سليمان قناوي
سليمان قناوي


أفكار متقاطعة

صاحبة الجلالة «الأخبار»

سليمان قناوي

الثلاثاء، 14 يونيو 2022 - 06:21 م

مانشيتاتها حركت فينا مشاعر جياشة، بين دموع الفرح وعيناك تجرى على حروف تنبض بالفرح، باختصار نستطيع أن نؤرخ لأحداث مصر الحديثة من خلال جريدة «الأخبار» باعتبارها ذاكرة الأمة، والتى تبدأ هذه الايام عامها الحادى والسبعين، ومن حقنا أن نباهى بها الامم بين صحف العالم. الجريدة، أمام سير أساطين فذة صنعت مجدا لجريدتى «أخبار اليوم» و«الأخبار»، يتقدمهم الأساتذة جلال الدين الحمامصى ومصطفى وعلى أمين ومحمد التابعى ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين وأنيس منصور وموسى صبرى وأحمد رجب وصلاح حافظ، وغيرهم كثيرون. هكذا تعلمت على الورق قيمة مؤسستنا ومكانة جريدة «الأخبار» المرموقة. 

التحقت بكلية الاعلام لأكمل أربع سنوات من التعلم والتعرف على قيم مدرسة «الأخبار» على يد أستاذ الاجيال جلال الدين الحمامصى الذى علمنا أخلاقيات المهنة قبل فنونها.. وحين تخرجت فى كلية الاعلام 1976، انضممت لأسرتى الاكبر بجريدة «الأخبار»، وشهدت درسا عمليا مبكرا عن كيفية تسخير الفن الصحفى لخدمة أى نظام تعتقد أنه على صواب. كنت أراجع صفحات ملحق الاستاذ موسى صبرى رئيس مجلس ادارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار «العالم بين يديك» فى صالة توضيب الجريدة، أيام طباعة اللينوتيب التى تعتمد على صف الحروف بصهر الرصاص، ولاحظت أن الاستاذ موسى صبرى رئيس مجلس ادارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار يقف بجوارى يراجع الصفحة الاولى للاخبار، كان قد أعد ماكيت الصفحة بنفسه فعدد الغد استثنائى، يضم قصة وصول شاه إيران لمصر، بعد أن رفضت معظم دول العالم استقباله، وقرر الرئيس السادات استضافته، ورغم رفضى لقرار السادات، إلا إننى بعد قراءة الصفحات التى صاغها الاستاذ موسى بأسلوبه الانسانى المؤثر، ووضعه لصورة كبيرة للشاه بالصفحة الاولى وهو يكاد يسقط من على سلم الطائرة، كل ذلك دفعنى للتعاطف مع الشاه رغم إدانتى لفظائع ديكتاتوريته. لم يستنكف الاستاذ موسى أن يقف الى جوارى، وكنت ما أزال صحفيا تحت التمرين، ليؤدى نفس ما أقوم به. هكذا كانت الاخبارعظيمة، وستظل ايضا ما دامت منبرا لحرية الصحافة ومحاربة الفساد والانتصار لبسطاء الوطن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة