إبراهيم مدكور
إبراهيم مدكور


إبراهيم مدكور يكتب: صلاح والشوربجي ومَنْ على شاكلته

إبراهيم مدكور

الأحد، 12 يونيو 2022 - 03:33 م

قد تتأرجح عن الطريق خطاك، وتقسو عليك حين من الدهر الحياة، وقد لا تساعدك في وقت ما الظروف، وتتوه وسط الدروب، لتجد مستقبلك ضبابيًا ومليئ بالغيوم، وتسأل نفسك حينها هل سأستسلم للواقع وأرضخ؟، وهنا تكون إجابتك، ترجع إلي العزيمة والإرادة، فإما أن تنهار في جُرف هار، وإما أن تكون صاحب رسالة وقرار، ووقتها سيأتيك الرد سريعًا نابعًا من قرارة نفسك، كلا؛ سأواصل السعي نحو هدفي وأعمل، لتعاود وتبدأ من جديد، وتتشبس ببصيص الفرصة، وتسلك كل صوب وحدب من أجل إدراك الدافع الذي يسكن بداخلك ويُحركك، فتارة تنهض، وتارة أخرى تتخبط، حتى في النهاية تصل.


لكن هناك مَنْ يفكر في الوصول بنفسه وفقط دون النظر لأحد، وهناك مَنْ يحمل على عاتقه مسيرة بلد، ولا شك أن كلاهما مختلف.


فالأول: كل ما يشغل باله حتمية الوصول لمراده، ولا فرق عنده كيف تهيأت أسبابه، بل يسير وفقًا لهواه، وتراه يَقبل ويخضغ للمغريات، طالما هي السبيل لما يتمناه، لدرجة أنه بسهولة قد يتخلى عن مبادئه أو عن أرضه ودينه، الأهم عنده هو نفسه.


ومَنْ منا لا يفكر في نفسه، ويتمنى لها الأفضل دومًا، وهذا بالطبع ليس عيبًا.

لكنَّ الفارق، أن الصنف الثاني، تراه دومًا رفقة التفكير في نفسه لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن التفكير في أصله وأهله وبلده، وكل ما يصل إليه لابد أن يكون لهم نصيب منه ويعتز دومًا ويفتخر بهم ويسعى لجعل بلاده في طليعة الأمم.

فلا يرضخ لأي مغريات، ولا يَنْفصل عنهم مهما كان، فلا يستسلم لأي تعثر، بل يقوى بهم على تجاوز الصعاب وتخطي المحن.


حتى في أحلك الظروف، يبقى دوما الولاء وحبه للوطن في صدره مكنون، بدلاً من السخط عليه والقنوط، فهذا هو الفارق بين مخلص محب بدون مقابل، وبين من يسعى لإرضاء ذاته.


ومن هنا يمكننا أن نقول؛ شتان الفارق بين محمد صلاح وما يسلكه، وبين محمد الشوربجي ومَنْ على شاكلته.


وليس صلاح لوحده هو المنوط بالذكر ، ولكن بالتأكيد كل مُخلص لوطنه محب، ولكن صلاح هو أبلغ مثال على ذلك يُحتذى به.


فبرغم ما وصل إليه صلاح من نجاح، وبرغم ما مر به في مسيرته من تعب وكفاح، إلا أنه لم يتكبر على بلده يومًا من الأيام، بل ساهم في جعلها محط أنظار العالم من كل مكان، فالكل أصبح يعرف جيدًا مَنْ هي مصر وما تمتلكه من إمكانات.


 فلقد ساهم صلاح في نقل مصر نقلة نوعية، بدلاً من أن ينأى بنفسه أو يتخلى عنها، على عكس ما فعله آخرون، دون تردد أو تفكير.


وعليه فشتان الفارق بين صلاح ومَنْ مثله وبين الشوربجي ومَنْ على شاكلته، فالصنف الأول سيبقى محفوراً في التاريخ بإخلاصه، والثاني سيبقى عابراً على الهامش بأفعاله.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة