الدمى البرازيلية
الدمى البرازيلية


حكايات| الدمى البرازيلية.. هوية صناعة السكان الأصليين

هناء حمدي

الخميس، 16 يونيو 2022 - 10:03 م

قطعة من القماش ومجموعة من القطن بلا روح فالسكون أسلوبها والصمت نمطها والثبات ما يبرزها ورغم ذلك فهي كاتم الأسرار وصديق الطفولة الدائم.. قد تتعجب أن كل هذا الوصف هو لمجرد دمية قطنية ولكن لا تحتاج لكل هذا الاندهاش فهذه الدمية تمتلك من المميزات ما يؤهلها إلى أن تكون مصدر فخر لمجموعة مميزة من سكان العالم.

 

اقرأ أيضا.. حكايات| زاوية الموت.. هنا «حبنو» أقدم الأهرمات المصرية في الصعيد

 

صحيح أن هذه الدمية لا تسكنها الأرواح مثل دمية فيلم " انابيل" الشهيرة باجزاءه المختلفة حتى تكتسب شهرة كبيرة ولا هي صاحبة عدد المبيعات الأكبر مثل باربي ولكنها أكبر من ذلك فهي ثقافة لسكان البرازيل الأصليين تحمل ملامحهم ومميزاتهم لتحافظ على هوية ثقافية أوشكت على الاختفاء لتتحول معها هذه الدمية إلى مصدر فخر لكل امرأة من سكان البرازيل الأصليين الذين عاشوا كثير من حياتهم في غابات الامازون المطيرة.

 

ملامح سكان البرازيل الأصليين

ولأن لكل دمية تشاهدها حكاية ثقافية تحملها بين طياتها المصنوعة من القماش أو البلاستيك وتعبر عنها في ملامح وجهها المرسومة لتكشف عن معايير جمال لثقافة مجتمع ما فما بين المعايير الأوروبية لدمية بيضاء وشعرها اشقر وأخرى آسيوية تتميز بالعيون الضيقة والشعر الاسود الكثيف وغيرها أفريقية بملامحها الحادة وعيونها الواسعة تجد أن سيدة برازيلية أرادت التعبير عن ثقافتها فلم تجد افضل من صنع دمية تحمل عناصر جمال سكان البرازيل الأصليين لتحكي قصتهم وتعبر عن جمالهم وتكون مصدر فخر لهم.

 

اقرأ أيضا.. حكايات| زار وبخور وطقوس غريبة.. الشجرة المبروكة تعالج العقم بقنا

 

"لواكام أنامبي" هي تلك السيدة من سكان البرازيل الأصليين التي حلمت في طفولتها أن تمتلك دمية تكون صديقتها ولكنها حرمت من ذلك بسبب صعوبة المعيشة التي أجبرتها أن تعمل في إحدى مزارع غابات الأمازون فرغم صغر سنها ورغبتها الشديدة بامتلاك دمية لم تتمكن من ذلك فهي تأتي للمزرعة من أجل العمل لا اللعب ولكنها تمكنت في سن الـ 53 عام أن تكون صاحبة المبادرة في صناعة دمى تحمل ملامح سكان البرازيل الأصليين بحسب موقع " the indian express".

 

فبعقد مطرز وغطاء رأس من الريش البرتقالي الرقيق قررت أنامبي أن تمنح حفيدتها طفولتها كاملة بصناعة أول دمية محلية ترتدي الزي البرازيلي التقليدي وتتقمص ملامح السكان الأصليين بجلد بني وشعر طويل داكن وطلاء على الوجه والجسم يميز سكان ولاية بارا الامازونية.

 

ولادة فكرة من المنزل

ومن منزلها ودمية حفيدتها " أناتي" ولدت فكرة الدمى الأصلية ومنذ عام 2013 حولت أنامبي منزلها إلى ورشة عمل لتنتج هي وابنتها الدمى الأصلية حتى وصل عدد مبيعاتها إلى أكثر من 5 آلاف دمية في المعارض المحلية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن ريو دي جانيرو صدرت أنامبي دماها الاصلية إلى أوروبا لتكون تلك الدمى بمثابة المرأة لكل سيدة من سكان البرازيل الأصليين ترى فيها نفسها وتذكرها بقصص الأجداد الكامنة خلفها.

 

وفي إطار البحث عن التطور وسرد مزيد من القصص للسكان الأصليين قررت أنامبي أن تضيف إلى مجموعاتها 5 مجموعات أخرى من الدمى المصنوعة يدويا والمعبرة عن السكان الأصليين وترتدي ملابس تقليدية وفقا لعادات السكان الأصليين مع تخصيص 20٪ من العائدات لتدريب لنساء السكان الأصليين على الخياطة مما يؤدي إلى تنمية عملية دمية "أناتي" مع المساعدة في توفير الاستقلال المالي لهن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة