د. حسن عماد مكاوى
د. حسن عماد مكاوى


تحياتى

عشوائية الإعلانات «٢-٢»

حسن عماد مكاوي

الجمعة، 10 يونيو 2022 - 08:53 م

يحفل سوق الإعلانات فى مصر بالكثير من الممارسات السلبية، فعلى الجانب الفنى نلمس بوضوح فقر الأفكار وتكرارها، وضعف المحتوي، وركاكة الأشكال الفنية التى جعلت الإعلانات من المظاهر البارزة للتلوث السمعى والبصرى والثقافى والإبداعى ما يتسبب فى المزيد من انحدار الذوق العام، وانعدام المنافسة بين شركات الإعلان واقتصارها على شركة واحدة بشكل احتكاري، ونتج عن ذلك العديد من المفارقات المضحكات المبكيات مثل الاستعانة ببعض الممثلين والمطربين الذين يحصلون على الملايين مقابل الترويج لحث المواطنين البسطاء على التبرع بجنيهاتهم القليلة لبناء المستشفيات وتزويدها بالمستلزمات وإجراء العمليات الجراحية وإغاثة الفقراء والغارمين. وتبرز الإعلانات المجتمع المصرى منقسما إلى فئتين متمايزتين إحداهما فئة الأثرياء الذين يقطنون المنتجعات الفاخرة ويحيطون أنفسهم بأسوار تعزلهم عن الفئة الثانية التى تضم القوى العاملة والفقراء المحرومين من متطلبات الحياة الكريمة فى الغذاء والكساء والمسكن اللائق، وبالتالى تكرس الإعلانات بوضوح الفرقة والضغينة والأحقاد بين الفئتين . يضاف إلى ذلك هذا الكم الكبير من الإعلانات التى تنطوى على معلومات زائفة خاصة فى المجال الصحى والدوائى والغذائي، ومعظم هذه الإعلانات يتم بثها دون الحصول على تراخيص من وزارة الصحة، ومن أمثلة ذلك الظهور المتكرر لأحد الممارسين لمهنة الطب من غير الأطباء وتم إلقاء القبض عليه ومحاكمته وإيداعه السجن، ومع ذلك لا تزال إعلاناته تذاع بكثافة فى بعض القنوات التليفزيونية. ناهيك عن إعلانات الطرق التى تسبب التلوث البصرى من حيث حجم الإعلانات وألوان الإضاءة وعدم مراعاة المسافات بين الإعلانات والتسبب فى العديد من حوادث الطرق والتجاهل التام لهيئة التنسيق الحضارى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة