آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

محنة ثلاث أمهات

آمال عثمان

الأحد، 05 يونيو 2022 - 07:36 م

واجهت المحنة العصيبة بشجاعة سياسية وإنسانية، يندر أن يمتلكها مسئول كبير فى الدولة، وأعلنتْ بوضوح وشفافية، تفاصيل الفاجعة العائلية الموجعة التى تمر بها هى وأسرتها، ورغم ما تعانيه الأم المكلومة على ضناها من وجع وأسى، لم تتقاعس أو تتهاون فى توضيح الصورة كاملة أمام الرأى العام، دون انتظار أو تباطؤ أو مراوغة، إيماناً منها بأنه حق أصيل من حقوق الجماهير على الشخصية العامة، وهو موقف لم نعهده من وزراء وكبار رجال الدولة من قبل.


إننى هنا لا أتحدث عن الوزيرة والسفيرة د. نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، إنما أتحدث عن أم تتعرض لأكبر محنة وأصعب ابتلاء يمكن أن تتعرض له أى أم فى العالم، حينما تجد ضناها بين ليلة وضحاها، متورطاً فى جريمة قتل وينتظره حكم بالإعدام، أتحدث عن ثلاث أمهات مكلومات فقدن أبناءهن شباباً فى عمر الزهور: اثنين صرعى والثالث ينتظر الإعدام، ضاعوا منهن فى لمح البصر، مثل كثير من الشباب الذين أودى الطيش والرعونة بحياتهم، وسط عالم يعج ويموج بالعنف والجريمة.
وبعيداً عن القضية المنظورة أمام القضاء الأمريكي، الذى لم يقل كلمته الأخيرة، وحتى لو ثبتت إدانته، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يُؤاخذ الله العبد بجريرة أخيه أو أبيه أو ابنه، وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه. ألم يكن «يام» ابن سيدنا نوح كافراً وكذلك زوجته، وزوجة لوط كانت من الغابرين، و»آزر» أبو سيدنا إبراهيم الخليل كان مشركاً؟ ومع ذلك لم يحرمهم الله جميعاً من تفضيلهم بالنبوة.


ومن منكم يأمن عبث الأقدار وما تفضى إليه، أو تورط أحد أفراد أسرته فى جريمة، لا يعرف مدعاها أو باعثها إلا الله وحده، أأمنتم ابتلاء الله ومكره؟ والله سبحانه وتعالى يقول فى سورة الملك: (أَأَمِنتُم مَّن فِى السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ).  آية 16 .
لذا يدهشنى تماماً تلك المحاكمة السياسية القاسية التى يسعى البعض لافتعالها، والمحاولات الدءوبة لخلط الأوراق، وتحميل السفيرة د. نبيلة مكرم وحكومتها، جريرة لم تقترفها، وقعت فى الولايات المتحدة الأمريكية، والمتهم فيها ابنها «رامي» المقيم فى لوس أنجلوس منذ سنوات، والمطالبة بتجميد مهام الوزيرة لحين الحكم فى القضية ببراءة ابنها أو إدانته!


لكن يظل السؤال الوحيد الذى نملك الحق فى المطالبة بمعرفة إجابة شافية وافية حوله من الحكومة.. هل استغلت وزيرة الهجرة نفوذها ومنصبها وعلاقتها الرسمية فى تحقيق مصالح خاصة لها أو لابنها قبل أو بعد الحادثة؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة