عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

العربية «المكسرة»!

عمرو الديب

الأحد، 12 يونيو 2022 - 08:31 م

يبعث على الغثيان، ويستدعى الشعور بالضيق والنفور، مشهد هؤلاء الذين تنكروا لهويتهم، واستهجنوا لسانهم، وتعالوا على أوطانهم، وعلى الرغم من أنهم مصريون أبا عن جد، ومع أنهم ولدوا وعاشوا فى بلدهم، ومعظمهم لم تسنح له الفرصة للسفر إلى الخارج، إلا أنهم يتحدثون بألسنة ملتوية تكسر العربية، بصورة سافرة مستفزة، حيث يقحمون فى أحاديثهم اليومية،

كلمات أجنبية، وأقول مفردات، وليس مصطلحات علمية مثلا قد يصعب العثور على ما تؤديه من معنى فى العربية، ولكنهم يحشدون حديثهم بكم هائل من المفردات الأجنبية، وغالبا ما ينطقونها بصورة خاطئة، وأحيانا مضحكة، تدليلا على ارتقاء مكانتهم، ومع أن كل مفردة أجنبية يستخدمونها، -ومعظمهم يستعير من الإنجليزية- يتوافر مقابلها العربى بكل سهولة إلا أن هؤلاء المرضى بعقد النقص الرهيبة، يتشبثون باستخدام الأجنبي، فمثلا يتفوه أحدهم بعبارة هجينة محاولا توضيح أنه يعمل بصورة إضافية كى يحسن دخله المالي، فيقول: «أنا بشتغل شغلتين فى اليوم تو أمبروف ماى إنكم»، وكأن استعماله لكلمة «يحسن» أو مفردة «دخل» العربيتين سيجلب عليه العار، ويحط من قدره، وآخر بدلا من القول صدقنى التى نعرفها جميعا يلوى لسانه ويقول لك بلكنة عجيبة مخنثة: «بليف مى»، وانظر إلى تلك الفتاة ذات الجذور الريفية الصريحة وهى تقلب لسانها كى تبدو من فئة راقية، وتراها تتحدث بعربية مكسرة قصدا وعمدا، وهى تتشدق بخليط الكلمات القبيح: «أنا  أنجرى من ذيس كويتشن»، وكما ترون كم يبدو الأمر مثيرا للغثيان وباعثا على الدهشة، وأحيانا يفجر الضحكات ولكنه ضحك كالبكاء على حد تعبير أمير شعراء العربية  المتنبى، والأمثلة من الكثرة التى تمثل ظاهرة تدعو إلى الأسف، والأمر لايقتصر على الشباب والناشئة فقط، وإنما يتورط فيها منتمون إلى الأجيال المختلفة والمراحل السنية المتباينة، فهناك شيوخ وكهول وفى أواسط العمر ينجرفون إلى ذلك المستنقع العفن،وهو ازدراء العربية،  وكأن التحدث بالعربية الواضحة المبسطة عار يدعو إلى الخجل، وكأن استعمال العربية السهلة، أو العامية المصرية المستساغة نقص فى الشخصية، ودليل على انحطاط الشأن وانحدار الطبقة،

ولأن أصحاب العربية المكسرة والمتباهين بالألفاظ الأجنبية يشعرون بالدونية وهوان الأمر فهم ينغصون علينا حياتنا برطانتهم القبيحة، ويثيرون غيظ كل المتشبثين بالهوية المعتزين بالعربية.يبعث على الغثيان، ويستدعى الشعور بالضيق والنفور، مشهد هؤلاء الذين تنكروا لهويتهم، واستهجنوا لسانهم، وتعالوا على أوطانهم، وعلى الرغم من أنهم مصريون أبا عن جد، ومع أنهم ولدوا وعاشوا فى بلدهم، ومعظمهم لم تسنح له الفرصة للسفر إلى الخارج، إلا أنهم يتحدثون بألسنة ملتوية تكسر العربية، بصورة سافرة مستفزة، حيث يقحمون فى أحاديثهم اليومية، كلمات أجنبية، وأقول مفردات، وليس مصطلحات علمية مثلا قد يصعب العثور على ما تؤديه من معنى فى العربية، ولكنهم يحشدون حديثهم بكم هائل من المفردات الأجنبية، وغالبا ما ينطقونها بصورة خاطئة، وأحيانا مضحكة، تدليلا على ارتقاء مكانتهم، ومع أن كل مفردة أجنبية يستخدمونها، -ومعظمهم يستعير من الإنجليزية- يتوافر مقابلها العربى بكل سهولة إلا أن هؤلاء المرضى بعقد النقص الرهيبة، يتشبثون باستخدام الأجنبي، فمثلا يتفوه أحدهم بعبارة هجينة محاولا توضيح أنه يعمل بصورة إضافية كى يحسن دخله المالي، فيقول: «أنا بشتغل شغلتين فى اليوم تو أمبروف ماى إنكم»،

وكأن استعماله لكلمة «يحسن» أو مفردة «دخل» العربيتين سيجلب عليه العار، ويحط من قدره، وآخر بدلا من القول صدقنى التى نعرفها جميعا يلوى لسانه ويقول لك بلكنة عجيبة مخنثة: «بليف مى»، وانظر إلى تلك الفتاة ذات الجذور الريفية الصريحة وهى تقلب لسانها كى تبدو من فئة راقية، وتراها تتحدث بعربية مكسرة قصدا وعمدا، وهى تتشدق بخليط الكلمات القبيح: «أنا  أنجرى من ذيس كويتشن»، وكما ترون كم يبدو الأمر مثيرا للغثيان وباعثا على الدهشة، وأحيانا يفجر الضحكات ولكنه ضحك كالبكاء على حد تعبير أمير شعراء العربية  المتنبى، والأمثلة من الكثرة التى تمثل ظاهرة تدعو إلى الأسف، والأمر لايقتصر على الشباب والناشئة فقط،

وإنما يتورط فيها منتمون إلى الأجيال المختلفة والمراحل السنية المتباينة، فهناك شيوخ وكهول وفى أواسط العمر ينجرفون إلى ذلك المستنقع العفن،وهو ازدراء العربية،  وكأن التحدث بالعربية الواضحة المبسطة عار يدعو إلى الخجل، وكأن استعمال العربية السهلة، أو العامية المصرية المستساغة نقص فى الشخصية، ودليل على انحطاط الشأن وانحدار الطبقة، ولأن أصحاب العربية المكسرة والمتباهين بالألفاظ الأجنبية يشعرون بالدونية وهوان الأمر فهم ينغصون علينا حياتنا برطانتهم القبيحة، ويثيرون غيظ كل المتشبثين بالهوية المعتزين بالعربية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة