهيبة الاحترام فى نفس السائح، وليس اصطحاب الطبول  والرقص فى بهو المتحف أو المعابد كما يحدث الآن.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة