هشام عطية
هشام عطية


قبل أن نتسول كسرة خبز!

أخبار اليوم

الجمعة، 17 يونيو 2022 - 08:18 م

بقلم: هشام عطية

إزاء أية مشكلة أو أزمة عالمية لا تكف ألسنة المواطنين عن السؤال، فين الدولة وأين الحكومة؟.. ولكنهم لم يكلفوا أنفسهم مرة واحدة عناء السؤال أين نحن وماذا نحن فاعلون؟!

نشبت الحرب الروسية الأوكرانية التى احتجزت وراء نيرانها حوالى ثلث القمح والحبوب التى يأكلها العالم واشتعلت معها أزمة غذاء عالمية لا نهاية تبدو لها فى الأفق القريب، وانفجرت أيضا ازمات تضخم لم يشهد العالم مثيلا لها منذ عشرات السنوات.. وإن استمرت فربما يبتاع جوال الدقيق بالذهب!.
عالم على مشارف مجاعة وبعض المصريين مثل الوريث السفيه على إسرافهم القديم وأساليب استهلاكم المفرط المستهجن.. أرقام مفزعة عن الإسراف والتبديد .. آلاف الأطنان من الغذاء نطعمها كل عام لصناديق القمامة  تبشر بزوال نعمة الله من وجوهنا.

لو كان قام فينا اليوم الشاعر الكبير الراحل أبوالطيب المتنبى، لأنشد فينا بيته الشهير: «وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه  ضحك كالبكاء»!.
بلد العجائب بصحيح يعيش ٣٠٪ من أهله تحت خط الفقر وتهدر حوالى ٩ ملايين طن من الغذاء سنويا!!

دراسات أرقامها مخيفة ومروعة للمركز القومى للبحوث الجنائية  والاجتماعية ومنظمة «الفاو» تكشف أن متوسط حجم الهدر الغذائى للفرد فى مصر يبلغ حوالى ٩١ كيلو جراما سنوياً، وأن حوالى ٦٠ ٪ من أطعمة الحفلات والمناسبات وخاصة شهر رمضان تذهب سدى إلى أفواه الكلاب والقطط الضالة.
دراسة أخرى أكثر رعباً لمنظمة الفاو تكشف عن إهدار حوالى ٥٠٪من الخضراوات والفواكه أثناء عمليات النقل وكذلك ٤٠٪ من الأسماك و٣٠٪ من قمح والحليب!!.

كل هذا السفك والبطر على أنعم الله يحدث ومازال يحدث فى ظل أزمة غذاء تهدد بنهاية البشرية والمصريون لايكفون عن سلوكياتهم الاستهلاكية البغيضة!.
نحن فى أشد الحاجة إلى تشريع يردع المبذرين ويحمينا من إخوان الشياطين من مسغبة تلوح فى الأفق.
منذ شهور قليلة قدمت النائبة أميرة صابر مشروع قانون لمنع هدر الطعام وتشجيع إعادة توزيعه وتدويره واستغلال نتمنى أن يناقشه البرلمان سريعا ويرى النور قبل أن نتسول جميعا كسرة الخبز ولا نجدها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة