غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جداً

من حق الانتخاب.. إلى حق الكد والسعاية

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 14 يونيو 2022 - 06:38 م

فى مثل هذا اليوم منذ ٧٠ عاما صدر العدد الأول من «الأخبار»، يحمل فى صفحته الأخيرة مقالا لمؤسس الجريدة مصطفى أمين بعنوان «حرية المرأة»، يقول فيه: «ان قرار الاتحاد العام للهيئات الإسلامية بمنع النساء بالقوة من المطالبة بحق الانتخاب، هو قرار صدر متأخرا خمسين عاما، فلا الحكومة ولا البوليس ولا قراقوش، يستطيع اليوم منع المرأة من المطالبة بحريتها، لن يستطيع أحد أن يرغم عجلة الزمن على الرجوع إلى الوراء».

هكذا كانت «الأخبار» منذ عددها الأول مدافعة عن الحقوق الأصيلة للمرأة، ليس دفاع تعصب ولا عنصرية، بل كان مصطفى أمين يرى جمال المرأة فى شخصيتها وذكائها، داعمة للزوج، وراعية للأبناء، وعمودا فقريا للأسرة.

وكانت الاخبار» حريصة على اكتشاف المواهب النسائية، ومنحها فرص العمل والترقى حتى أعلى المناصب، فكانت مها عبد الفتاح اشهر صحفية دبلوماسية فى الصحف المصرية، وصلت لمنصب نائب رئيس تحرير «الأخبار»، ثم مديرا لمكتب الأخبار فى أمريكا سنوات طويلة، وكانت حسن شاه صاحبة أول صفحة متخصصة فى «اخبار الأدب»، وأصبحت ايضا نائب رئيس تحرير وعمرها ٣٢ عاما فقط.

وكانت «الأخبار» تدعو لفتح مجالات جديدة لعمل المرأة، وفى الخمسينيات فكر على أمين فى اثبات قدرة المرأة على العمل «كمسارى»، واختار حسن شاه لتقوم بالتجربة، واتفق مع عبد اللطيف أبو رجيلة صاحب شركة أتوبيسات، على السماح لحسن شاه بالعمل يوما واحدا على أحد خطوط الأتوبيس، فارتدت»حُسن» زى الكمسارى والصفارة، ونشر الموضوع، وأثار ضجة كبيرة، وشجع الفتيات على التقدم للوظيفة، وتم تعيين أول «كمسارية مصرية»، وانهالت طلبات الفتيات للعمل «كمساريات»، لكن التجربة توقفت، بسبب مظاهرات عمال النقل، خوفا من تعميم الفكرة ومزاحمة النساء.

ومازالت «الاخبار» حتى اليوم تواصل دعمها المتزن لقضايا المرأة، وفى الأسبوع الماضى نظمت الاخبار ندوة مهمة، بالتعاون مع مبادرة»معا لحماية الأسرة»، لمناقشة ملامح مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد، وعلى رأسها حق الكد والسعاية، استمرت الندوة أكثر من ثلاث ساعات، وأدارها رئيس التحرير، وحضرها قيادات الأخبار، ونخبة من رموز المجتمع المختلفة، واجتمعت الآراء على حاجتنا-كما قال الرئيس السيسى - لمناقشة قضايا الأسرة بأمانة وحيادية، دون تغليب مصلحة طرف على آخر، لتحقيق الاستقرار، ووقف نزيف الطلاق.

وتحدث مؤسسو المبادرة، الباحثة المتحمسة د.إنجى فايد، والفقيه القانونى الشهير د.حسام لطفى أستاذ القانون، وعالم الدين الكبير د.عبد الله النجار، وأكدوا جميعا على حق المطلقة أو الأرملة فى الكد والسعاية، فى الثروة التى كونها الزوج خلال فترة الزواج، إذا امتد الزواج سنوات طويلة، حتى لا تهان المرأة وتجد نفسها بلا بيت ولا عائل، وأكدوا أن الموروثات القديمة ظلمت المرأة وأن المجتمع فى حاجة لإعادة ثقافته، وطالبوا بالاهتمام بالوعى الأسرى بدءا من المدرسة، وبسرعة انجاز القضايا، حتى لا تطول المعاناة فى المحاكم.
وستظل «الأخبار» تواصل دعمها الحكيم لقضايا المرأة، لأن توازن الحقوق، هو الضمان الوحيد لاستقرار الأسرة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة