داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

ثروة ضائعة فى شوارع مصر

داليا جمال

الجمعة، 17 يونيو 2022 - 05:35 م

بدون أن أعرف حضرنك ساكن فين، أقدر أؤكد لسيادتك انك وانت نازل من بيتكم هتلاقى طفل قاعد على الارض بيبيع مناديل ورق، ولما هتركب عربيتك وتمشى كمان خطوتين هتلاقى طفل تانى فى أيده خرقة بالية، بيحاول يمسح العربيه علشان ياخد جنيه وانت هترفض !.

وطوال الطريق من بيتك لأى مكان فى مصر هتلاحظ أن هناك عشرات الأطفال يتسولون بطرق عجيبة ومتنوعة، من أول هات أى حاجة والبنى، عاوز تؤكل ربنا يخليك يا عمو، وحتى الطفلة المتشردة اللى هتصر على التعلق بباب سيارتك وهى تتحرك. لحد ما تزهق وتطلع من جيبك أى فلوس!!.

ورغم ان سيارات السادة المسئولين فى بلدنا يغطيها زجاج قاتم، الا انهم يشاهدون مثلنا نفس هؤلاء الأطفال المتسولين، والمجبرين على التسول ببيع سلع تافهة، من قبل من أجبروهم على هذه الحياة!.

دون ان يفكر أحد من المسئولين فى إعادة إحياء أفكار محمد على باشا، الذى ادرك أن أطفال الشوارع المشردين فى شوارع مصر هم قنبلة موقوتة تهدد المجتمع، فقام بجمعهم فى معسكرات خاصة فى الصحراء ليمنع أى محاولات للهروب، وأقام لهم مدارس خاصة لتعليمهم الحرف الصناعية على يد أمهر الصناع، وتعلم بعضهم أصول الجندية، فقضى بذلك على ظاهرة تسول الاطفال واستغلالهم للتسول، وخلق منهم جيشا من الصناع والحرفيين المهرة استفادت بهم الدولة المصرية.

واليوم لدينا عشرات الجمعيات التى تدعى رعاية الأطفال والطفولة، وجمعيات لرعاية اطفال الشوارع، والحقيقة أن جهودهم قد أسفرت عما نراه اليوم من تزايد لأعداد الأطفال المتسولين، لأن اغلب هذه الجمعيات قد اكتفت بما تحصل عليه من منح، ليتحول اصحابها الى أثرياء، دون أن تتغير أحوال أطفال الشوارع الا للأسوأ !.


فلماذا لا تتبناهم الدولة لتعلمهم وتؤهلهم وتستفيد بهم، بدلا من تركهم ثروة ضائعة فى شوارع مصر؟.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة