كثافات مرتفعة فى الفصول
كثافات مرتفعة فى الفصول


معاناة كبيرة لأولياء الأمور أثناء رحلة البحث عن مدرسة.. تفاصيل

آخر ساعة

السبت، 18 يونيو 2022 - 03:01 م

أحمد جمال

- شروط‭ ‬السن‭ ‬وتأخر‭ ‬التنسيق‭ ‬والتبرعات‭ ‬الإجبارية‭ ‬أبرز‭ ‬المعوقات

-المدارس‭ ‬غير‭ ‬المعتمدة‭ ‬فخ‭ ‬يقع‭ ‬فيه‭ ‬الباحثون‭ ‬عن‭ ‬مدارس‭ ‬خاصة‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة

- 2‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬يتنافسون‭ ‬على‭ ‬أماكن‭ ‬بالمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والرسمية‭ ‬والخاصة

- أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬يدفعون‭ ‬مصروفات‭ ‬كاملة‭ ‬دون‭ ‬الذهاب‭ ‬للمدرسة‭ ‬بسبب‭ ‬تأخر‭ ‬التنسيق

 

فى شهر يونيو من كل عام تتجدد معاناة ملايين الأسر الراغبة فى التقديم لأبنائها فى المراحل التعليمية الأولى وتنبع المشكلة من عدم قدرة البعض على تحديد المدرسة الملائمة أو صعوبات إلحاقهم فى أىٍ مما يقع الاختيار عليها، أو الانتظار لأشهر طويلة وربما يمتد الأمر لعام دراسى كامل لحين تحديد مصير أبنائهم نتيجة تأخر التنسيق الإلكترونى، إلى جانب مشكلات المدارس الخاصة التى تفرض شروطاً مجحفة تجعل أولياء الأمور فى حيرة من أمرهم.

 

تفتح وزارة التربية والتعليم باب التقديم للمدارس الحكومية والتجريبية والخاصة فى الأول من يونيو كل عام، ويستمر التقديم على الموقع الإلكترونى للمديريات التعليمية حتى نهاية الشهر ذاته، قبل أن تبدأ عملية التنسيق التى تكون عبر مراحل عديدة تصل فى المحافظات ذات الكثافات المرتفعة إلى تسع أو عشر مراحل بالنسبة للمدارس التجريبية، أما المدارس الخاصة فلا تلتزم بهذا الموعد من الأساس وتكتمل كثافاتها منذ يناير أو فبراير، ويتبقى فقط بعض المدارس التى لا تشهد إقبالا كبيراً من الطلاب.

 

واستقبلت المدارس المصرية أكثر من مليونى طالب فى الصف الأول الابتدائى العام الماضى، بحسب إحصاءات أعلنها الدكتور رضا حجازى نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، الذى أشار أيضًا إلى أن إجمالى زيادة عدد الطلاب فى كل عام يصل إلى 800 ألف طالب.

 

وتختلف المعاناة فى أنواع التعليم المختلفة، فالمشكلة الأساسية التى تواجه أولياء الأمور بالمدارس الحكومية تتمثل فى البحث عن مدرسة ذات جودة تعليم مقبولة وكثافة منخفضة، وهو أمر يصعب تحقيقه خصوصاً فى المحافظات ذات الكثافات السكانية المرتفعة، قبل أن تواجههم مشكلات أخرى ترتبط بدفع تبرعات دائما ما تكون فوق طاقتهم ويكون ذلك شرطًا أساسيًا لما يسمى بعملية فتح الملف لطلاب الصف الأول الابتدائى.

 

وفى المدارس التجريبية، تكمن الطامة الكبرى فى أن أعداد هذه المدارس لا تتجاوز 2400 مدرسة (رسمية لغات) على مستوى الجمهورية، فى حين تشهد إقبالا واسعًا من أولياء الأمور الذين يبحثون عن جودة تعليمية فى مقابل مادى ضئيل يتماشى مع أوضاعهم الاقتصادية ويتيح الفرصة لهم لوضع ما تبقى من ميزانية التعليم السنوية فى منظومة الدروس الخصوصية التى تستحوذ على الجزء الأكبر منها، بالتالى تكون المنافسة صعبة فى الحصول على مقعد تعليمى، ما وصل بكثافة الفصول فيها إلى 70 طالبًا فى بعض المحافظات.

 

وتأخذ متاعب أولياء الأمور شكلًا آخر فى المدارس الخاصة بدءاً من اللهث خلف المدارس لدفع رسوم االأبلكيشنب لحجز مكان مبدئى فى أكثر من مدرسة، وقد تصل قيمتها فى بعض المدارس إلى 4000 جنيه، ومروراً بمرحلة االإنترفيوب التى يتم فيها إخضاع الأطفال لاختبارات صعبة فى المدارس ذات الإقبال الكبير وكذلك انتهاك خصوصية الأسر أنفسهم فى التعرف على أدق تفاصيل الحياة الاجتماعية، ونهاية بالوقوع فريسة تحت إهمال وزارة التربية والتعليم التى لا تشدد إجراءاتها الرقابية لضبط المصروفات الدراسية.

 

من جانبها، أكدت أمانى الشريف، ولية أمر وأدمن جروب ااتحاد المدارس التجريبيةب على موقع افيسبوكب، أن إحداث قدر من التوافق بين ميزانية الأسر وجودة التعليم وتحقيق الطالب شروط الالتحاق تعد العائق الأصعب أمام إيجاد مقعد فى المدارس الخاصة، وفى أحيان كثيرة تكون إمكانيات الطالب مناسبة للقبول لكن المدرسة تبحث عن قدرات أكبر، إلى جانب أن حصول ولى الأمر على مؤهل متوسط حتى إن كان الابن مؤهلاً للقبول فإنه لا يجد مكانا فى غالبية المدارس.

 

وأوضحت أن البديل يكون البحث عن مدارس تتغاضى عن تلك الشروط، وفى النهاية قد يكتشف ولى الأمر أن المدرسة غير مسجلة بالأساس ضمن المدارس المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، بالتالى فإنه يجب على من يذهب لأى مدرسة خاصة غير معروفة التأكد من أنها ضمن المدارس التابعة للوزارة التى تكون معلنة على موقعها الرسمى، لافتة إلى أن زيادة الإقبال على بعض المدارس الخاصة يجعلها تصل بسن القبول إلى نفس معدلات المدارس التجريبية.

 

أما بالنسبة للمدارس التجريبية فترى أمانى الشريف، أن تأخر مراحل التنسيق وعدم الانتهاء منها لمدة عام دراسى كامل أكثر الأزمات شيوعاً وهو ما يجعل أولياء الأمور فى حيرة من أمرهم وقد يظل الطلاب فى منازلهم لحين نهاية العام الدراسى أو ظهور التنسيق فى حين أنهم يضطرون لدفع مصروفات عام دراسى كامل دون أن يذهب أبناؤهم يوما واحدا إلى المدرسة، كما أن الكثافات تتسبب فى قبول الطلاب بمدارس بعيدة عن نطاق سكنهم.

 

وأصدر الدكتور طارق شوقى قراراً عام 2019 بقبول جميع الطلاب المتقدمين للمدارس التجريبية من هم فى سن الخامسة وأكثر وقرر فتح قاعات جديدة لاستيعابهم ورفع كثافة الفصول إلى 60 طالبا بموافقة المحافظ وتشغيل بعض القاعات لفترتين، واعتبر تلك القرارات بمثابة حلول قصيرة المدى على أن يتم إصدار أخرى طويلة دون المدى لم ترَ النور حتى الآن، وتساءلت: اإذا كان هناك قرار بقبول جميع الطلاب ممن فوق الخامسة لماذا يتم تأخير التنسيق الإلكترونى ولماذا لا يتم قبول الطلاب على دفعة واحدة ولماذا يظل ولى الأمر حتى نهاية العام الدراسى لا يعرف مصير ابنه فى حين أنه يكون مجبراً على دفع مصروفات المدرسة والكتب أيضًا.

 

ووجهت نصائحها لأولياء الأمور قائلة: اإذا كان هناك حيرة فى اختيار المدرسة المناسبة فإن البحث عن المدرسة التى تحرص على التواصل مع أولياء الأمور بشكل معتاد ومنتظم تحديداً فى مرحلة رياض الأطفال لابد أن تكون على رأس سلم الأولويات، وأن المدارس التجريبية تحظى بقدر جيد من جودة التعليم والأنشطة فى المراحل الأولى.

 

فيما أوضحت فاطمة فتحي، أدمن جروب اتعليم بلا حدودب على موقع افيسبوكب، أن رحلة العذاب تتركز فى المدارس التجريبية، لأنها موزعة بأعداد قليلة على الأحياء السكنية، وتبقى الأزمة متفاقمة فى الأحياء ذات الكثافات المرتفعة وفى نهاية الأمر يبقى لدى ولى الأمر أمل واحد يتعلق به يتمثل فى تسكين ابنه فى أىٍ من المدارس قبل أن يبدأ رحلة أكثر صعوبة فى التحويل إلى مدرسة قريبة من محل سكنه.

 

وتؤكد: الدى أولياء الأمور قناعة بأن المدرسة التجريبية تبقى مهمتها فى حفظ مكان للطالب بالتعليم الحكومى وإجراء الامتحانات على أن يتكفلوا هم بمسئولية تعليم الأبناء من خلال مراكز الدروس الخصوصيةب، وأوضحت أن مشكلات عجز المعلمين وعدم وجود أماكن لاستقبال الطلاب تجبر أولياء الأمور على ذلك، وأنه فى السنوات الماضية حدث تراجع كبير فى قدرة المعلمين على توصيل المعلومات الدراسية للطلاب.

 

وأكدت أن المدارس الخاصة لعبت دورا مهما فى تخفيف الضغط على المدارس التجريبية والحكومية قبل أن تبدأ هجرة الطلاب منها مع انتشار فيروس كورونا خلال العامين الماضيين، وهو ما ضاعف أزمات المدارس الحكومية، مشيرة إلى أن بعض المديريات التعليمية وعلى رأسها القاهرة تستغل هذا الإقبال فى استغلال أولياء الأمور فى دفع رسوم ليست قانونية للتعرف على نتيجة تسكين أبنائهم فى التنسيق الإلكترونى للمدارس التجريبية.

 

وأشارت إلى أن جزءا من أزمة البحث عن مدرسة بطء التحرك لإنشاء مدارس جديدة رغم تخصيص أراضٍ لإقامتها وأن منطقة المرج مثلاً ذات الكثافة المرتفعة من المفترض أن يتم فيها إقامة مجمع مدارس الزهور، وفى حين أن الأرض تم توفيرها قبل سنوات لكنها لم تأخذ الموافقة الرسمية للبدء فيها سوى قبل شهرين، موضحة أن صعوبة المشكلة دفعت للتوسع فى فتح الفصول الملحقة بالمدارس الحكومية أى تسكين طلاب التجريبيات فى مدارس حكومية لعدم وجود أماكن فيها.

 

ويعد التقديم للمدارس الحكومية التى تشكل الغالبية العظمى من بين 60 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية الأكثر سهولة ويكون اختيار المدرسة من خلال الموقع الإلكترونى للمديرية لكن تبقى المشكلة فى الكثافات المرتفعة التى تصل فى بعض المدارس إلى 120 طالبًا فى الفصل الواحد، هذا ما أكدت عليه صفاء أحمد وهى ولية أمر لطالبين فى المرحلة الابتدائية.

 

وأضافت أن أولياء الأمور يقابلون مشكلة من نوع آخر تتمثل فى الإجبار على دفع التبرعات كشرط أساسى لإتمام عملية فتح الملف أى تسجيل الطالب بمدرسته الحكومية، فى حين أن ميزانيات بعض الأسر الفقيرة لا تسمح بذلك، ولا تتم مراعاة الظروف الاقتصادية لبعض أولياء الأمور ويشكل الأمر أزمة فى أحيان عديدة، مشيرة إلى أن الإدارات التعليمية مطالبة بالتدخل لوقف تلك المهزلة بأن تكون عملية فتح الملف من خلالها وليس من خلال المدرسة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة