آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

دعوة من الملك

آمال عثمان

الجمعة، 10 يونيو 2022 - 06:51 م

 

ما أجمل أن تتلقى دعوة من الملك، كل الأشياء تُسخّر لتلبية تلك الدعوة الكريمة، وأيادى البشر تمتد بكل الود، لتُيسّر لك الأمور، وتدبر ما تحتاج إليه، ولِمَ لا وأنت مدعو من مالك المُلْك ذى الجلال والإكرام، وضيف الرحمن، ونزيل بيته الحرام. 

حينما قررت أن أمضى إجازة العيد مع أحفادى فى أمريكا، وجدت الخطوط السعودية هى الأنسب من حيث السعر والوقت، علمت بعدها بالمصادفة من الصحفية الشابة الموهوبة رغدة صفوت، إمكانية التوقف فى مطار جدة خلال رحلتى والحصول على تأشيرة سياحية، طالما لدى تأشيرة أمريكا، ولا أخفيكم سراً أننى تصورت أن الأمر ليس بهذه البساطة، لكن الفكرة ظلت تراودنى أثناء رحلتى، حتى قررتُ أن أسأل السفير السعودى فى القاهرة عن طريق صديق، وجاءت الإجابة بنعم، وهكذا صار الخاطر رغبة ملحة، تحتاج إلى تعديل فى مواعيد الطيران، وحجز فندق، وكلها كانت مُيسّرة بصورة مدهشة، ولّدت بداخلى شعوراً بأنها دعوة كريمة من رب البيت العتيق.

أمضيتُ 16 ساعة داخل الطائرة، أقسم بأنها مرت كلمح البصر، وصلتُ المطار وأنا أضع يدى على قلبى، خشية أن أعود أدراجى خاوية الوفاض بعد أن اشتد شوق الفؤاد! استقبلتنى ثلاث فتيات سعوديات بابتسامات جميلة، وكلمات ترحيب نزعتْ مخاوفى على الفور، وفى ظرف دقائق معدودة كنت انتهيت من الإجراءات، دون أن أتحرك من فوق مقعدي! وأبلغتنى إحداهن بإمكانية أداء العمرة، وتنزيل تطبيق «اعتمرنا» لإصدار تصريح العمرة إلكترونياً، وخرجت والسعادة تغمرنى، أهكذا تغير وجه المملكة؟ 

ولأن من رأى ليس كمن سمع، فقد دهشتُ حين قررت الذهاب بقطار الحرمين السريع إلى المدينة المنورة، لكى ألقى السلام على رسول الله، وأرجع فى نفس اليوم، لاستقل الطائرة إلى القاهرة فى اليوم التالى، وبالتطبيق الإلكترونى حجزتُ مقعدى، وبعد أداء صلاة الجمعة فى الكعبة المشرفة، ذهبت إلى مبنى محطة قطار أشبه بالمطار، وضعتُ البار كود المرسل على الموبايل لعبور البوابة، لأجد منطقة انتظار غاية فى النظافة والنظام، وفى ظرف ساعتين ونصف كنت أهبط فى محطة المدينة المنورة، وخلال الذهاب والعودة لم أشاهد راكباً يسيء استخدام عربة القطار أو الحمامات، الجميع يحترمون هذا الإنجاز ويفخرون به ويحافظون على نظافته.

 لقد أردتُ أن أشارك القارئ الرحلة التى جاءت بدعوة من صاحب المُلْك، وكشفتْ لى بحق التطور والنقلة الحضارية التى تشهدها السعودية.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة