مخاوف من تفاقم أزمة غذاء عالمية مع استمرار الحرب فى اوكرانيا
مخاوف من تفاقم أزمة غذاء عالمية مع استمرار الحرب فى اوكرانيا


تنافس بين روسيا والغرب لإخراج الحبوب من أوكرانيا لتفادي مجاعة عالمية

الأخبار

الأحد، 05 يونيو 2022 - 08:11 م

على وقع تحذيرات من أزمة غِذاء عالمية، تتبادل روسيا والغرب الاتهامات حول عرقلة تصدير القمح من أوكرانيا، بينما يشترط بوتين على الغرب رفع عقوباته لفتح ممر لتصدير الحبوب.


أججت العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا أزمة غذاء عالمية برفع أسعار الحبوب وزيوت الطهى والوقود والأسمدة، حيث تنتج الدولتان معا عن نحو ثلث إمدادات القمح العالمية، كما أن روسيا مورد رئيسى للأسمدة وأوكرانيا مورد رئيسى للذرة وزيت دوار الشمس وتقول صحيفة الجارديان انه يجب تصدير 20 مليون طن من الحبوب المتراكمة فى أوكرانيا بسرعة لتجنب المزيد من الانفجار فى أسعار المواد الغذائية.

وكذلك للحفاظ على الحصاد الأوكرانى القادم الذى لا يمكن إرساله حاليًا إلى مرافق التخزين الكاملة بالفعل. لكن هذا غير ممكن بسبب الحصار البحرى الروسى لميناء أوديسا على البحر الأسود، والألغام العائمة الأوكرانية المزروعة لمنع الهجوم الروسى على الميناء. وتريد روسيا، مقابل رفع الحصار، رفع أى عقوبات على منتجاتها فى مجال الشحن والأسمدة.


وكانت تركيا قد اعربت عن استعدادها لتأمين ممر بحرى لصادرات القمح الأوكرانى للعالم، فى جهود قد تُجنِّب البشرية أزمة غذاء حذرت منها منظمة الأغذية العالمية. الا ان روسيا اشترطت للإفراج عن القمح الأوكراني، تخفيف الغرب عقوباته عليها، حيث أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين صرح لنظيره التركى رجب طيب أردوغان، بأن روسيا مستعدة لتحرير الشحن البحرى وتسهيل تصدير الحبوب دون عوائق من الموانئ الأوكرانية بالتنسيق مع تركيا. مقابل تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على الاقتصاد الروسي


وقد عرضت إيطاليا والمملكة المتحدة إجراء عملية إزالة الألغام، وهو أمر قد يستغرق أسبوعين، لكن تركيا قد تكون الخيار المفضل لروسيا لإكمال هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر.. كما أظهرت الولايات المتحدة بعض المرونة حيث صرحت ليندا توماس-جرينفيلد مندوب أمريكا لدى الأمم المتحدة إن بلادها مستعدة لتقديم تطمينات لشركات الشحن والتأمين للمساعدة فى تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وتشكك بريطانيا وبولندا ودول البلطيق فى أن بوتين سيوافق على هذا الاتفاق، واقترحت ليتوانيا إنشاء تحالف بحرى للدول الراغبة بهدف رفع الحصار الروسى وحماية السفن الأوكرانية من أى قصف روسى بما يفضى لتمكين كييف من تصدير صادراتها من الحبوب عبر البحر الاسود..

وقد قوبل اقتراح ليتوانيا بترحيب حذر من بريطانيا؛ حيث شددت وزيرة خارجيتها ليز تروس على أن بلادها سترسل قوافل بحرية للانضمام إلى المهمة البحرية المقترحة إذا جرى الانتهاء من إشكالية تطهير الألغام من ميناء أوديسا..

وقال ألجيس لاتاكيس، المدير العام لميناء كلايبيدا على ساحل بحر البلطيق فى ليتوانيا، «المجاعة قريبة، ولدينا كل ما نحتاجه لتوفير جزء من الحل»، وأصر على أن منشأته يمكن أن تساعد العالم فى تجنب كارثة غذائية عن طريق خروج جبال الحبوب الشاسعة التى تقطعت بها السبل الآن فى أوكرانيا. لكنه، اعترف، أن هناك مشكلة واحدة كبيرة هى بيلاروسيا التى تتحكم فى خطوط السكك الحديدية التى تقدم أسرع الطرق وأرخصها وأرخصها لنقل كميات كبيرة من الحبوب من أوكرانيا إلى كلايبيدا وموانئ البلطيق الأخرى.

حيث تشترط هى الاخرى  رفع عقوبات فرضها الاتحاد الاوربى عليها وطبقا لصحيفة نيويورك تايمز يتم النظر حاليا فى العديد من الخيارات لإخراج الحبوب التى تشتد الحاجة إليها من أوكرانيا، بما فى ذلك إرسال الصنادل عبر نهر الدانوب، أو بالشاحنات والقطارات عبر موانئ فى بولندا ورومانيا .

وكلها تأتى مع تحديات كبيرة. الأصعب من ذلك كله هو إعادة فتح ميناء أوديسا على البحر الأسود، والذى تم تعدينه حاليًا من قبل أوكرانيا ضد الغزو والمحاصرة من قبل روسيا فيبدو أن طريق ليتوانيا هو الطريق الواعد لإيصال الطعام بسرعة إلى مناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا التى هى فى أمس الحاجة إليها، حتى لو كانت بعيدة أيضًا..

ويصر زعماء الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة علانية على أن إطعام الجياع يتفوق على المخاوف الأخرى. ومع ذلك، هناك خلاف شديد حول كيفية القيام بذلك دون مكافأة روسيا أو بيلاروسيا، وكلاهما يسعى إلى تخفيف العقوبات مقابل المساعدة فى تجنب المجاعة وتعارض دول غربية مثل الولايات المتحدة وأوكرانيا رفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لكنها لم تستبعد إبرام اتفاق مع بيلاروسيا.

وإذا لم ينجح أى من خيارات الطريق البحري، فإن البديل الوحيد هو تكثيف استخدام الطرق الحالية والأكثر تكلفة والتى تنقل الحبوب على الشاحنات عبر بولندا إلى موانئ البلطيق، أو على المراكب أسفل نهر دنيبر إلى الموانئ الرومانية وأخيراً عبر القطار إلى بولندا.

اقرأ ايضا | بوتين: جميع المسيرات الأوكرانية التي تحلق من إنتاج أجنبي

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة