عضوات فى الجمعية أثناء تنفيذ الأشغال اليدوية
عضوات فى الجمعية أثناء تنفيذ الأشغال اليدوية


أنامل ذهبية تتحدى الإعاقة البصرية تصنع السجاد اليدوي ومنتجات البامبو

آخر ساعة

السبت، 11 يونيو 2022 - 05:00 م

كتب: علا نافع

أنامل تحيل التراب إلى ذهب، لا تعرف قلـــوبهم اليـــأس أو الإحباط، ينير الحب والرضــــا أعينهــــم المظلمــــة، لا يشـــعرون بظلمة تحيط بهم فابتساماتهم النقية هى نبراسهم، حبـــاهم الله بموهبة وذكاء فطرى، إنهـــــم أعضـــــاء جمعيـــــة دنيتنا للمكفوفين التى حازت شهرة كبيرة بعد أن غزت منتجاتهم من البامبو والسجاد اليدوى معظم الأسواق المصــــــرية، ولـــــم تقتصر مهاراتهـــــم أو موهبتهـــــم عند هذا الحد، بل أسســــوا كورالا للموسيقى تصدح فيـه أصواتهم بأغان ذات طابع مميز.

 

تحتضن جمعية دنيتنا عشرات الرجال والنساء من المكفوفين الذين جاءوا من كافة بقاع مدينة الإسكندرية ليشبعوا حبهم للفنون اليدوية ويخرجونا فيها طاقاتهم المكبوتة بهدف كسب لقمة العيش.

ويروج هؤلاء لمنتجاتهم عبر صفحة على موقع فيسبوك ويشاركون فى بعض المعارض المحلية، ويحلمون بأن تغزو منتجاتهم كافة المعارض الدولية والعالمية ليثبتوا أن إعاقتهم ما هى إلا سلاحًا صلبًا.

 

فى زاوية بعيدة تجلس عبير وهى واحدة من أعضاء الجمعية فقدت بصرها فى حادث مروع فى العشرينيات من عمرها، انتابها اليأس والإحباط، وأصبحت عصبية وتميل للعزلة والانطوائية، حتى نصحتها إحدى صديقاتها بالانضمام إلى الجمعية والمشاركة فى أنشطتها المختلفة، ورغم أنها لم تحبذ الفكرة فى بداية الأمر، سرعان ما اندمجت مع أقرانها وكوَّنت صداقاتٍ قوية، بعد أن شعرت معهم بالألفة والمحبة.

 

تقول عبير: منذ اليوم الأول لوجودى بالجمعية شعرت بالسكينة والاطمئنان خاصة أن جميع زملائى كانوا يعاملوننى بود ولطف، ورغم صعوبة تعلُّم صناعة البامبو وتحويل سيقانها إلى حقائب وقبعات، فقد تعلمتها فى وقت قياسى، مشيرة إلى أنها باتت قادرة على تصنيع فوانيس كبيرة الحجم من البامبو بالإضافة إلى السجاد اليدوى والكليم، مضيفة تحسنت حالتى النفسية واطمأن قلبى حتى أننى لا أفوِّت يومًا من أيام التدريب بالجمعية، كما تعلمت القراءة بطريقة برايل.

 

أما إيمان، فهى فتاة حباها الله ببراءة ووجه سمح، فقد ولدت بضعف فى شبكة العينين حتى انتهى بها إلى فقدان تام فى البصر بعامها الجامعى الأخير فى كلية الآداب، إذ كانت تدرس بقسم التاريخ فى جامعة الإسكندرية، لكنها أصرت على استكمال دراستها دون أى إحباط أو يأس، وبعد تخرجها استهوتها الأعمال اليدوية وفنونها المختلفة خاصة صناعة البامبو ومنتجات الخرز.

 

تقول إيمان: وقعتُ فى حب الأعمال اليدوية منذ عام 2007، فتعلمت صناعة الأكسسوارات والمكرمية وغيرها من الأشغال اليدوية، لكننى وقعت فى حب صناعة البامبو، فشعورك بتحويل مجموعة من السيقان الجافة إلى حقائب وفوانيس رائعة هو شعور لا مثيل له، وكذلك صناعة المكرميات وتلوين عجينة السيراميك وقد وجهت طاقتى لتدريب أعضاء الجمعية على صناعة البامبو والمهارات المختلفة وهو أمر يشعرنى بالسعادة.

 

أما حنان حشيش، رئيس مجلس إدارة الجمعية، فتقول: جاءت فكرة تأسيس الجمعية منذ عدة سنوات حينما لاحظتُ أن الكثير من المكفوفين يفتقد تعلم العديد من المهارات، ما جعلنى أشركهم معى فى إدارة الجمعية وفى الإشراف على بعض المراكز التابعة لها، مشيرة إلى أنها انضمت للعمل التطوعى فى سنوات شبابها وكانت تعلِّم التريكو والحياكة للفتيات الكفيفات وهذا ما حفزها على إنشاء الجمعية.

 

وتوضح: الجمعية تهتم بكل المكفوفين منذ سنوات عمرهم الأولى وحتى كهولتهم، كما تضم أنشطة عديدة كصناعة السجاد اليــدوى والبـــامبو، ونقـــوم بعرض المنتجات على صفحتنا على افيســـــبوكب إضافة إلى مشاركتنا فى معارض محلية كبيرة، كما أن لدينا اكورالاب للموسيقى يقدِّم حفلاته بمركز الإبداع، ومؤخــرًا شاركنا فــــى  حفلــــة موسيقية بدولة المغرب.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة