الأحد، 19 يونيو 2022 - 06:21 م

إيمان‭ ‬البلطي

"ندي" فتاة بسيطة كانت تعيش رفقة زوجها فى عش صغير يملؤه الحب، ولكن سعادتهما لم تكتمل؛ تأخر حملها عن المعتاد، فقررت أن تذهب للطبيب لمعرفة سبب التأخير، وعلمت وقتها أنها بحاجة لإجراء عملية ليتم المراد، لم تترد لحظة بل قررت أن تجري العملية دون خوف، من أجل أرضاء الزوج و حلم الأمومة الذي تتمناه بفارغ الصبر، لم تتخيل أن دخول غرفة العمليات سيكون بالنسبة لها نهاية الحياة، وأنها ستخرج منها ولكن جثة هامدة.

حالة من الحزن والغضب سيطرت على زوج الضحية "ندي" وأسرتها الصغيرة، لا يريدون سوي إعادة حقها ومعاقبة المسئول عن الجريمة التى حدثت داخل غرفة العمليات، وهذا ما ناشدوا به من خلال أخبار الحوادث للمسؤولين بوزارة الصحة ونقابة الأطباء، يقول زوج الضحية "عمار سليمان": مر ما يقرب من عام ونصف على زواجنا ولم نرزق بمولود وكحلم أي زوجين أن يرزقهما الله بطفل ذهبنا إلى الطبيب لمعرفة سبب تأخر الإنجاب وأجرينا فحوصات عديدة وقرر وقتها الطبيب إجراء عملية بسيطة، بعدها يأتي الحمل، وتم تحديد موعد ومكان العملية فى مركزه الطبي بالمنوفية الساعة الواحدة ظهرًا، ودخلت ندى غرفة العمليات وهي فى كامل وعيها، لحظات ويطلب طبيب التخدير 3 أكياس دم قمنا بتوفيرها، ظلت ندى 5 ساعات في غرفة العمليات، وبعدما خرجت سألنا الطبيب عن سبب التأخير؛ فأجاب أنه أجرى لها 4 عمليات وهى استئصال الزائدة الدودية وجزء من الأمعاء، وانتظرنا لحظة افاقتها والتى استغرقت حوالى ساعتين، وكان فريق التمريض يضربها لافاقتها، فتنظر إلينا وتكلمنا كلمة واحدة ثم تفقد الوعي بعدها، استمر هذا الوضع لمدة طويلة وحالة ندى كما هى معلق لها أكياس الدم وجسدها شاحب، ولما استمر الوضع هكذا اتصلنا بالطبيب الذى أجرى العملية الذي حضر للمستشفى وقال لنا؛ لا تقلقوا أي شيء سيحدث على مسؤليتي وطلبت منه الاتصال بالاسعاف قال لي سأتصل بها واستمر الوضع حتي الساعة الثالثة فجرا، حتى توقفت اجهزة جسدها وفارقة الحياة، وقمت باستدعاء الشرطة وتم تحرير محضر بالواقعة.

وتلتقط طرف الحديث الأم لتروي لنا اللحظات الأخيرة فى حياة ابنتها الضحية، قائلة: قبل أن نخرج من البيت كان صوت ضحكتها عالياً، لتنهي حديثها معنا قائلة؛ أناشد الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء وكافة المسئولين بالتحقيق في وفاة ابنتي، وكلنا ننتظر تحقيق النيابة مع هذا الطبيب، وكذلك تقرير الطبيب الشرعي.