الإثنين، 06 يونيو 2022 - 10:24 م

رحلة طويلة مليئة بالمآسي قطعها منذ الصغر.. من جبل الدروز إلى شارع عماد الدين، مشى الرحلة وحده وكتم آلامها في صدره وكتب عليه أن يمضي فيها إلى نهاية العمر وحده.

عندما قامت الثورة الشهيرة في الجبل في عام 1924 ضد الاستعمار الفرنسي ووسط  نار المعارك وقسوتها سحبت الأم أطفالها الثلاثة فريد الأطرش وفؤاد وأسمهان واستقرت في مصر.

 والتحق فريد الأطرش بالمدرسة البطريركية ولكن الأسرة كانت تعاني من الضيق المالي فتقدم فريد لتحمل المسئولية وعمل في محلات «بلاتشي» بعد الظهر مع استمراره في دراسته وممارسة هوايته الموسيقية، بحسب ما نشرته آخر ساعة 1971.

وجاء عام 1931 فترك فريد الأطرش محلات «بلاتشي» ليعمل في كازينو بديعة كملحن ومغن مقابل ثمانية جنيهات في الشهر وكان يظهر كل ليلة مع بديعة مصابني في الاستعراضات الكبيرة وبجواره إبراهيم حمودة وفي عام 1937 عرضت عليه إحدى الشركات أن يسجل أغنية بصوته فسجل أغنية «بحب من غير أمل» وبدأت الأبواب تفتح له بعد ذلك .

وما كاد يجيء عام 1940 حتى عرض عليه جبرائيل تلحمي القيام ببطولة فيلم « انتصار الشباب» أمام أخته أسمهان على أن يتقاضى  كل منهما 1500 جنيه وحصل على أكبر أجر تقاضاه مطرب أو مطربة ووصل إلى أجر أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وسجلت اسطواناته أرقاما قياسية في البيع لم تسجلها أية اسطوانات عربية أخرى.

اقرأ أيضا| فريد شوقي «أبو البنات».. أغلى ممثل في مصر ولبنان

وفريد الأطرش إنسان رقيق وعنيد له منطق غريبا أو مجنونا فعندما اتخذ قراره بالغناء في حفلة الربيع عام 1970 وقف جميع الأطباء في وجهه وقالوا له: لا .. هذا خطر محقق على قلبك وحياتك ولكنه  رفض وبذل مجهودا خارقا في التلحين والبروفات قبل الحفلة لمجرد العناد والتحدي.

وفي الحفل ذهب طبيبه الخاص أخصائي القلب الدكتور عوض إبراهيم وجلس في الصف الأول يراقب المجهود الخارق لمريضه وغنى فريد الأطرش ساعتين وزيادة وعاش ولم يمت وعاد إلى بيته وتلقى مكالمة تليفونية في الفجر من طبيبه وكان يقول له : أرجوك لا تناديني «دكتور» فقد ألغيت بما فعلت الليلة كل ما نظريات الطب.. لن أنصحك بعد الآن كل ما أقوله لك استمر في حياتك بأسلوبك فأنت طبيب نفسك .

ونفس الكلام سمعه فريد الأطرش من الأخصائي العالمي الدكتور جيبسون في لندن .

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم