كويكب «ريوغو»
كويكب «ريوغو»


عينات لكويكب «ريوغو» تكشف أسرار نشأة النظام الشمسي

ناريمان محمد

السبت، 11 يونيو 2022 - 06:46 م

أظهر تحليل عينات جلبت من  الكويكب «ريوغو» بواسطة مهمة المسبار هايابوسا 2 اليابانية، انها تحتوي على بعض أكثر المواد بدائية التي تمت دراستها في مختبر على الأرض، والتي يعود تاريخها إلى 5 ملايين سنة فقط بعد تكوين النظام الشمسي.

وبحسب الجمعية الفكلية بجدة، فنظرا لأن العينات قديمة جدًا، فهي تتكون من نفس المادة التي شكلت الكواكب، لذلك فإن الكويكب «ريوغو» هو احد اللبنات الأساسية للأرض.

وأطلق المسبار (هايابوسا 2) التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية في ديسمبر 2014، ووصل إلى الكويكب «ريوغو» في عام 2019.

واستعاد المسبار عينتان صغيرتان من تربة  الكويكب يبلغ وزنها 5.4 جرامًا، ثم هبط الكبسولة التي تحوي تلك العينات على الأرض في ديسمبر 2020.

وبعد ذلك تم توزيع العينات على المجموعات العلمية، بما في ذلك فريق في معهد طوكيو للتكنولوجيا، أشارت النتائج المنشورة للفريق حديثًا إلى أن تكوين العينات أقرب تطابقا للسديم الشمسي - سحابة الغاز التي تكثفت لتشكل الشمس والكواكب - التي تم العثور عليها على الإطلاق لذلك الكويكب «ريوغو» مكون من المكونات التي شكلت النظام الشمسي قبل 4.5 مليار سنة.

وبحسب الجمعية الفلكية، تدعم النتائج البحث السابق الذي خلص أيضًا إلى أن الكويكب «ريوغو» مكون من مادة بدائية، ولكن حتى الآن لم يكن معروفًا كم كان عمرها.

أقرأ ايضًا.. هبوط ناجح لمسبار «هايابوسا 2» على كويكب «ريوغو»

وكويكب «ريوغو» عبارة عن كوندريت كربوني ، مما يعني أنه مكون من مادة حجرية غنية بالكربون، لكن الأرصاد  التي أجرها المسبار (هايابوسا 2) أظهرت بعض التناقضات بما في ذلك لون السطح الداكن، ووفرة أكبر من مواد سيليكات الصفائح وتكوين مسامي أكثر مما كان متوقعًا - لذلك كان التحليل المختبري مطلوبًا لفهم طبيعة الكويكب الحقيقية بشكل أفضل.

ويشبه كويكب «ريوغو» يشبه إلى حد ما الحجر النيزكي إيفونا، الذي سقط في تنزانيا عام 1938 وأعاره متحف التاريخ الطبيعي في لندن لفريق يوكوياما لدراستهم، فالمقارنة بين الحجر النيزكي ايفونا و عينات الكويكب ريوغو مفيدة جدا للكشف عن خصائصها.

وباستخدام مجموعة من التقنيات بما في ذلك الفحص المجهري الإلكتروني والأشعة السينية، ومقياس طيف كتلة البلازما المقترن بالحث والتأين الحراري - وجد الفريق أن العينات تكونت داخل الماء السائل، عند درجة حرارة تتراوح من 27 إلى 47 درجة مئوية ، بعد ما يقرب من 5 ملايين سنة من بدء تشكل النظام الشمسي.

ويبلغ قطر الكويكب ريوغو 900 متر فقط ، وهو أصغر من أن يولد حرارة كافية لإذابة جليد الماء، لذلك يجب أن يكون ريوغو نفسه قد نشأ من جسم رئيسي أكبر تشكل بعد 2 مليون إلى 4 ملايين سنة من ولادة النظام الشمسي.

وفي مرحلة ما بعد 5 ملايين سنة، تسبب اصطدام قوي مع كويكب آخر إلى تحطيم الجسم الأكبر  وتفكك وشكلت بعض الشظايا الكويكب ريوغو ، وما يدعم هذه الفكرة وجود صخور كبيرة على سطح الكويكب ريوغو ، والتي يبدو انها حطام من اصطدام عملاق.

ووفقا للجميعة، فيمكن تأريخ مادة الكويكب «ريوغو» بفضل وفرة بعض العناصر مثل الهيدروجين والغازات النبيلة داخل العينات، وهي أقرب تطابق معروف لتكوين السطح المرئي للشمس ، الفوتوسفير (كرة الضوء)، والذي يستخدم كبديل لتكوين السديم الشمسي.

هذا ولم يتم العثور على أي مادة نيزكية  أو كويكب  تمت دراستها في مختبر على الأرض على أنها بدائية ونقية للغاية، قد تكون بعض الأحجار النيزكية ، مثل إيفونا ،كانت ذات مرة نقية، ولكن بعد سقوطها على الأرض لعقود، إن لم يكن لقرون - تكون تعرضت  للرطوبة الجوية وعوامل الطقس ، ثم تعامل معها البشر .

 

وتعد أحد الأسئلة الرئيسية التي تحتاج إلى إجابة لشرح أصل الكواكب بشكل كامل هو مكان تكوين الأجسام الصغيرة، مثل الكويكبات والمذنبات، والتي أصبح بعضها أسس بناء الكواكب، وتشير تركيباتها إلى أن العديد من هذه الأجسام لم تتشكل في مداراتها الحالية وأنه في النظام الشمسي المبكر الفوضوي، بقرص الكواكب الأولية المضطرب والكواكب المهاجرة، تم دفع الأجسام الصغيرة حولها وابتعدت عن مكان تشكلها.

وتأتي تحليل العينات التي جلبها المسبار (هايابوسا 2)، كخطوة أولى، حيث تتمثل الخطوة التالية في استخدام المعلومات الواردة في تلك العينات لتحديد وفرة العناصر المختلفة ونظائرها في النظام الشمسي المبكر عندما كانت الكواكب تتشكل، وبمجرد تحديد هذه الوفرة ستصبح معيارًا جديدًا لدراسات النظام الشمسي.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة