آمال عثمان
آمال عثمان


أطفال السوشيال ميديا «١»

آمال عثمان

الجمعة، 17 يونيو 2022 - 08:27 م

اعتمدت المجتمعات منذ عقود طويلة على قوانين مُقيّدة، تحكم وتحدد أعمار الأشخاص المسموح لهم بممارسة مجموعة من السلوكيات، مثل قيادة السيارات، والتصويت فى الانتخابات، والالتحاق بالخدمة العسكرية، والزواج، وغيرها من الأمور التى يجب على من يمارسها أن يصل إلى سن قانونية تسمح له بذلك، ولكن السؤال: لماذا لا توجد سن قانونية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟!

هذا السؤال كان محور القضية التى استوقفتنى على غلاف مجلة «ناشيونال ريفيو» الأمريكية الأسبوع الماضي، ويشير التحقيق الصحفى إلى الدراسات الاستقصائية التى أُجرِيتْ حديثاً، وأثبتتْ أن أعداد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و13 سنة، ازدادت بصورة هائلة على تطبيقات الوسائط الاجتماعية، وهى السن التى نطلق عليها سن المراهقة، مما أدى إلى الزيادة فى أعداد المراهقين الذين يعانون من اضطرابات التشنج اللاإرادى والاكتئاب، والشعور باللامبالاة، وارتفعت أعداد الأطفال والمراهقين الذين نُقلوا إلى غرف الطوارئ فى تلك الفترة بشكل حاد بسبب القلق واضطرابات المزاج وإيذاء النفس.

كما أشارت المجلة إلى تقرير عن الصحة العقلية للمراهقين، نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أفاد بأن معدلات أمراض الصحة العقلية، ارتفعتْ بشكل كبير فى عام 2019، وأن 13٪ من المراهقين اعترفوا بأنهم تعرضوا لنوبة اكتئاب شديدة، وذلك بزيادة 60٪ عن عام 2007، وبعض الفتيات المراهقات  اعترفن بزيادة عدد مشاهداتهن للفيديوهات قبل أن تظهر عليهن تلك الأعراض المرضية.

كما قفزت معدلات الانتحار بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا، بنسبة 60٪ تقريبًا بحلول عام 2018، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، وحتى بالنسبة للأطفال الذين لا يعانون من تحديات الصحة العقلية، فقد أظهرت البيانات المأخوذة من استطلاعات الرأي، أن الوقت الذى يقضيه هؤلاء الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، «بمعدل 5 ساعات يومياً»، قد حل مكان الأنشطة الاجتماعية الأخرى الأكثر صحة للأطفال، وأن المراهقين أصبحوا اليوم يحصلون على قسط أقل من النوم، وتراجُع ممارستهم للتمارين الرياضية، وقضاء وقت شخصى أقل مع أقرانهم بالمقارنة بالأجيال السابقة.

ورغم ذلك مازالت قائمة منصات التواصل الاجتماعى تتزايد كل عام، وتقيس كل هذه المنصات نجاحاتها من خلال مقدار تفاعل المستخدمين الشباب، بغض النظر عما إذا كان هذا التفاعل غاضبًا أو عنيفًا أو تآمرياً، أو من الأطفال دون السن القانونية!! وللحديث بقية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة