السبت، 11 يونيو 2022 - 10:03 م

هيلين كيلر، هل تتذكرون ذلك الاسم، هل أنعش بذاكرتك ما قرأته أو سمعته يومًا عن المرأة التى عاشت قبل عشرات السنوات وصُنفت بمعجزة الإنسانية، ومُلهمة القرن الـ20، تلك الفتاة التى فقدت السمع والبصر قبل أن تتم عامها الثانى لكنها رغم ذلك تعلمت الكلام بفضل معلمتها آن سوليفان، وأصبحت فيما بعد أحد أشهر كاتبى القرن الـ20 وأكثرهم إلهامًا، تلك المعجزة الأمريكية يتكرر أحد فصولها مرة أخرى هنا فى مصر، تتجسد روحها الفريدة فى فتاة بلغت من العمر 24 عامًا، اسمها إسراء وعزيمتها عماد شخصيتها، عاشقة للصحافة والتصوير، ولم يوقفها فقدان البصر عن تحقيق حلمها.

إسراء عماد، خريجة كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة حلوان، تعيش فى ظلام منذ ولدتها أمها ، لكن نور تجربتها كافٍ أن يضىء العالم بأكلمه عبر محطات غير اعتيادية كللتها بتصوير فيلم سينمائى عن ذوى الاحتياجات الخاصة.

«مع مطلع مارس 2020 سمعت عن مبادرة قد التحدى الخاصة بتعليم المكفوفين التصوير الفوتوغرافى، تحمست بشدة وقررت خوض التجربة خاصة مع عشقى للتصوير» كلمات إسراء عن بداية رحلتها خلف الكاميرا.

وتقول إنها بدأت التعلم بكيفية حمل الكاميرا وضبطها ومن ثم تكنيك الصورة، وأثناء العمل اقترح خالد فريد مطلق المبادرة أن يعلم المنضمون للمبادرة تصوير الفيديو أن يقدموا فيلما يناقش مشاكل ذوى الاحتياجات الخاصة والمواقف التى يتعرضون لها فى الشوارع والمواصلات العامة، ونظرة المجتمع لهم، حمل الفيلم اسم «أمل»، وشارك فى العديد من المهرجانات الدولية فى فرنسا وإيران وإيطاليا فضلًا عن مهرجان يوسف شاهين الذى حصلوا خلاله على شهادة تقدير، كما حصلوا على المركز الثالث بهرجان سيفالو الإيطالى FESTIVAL DEL CINEMA DI CEFALÙ، وتولى خالد فريد مطلق المبادرة مهمة كتابة سيناريو الفيلم وإخراجه.
وتوضح إسراء إنها توقعت أن تصور مشهدًا أو اثنين خلال العمل لكنها فوجئت بإسناد مهمة التصوير كاملة لها، فكانت كما وصفتها نقلة نوعية فى حياتها، وأنها ظلت لسنوات تحاول أن تصور أقرباءها بالهاتف لعشقها لذلك الفن، مشيرة إلى أن تصوير الفيديو كان بالنسبة لها حلمًا تحقق.

وعن طريقة معرفتها لأبعاد الصور، تقول إنها تتعرف على أبعاد الشخصيات الواقفة أمامهم وموقعهم فى الكادر وخلفيتهم فتحاول أن تراعى النسب وتضبط كاميراتها على الزاوية المطلوبة، مشيرة إلى أنه فى تلك اللحظة يقودها الخيال لإخراج كادر مناسب.
كُرمت إسراء من وزيرة التضامن الاجتماعى نيفين قباج ضمن فعاليات مؤتمر المبادرون، وتشير إسراء إلى أنها تتأكد من دقة الكارد عبر مساعدة شخص يوصف لها الصورة، وأنها تحلم يومًا أن تتطور التكنولوجيا وتصنع كاميرا تُمكِّن ذوى الاحتياجات من معرفة أبعاد الصورة دون مساعدة، كأن تخرج الصورة مجسمة للحظات تتأكد من خلالها أن الأبعاد منضبطة، وتتمنى إسراء أن تعمل صحفية.
وعن دور أهلها تقول إنهم كانوا مُتعجبين فى البداية قبل أن يدعموها واثقين فى قدرتها على تحقيق أحلامها.