جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

أوروبا الخائفة.. هل تتحرك؟

جلال عارف

الإثنين، 06 يونيو 2022 - 05:22 م

لم يتأخر الرد الروسى على قرار أمريكا والحلفاء إرسال أسلحة صاروخية حديثة إلى أوكرانيا. الرئيس الروسى بوتين قال إن روسيا ستمد ضرباتها إلى أهداف جديدة، والقصف الروسى عاد إلى العاصمة الأوكرانية كييف بعد أن توقف منذ فترة، والصواريخ الروسية استهدفت مخازن الأسلحة الجديدة. والتصعيد مستمر.

أكثر الخائفين من التصعيد هى دول أوروبا الرئيسية برغم تعهدها باستمرار إرسال السلاح لاوكرانيا ودعمها فى الحرب حتى الآن. الرئيس الفرنسى «ماكرون» عاد على التأكيد بأن الهدف هو وقف النار وبدء التفاوض وليس إذلال روسيا. موقف تؤيده أيضا المانيا وإيطاليا أساسا ويعكس الخوف الأوروبى من زيادة الأعباء ومن خروج الوضع عن السيطرة.

العقوبات إلى روسيا تكبدها خسائر فادحة، لكن أوربا أيضا تتحمل الكثير استمرار الحرب يعنى انفجار مشكلة الطاقة فى أوروبا رغم كل التطمينات، لاتوجد بدائل حتى الآن لامدادات الغاز والبترول الروسية، وعندما توجد ستكون التكلفة باهظة لن يتحملها اقتصاد أوربا المنهك. والمخزون من احتياطى السلاح فى المخازن استهلكته الحرب، والمطلوب الآن ميزانيات ليست قليلة لانتاج أسلحة حديثة وجهد لتدريب الأوكرانيين عليها لاقتصار خبرتهم على السلاح الروسى.

والأخطر من هذا أن تمتد الحرب خارج أوكرانيا لو وصلت صواريخ أوكرانيا الأمريكية إلى داخل روسيا، أو لو ضربت روسيا مخازن تجميع السلاح فى الدول المجاورة لأوكرانيا والأعضاء فى حلف «الناتو» كل هذا يخلق مسافة بين الموقفين الأوروبى والأمريكى، لكن التحرك فى هذه المسافة حتى الآن لايبدو مثمرا. هناك فرصة للتحرك الفرنسى من خلال رئاسة فرنسا للاتحاد الاوربى حتى نهاية هذا الشهر. الحديث عن وقف اطلاق النار كان حاضرا فى المحادثة الهامة التى جمعت بوتين وماكرون ومستشار ألمانيا شولتز، كما كان أساس المبادرة الايطالية التى لم يقبلها أى طرف. الظروف الآن تتغير، وأمريكا وروسيا لايتفقان على شىء إلا أن الحرب ستطول، وأوروبا تخشى من الأسوأ. تعرف أن القرار بشأن الحرب فى يد واشنطن وموسكو.. لكن تحركا أوروبيا سريعا قد يمنع الاندفاع نحو الكارثة!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة