الكاتبة الصحفية عبير
الكاتبة الصحفية عبير


عبير حمدي تكتب .. إبن المطلقة .. وجرائم ترتكب في حق المجتمع

عبير حمدي

الجمعة، 10 يونيو 2022 - 05:26 م


رغم انفصالي عن زوجي بشكل راقي ومحترم، وبعد أن  أصبحت ( مطلقة)، في حقيقة الأمر لم يغب زوجي عن المشهد، ولم يؤثر الإنفصال على علاقته بأبنائه، ولم يتخل عن مسؤولياته سواء الاجتماعية أوالمادية تجاه ابنائنا، واحتفظ كل منا باحترامه وتقديره للآخر، وحينما طلبت منه الذهاب معي لإلحاق ابننا الأكبر بالمدرسة، بالفعل حدث ولم يتأخر كعادته.

 وقع اختيارنا على مدرسة حسنة السمعة، تضم أبناء أسر من المجتمع الراقي، واجتاز ولدي جميع الاختبارات التي تؤهله للالتحاق بهذه المدرسة، ومن ضمن الشروط للقبول بها, تقوم المدرسة بعقد مقابلة (إنترفيو) مع أسرة الطفل ، وبالفعل ذهبنا ثلاثتنا إلى الاجتماع مع إدارة المدرسة، وتم قبول طفلي بالمدرسة ، ولكن بعد أن تبين من الأوراق أن هناك انفصال بين الأم والاب، رفضت المدرسة قبول ابني ، لانه لا يسمح  بقبول أبناء الأسر المنفصلة كشرط من شروط الالتحاق بهذه المدرسة.

ما سبق  قصته على مسامعي صديقة، قرأته بأحدى جروبات التواصل الاجتماعي، وكنا نتحدث عن انعكاس سلوك الآباء على الأبناء، وأن الطفل مرآة تعكس تصرفات  والديه في أغلب الأحيان، وتأثير العنف الأسري، وضرب الزوجات أمام أطفالهن على نفسية الطفل وسلوكه .

كنت أروي لها عن جارتنا التي أخذ زوجها يكيل لها أمام أعين جميع سكان المكان، ولم يكتف بذلك بكل كلف شقيقه بتكبيل يديها بعد أن  طرحها أرضا، ليتمكن من ضربها دون إعطائها فرصة للفرار ، فهذا النموذج من الأزواج على الرغم من بربريته وهمجيته، إذا  قدم لأحد أبنائه ليلتحق بأي من المدارس، التي تقبل أبناء المجتمع الراقي والأسرة المتماسكة، وترفض قبول( إبن المطلقة) سيقبل فورا لأن المعيار هنا سيكون أن الطفل ينتمي لأسرة متماسكة وثرية .

وكم من الأسر تعاني من غياب الأب عن المشهد تماما وكأنه لم يكن، و تواجده كأب على الورق الرسمي فقط، (قسيمة الزواج وشهادات الميلاد )، بينما تتحمل الأم أعباء الحياة منفرده،دون أن يبالي هذا الرجل، وتستمر الحياة حفاظا على الشكل الاجتماعي فقط.

 إذن عندما يكون هناك رجل يتحمل  مسؤولياته تجاه أبنائه، ويتبع قول رسولنا الكريم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ، ويتصرف من هذا المنطلق حتي بعد انفصاله عن زوجته، يخرج للمجتمع طفل طبيعي سوي نفسيا ، بينما النموذج الذي تستمر العلاقة وسط إهانات وتجاوزات، لمجرد الحفاظ على الشكل الاجتماعي، قد تخرج للمجتمع طفل عدواني ، من الممكن أن يؤذي نفسه ومن حوله .

وأتذكر أحدي معارفي اندهشت جدا عندما علمت بموضوع انفصالها عن زوجها،خاصة وأنه من كلامها شخص عطوف محب لأبنائهم، ويقوم بواجباته تجاههم على أكمل وجه ،لكن هناك اختلاف فكري وايدلوجي  كبير بين الطرفين ، اعتقد  كلا منهما أنه يستطيع تغيير الآخر، لكن دون جدوى، هي لم تستطع أن ترتدي النقاب وتترك عملها ، وهو لم يستطع تقبل استمرارها في العمل، وارتداءها الجينز، ورغم الانفصال لم يتخل الرجل عن واجباته ومسؤولياته تجاه أبنائه.
 

وفي تقديري  إذا كان هناك  بالفعل  مدارس ترفض قبول أبناء الأسرة المنفصلة ، فإنه  من الأجدى وضع معايير أكثر موضوعية على سبيل المثال التأكد من عدم ادمان أحد الأبوين ، بمعني أن يكون تحليل المخدرات شرطا من شروط قبول الطفل ، أن يكون بالمدرسة طبيب نفسي للتأكد من  سلامة الأبوين النفسية، لكن عدم قبول الطفل لانه( ابن مطلقه) جريمة ترتكب في حق المجتمع .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة