زابونسكى يرفع حجراً ثقيلاً من أحجار الأهرامات
زابونسكى يرفع حجراً ثقيلاً من أحجار الأهرامات


كنوز الأميرة

كنوز الأميرة: لماذا قام بطل رفع الأثقال الأوكراني برفع حجرًا من الهرم!

آخر ساعة

الأحد، 12 يونيو 2022 - 03:58 م

كتب: أحمد الجمَّال

قبل نحو 56 عامًا زار أحد أبطال الاتحاد السوفيتى (سابقًا) مصر، وهو بطل رفع الأثقال الأوكرانى زابونسكي، الذى ذاع صيته فى ذلك الوقت، لحصده العديد من الألقاب وتحقيقه لأرقام قياسية، وخلال وجوده فى القاهرة حرص على زيارة منطقة الأهرامات والتقطت له عدسة آخرساعة صورًا أثناء رفعه حجرًا ثقيلا من أحجار الهرم، كما تحدث عن إعجابه بالمصريين وحفاوتهم فى استقباله.. وفيما يلى نعيد نشر التقرير بتصرف محدود:-

 

أقوى رجل فى العالم.. جبل موسكو المتحرِّك ومعجزة القرن العشرين فى رفع الأثقال، شهده جمهور القاهرة وهو يحطم على ملعب نادى الجزيرة رقمًا عالميًا جديدًا.. المرح والحيوية والقوة والنشاط تجمعت فى زابونسكى بطل أبطال العالم الذى تعدّه روسيا لتعدى طاقة البشر فى حمل الأثقال فى دورة المكسيك الأولمبية عام 1968.. زابونسكى الضابط فى الجيش السوفيتى الذى بدأ يشترك فى البطولات العالمية عام 1963 واستطاع أن يرفع 5. 572 كيلوجرام فى دورة طوكيو الأولمبية عام 1964..  اآخر ساعةب صاحبت هذا البطل فى يومه التاريخى.

 

اسمه ليونيد زابونسكى من مواليد 28 يناير 1938، ولد فى “سوم” بجمهورية أوكرانيا فى قرية صغيرة اسمها اسوينسكا.. لم يكن أبوه رياضيًا بل كان محبًا للرياضة.. وكذلك كانت والدته.. لم تشهد أى شيء من النشاط الرياضي.. أما تكوينه الجسمانى الكبير فيرجع إلى عشقه الشخصى للرياضة منذ الصغر.. حجمه ضعف حجم والده وثلاثة أضعاف حجم والدته.. هكذا يقول، بدأ يلعب رفع الأثقال عندما كان عمره 16 عامًا فى المدرسة بمدينة خركوف بأوكرانيا.

 

لماذا فضًّل مزاولة رفع الأثقال بالذات وكيف اتجه لها؟ يقول زابونسكى إنه أحب هذه الرياضة منذ طفولته لأنه يعتبرها أقوى أنواع الرياضات، كما أنها رياضة الرجال الجبابرة.. وفى الاتحاد السوفيتى يقولون إن الرجال الأقوياء هم عماد الدولة، وهو يفضل أن يكون منهم.

 

لعب زابونسكى رفع الأثقال فى نادى الطلبة، عندما كان طالبًا، ثم انتقل منه بعدما تخرج فى معهد التربية الرياضية بخركوف وانتقل للعمل بالقوات المسلحة السوفيتية.

بداية البطولات

بدأ الاشتراك فى البطولات على المستوى الدولى عام 1962 فى مهرجان الشباب بهلسنكى. أما عن البطولات العالمية فقد اشترك فيها لأول مرة من خلال بطولة العالم بالسويد عام 1963 فى وزن الثقيل، وأول رقم عالمى استطاع أن يحطمه كان فى المهرجان الرياضى للاتحاد السوفيتى عندما ضرب رقم شينسكى الأمريكى عام 1964 فى الضغط باليدين وسجل 165 كيلوجرامًا، وأول مرة تفوق فيها على زميله فلاسوف بطل الوزن الثقيل كانت فى طوكيو عندما سجّل مجموعة قدرها 572.5 كيلوجرام.

أكلات خفيفة

وزابونسكى على عكس ما يتوقع الجميع.. فرغم أن طوله 188 سنتيمترًا ووزنه 157 كيلوجراما فهو لا يأكل كثيرًا، بل يكتفى بما خف وزنه وكثرت فائدته للجسم. ويقول تدليلا على ذلك، وبأسلوبه المرح: إذا كنت تريد أن تعرف قدر ما أتناوله من طعام فاستفسر من شركة الدخان التى تناولنا فيها الغداء، فأنا لم أتناول كثيرًا من الطعام.. ويضحك وهو يقول: ليس هذا لسوء أنواع الطعام ولكنها طبيعتى التى تعودتُ عليها، فالعبرة ليست بالكثرة ولكن بـالسعر الحرارى الذى يستفيد منه الجسم.

 

وزابونسكى ينام بمعدل ثمانى ساعات يوميًا ويتدرب خمس مرات أسبوعيًا لمدة لا تقل عن ساعتين، تزيد مرة وأحيانًا مرتين يوميًا قبل البطولات الهامة أو حسب ما يحدّد المُدرِّب.

لن أنسى القاهرة

القاهرة ذكرى لا يمكن أن تُنسى، وكيف ينساها زابونسكى وقد سجّل أحد أرقامه القياسية العالمية فيها.. ولا يمكن أن ينسى كما يقول هذه الحفاوة البالغة التى يلاقيها فى كل مكان ولا يلاقى مثلها فى شوارع موسكو.. والروح الطيبة والتشجيع الكبير الذى قوبل بهما من جمهور القاهرة.

 

ويقول بطل رفع الأثقال إن فلاسوف هو صديق وزميل له، فهو يلعب معه فى نادى القوات المسلحة، ولكن الصداقة التى تربط بينهما شىء آخر خلاف المنافسة الرياضية الشريفة بينهما، أما أحسن الرياضيين العرب فى رأيه فهو محمد محمود إبراهيم.. يقول عنه إنه أحسن ربّاع عربى رآه حتى الآن وإن كان أمام محمد فرصة كبيرة للتقدم خلال السنوات المقبلة.. أما نصيحته له فتتلخص فى ضرورة المواظبة على المران اليومى وممارسة ألعاب رياضية أخرى تكسبه المرونة.. إن زابونسكى رغم ضخامة جسمه يلعب كرة السلة والتنس ليكتسب اللياقة والمرونة التى يحتاج إليها الربّاع.

أطيب الأمانى

أما نصيحته للرياضيين الناشئين فتتلخص فى النظام والطاعة والإخلاص فى التدريب، إنها سلم الصعود لقمة البطولة.. واختتم جبل موسكو حديثه بالتمنيات الطيبة لجميع الرياضيين فى مصر متمنيًا لهم التقدم فى جميع المجالات.

وخلال زيارة زابونسكى التى قام بها إلى منطقة الأهرامات، التقطت له عدسة “آخرساعة” مجموعة من الصور أثناء رفعه أحد أحجار الهرم.

(آخرساعة 20 أبريل 1966)

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة