الثلاثاء، 14 يونيو 2022 - 08:11 م

■ محمد الزهيرى 
جنود مجهولون.. يتحملون المخاطر والمتاعب ويبذلون جهداً كبيراً بشكل يومى دون كلل أو ملل.. هم رجال اختاروا أن تكون الطباعة حرفتهم على الرغم من مشاقها التى قد يغفل عنها الكثيرون فهى مهنة تتطلب الدقة والتركيز وسرعة البديهة والمهارة، بالإضافة إلى القوة الجسمانية لما تتضمنه عملية طباعة الصحف من مجهود بدنى منذ بدء عملية الطبع وصولا إلى نقل المنتج النهائى إلى «سيارات التوزيع» التى تقوم بدورها بنقل النسخ المطبوعة وتوزيعها إلى بائعى الصحف..

وكل ذلك من أجل إسعاد الآلاف من قراء ومحبى «الأخبار» الذين فضلوها على بقية الصحف اليومية لما تتمتع به من تصميم فريد وجودة فى المحتوى فضلا عن التنوع والمصداقية المعهودة التى ربطت القراء بجميع مراحلهم العمرية بها.. هم العاملون فى مطابع أخبار اليوم بمدينة ٦ أكتوبر:

أنشئت مطبعة دار أخبار اليوم فى بدايتها بداخل مبنى «الأخبار» الكائن بشارع الصحافة فى منطقة بولاق أبو العلا بوسط القاهرة واعتمدت على الطباعة بالرصاص التى كانت شائعة فى ذلك الوقت وتزامنت مع إنشاء الجريدة وكانت شاهداً على ولادة الكثير من المطبوعات الخاصة بالمؤسسة وأيضا شاركت فى طباعة الكثير من الصحف الخاصة التى لم تكن تمتلك مطابع، وهو ما يعد من أهم الأدوار الوطنية المتعددة التى قامت بها مؤسسة العملاقين مصطفى وعلى أمين.

ومع التطور التكنولوجى ودخول الطباعة الرقمية لم يكن هناك مفر من نقل المطابع إلى موقعها الحالى فى مدينة ٦ أكتوبر، حيث تم تجهيز مبنى المطبعة الجديد بأحدث الأجهزة والتقنيات الألمانية وتوفير المهندسين المتخصصين الألمان لتدريب المهندسين والعاملين بالجريدة على طرق التشغيل المثلى لضمان أفضل نتائج، لتتحول مطابع أخبار اليوم إلى مدرسة لتعليم الراغبين أصول الطباعة، وهو ما أسهم فى جعل المطبعة واحدة من أكبر المطابع فى الشرق الأوسط لما تضمه من إمكانيات وعوامل الأمان والسلامة للحفاظ على العاملين. 

ولم تقتصر أنشطة المطبعة على طباعة «الأخبار» وإصدارات مؤسسة أخبار اليوم فقط، بل امتدت لتشمل العديد من الخدمات التى يتم تقديمها للجمهور بأسعار مناسبة مثل طباعة الكتب المدرسية والأجندات والنتائج والدفاتر والمجلدات والعلب وأخيرا المطبوعات على طريقة «برايل». قمنا بجولة داخل مطابعنا الكبيرة بأكتوبر..

وقال المهندس أحمد غلاب نائب مدير عام مطابع أخبار اليوم إن الطباعة ليست بالمهنة السهلة، ولكنه أكد أن حبه وزملاءه لمهنتهم هو ما يعينهم على مشاقها. 

وأضاف أن التطور التكنولوجى أسهم كثيرا فى تطور الطباعة وأضاف الكثير والكثير للمهنة، بداية من تطوير جودة المطبوعات وصولاً إلى تسهيل عمل الفنيين إلى حد كبير.  واستعرض غلاب مراحل الطباعة وقال إنها تشمل 3 مراحل رئيسية: المرحلة الأولى هى مرحلة التجهيزات الفنية ما قبل الطبع، حيث يجب التأكد أولا من مدى توافق التصميم المراد طباعته من الناحية الفنية ثم تحويله إلى الصيغة التى تستطيع الماكينات التعامل معها. 

بعد ذلك تأتى مرحلة الطبع الفعلى حيث يمكن طبع كميات مختلفة تبعا للمطلوب، ثم المرحلة الثالثة ما بعد الطباعة والتأكد من جودة جميع النسخ المطبوعة. 
وتظل صحيفة «الأخبار» رائدة الصحافة المصرية بجهود أبنائها من الصحفيين والمهندسين والفنيين والعمال يد واحدة وقلب واحد لا يتوانون أبداً عن تأدية واجبهم بكل ما قد تتطلبه مقتضيات وظيفتهم، يصلون الليل بالنهار يتابعون تطورات الأحداث ويحدثون الأخبار بكل المستجدات التى قد تتوالى حتى ساعات الفجر الأولى لتبقى «الأخبار» دائما فى الصدارة منارة للثقافة والتنوير وخدمة الوطن والمواطن.

اقرأ أيضاً | ملف | «70 سنة أخبار».. اللواء محمود شعراوى: «الأخبار» .. حملت هموم الوطن والمواطن