الأحد، 19 يونيو 2022 - 07:23 م

ظل مدركا لأهمية ملف الزراعة منذ عرفته قبل حوالي ثلاثون عاما ..كانت لديه قناعة جازمة بأهمية هذا الملف الحيوي وضرورة دعم كل عناصره باعتباره من أهم ركائز قوة الدولة المصرية مؤكداً بأن من يملك قوته يملك قراره .. وأنه في ظل أزمة الغذاء العالمية والمتوقع تفاقمها ينبغي وضع ملف الزراعة على رأس سلم الأولويات .

المهندس عبد السلام الجبلي رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ والذي يقود اللجنة بحكمة وشفافية واقتدار ويشهد له الجميع  بالوطنية والرصانة وسعة الصدر .

ولا غرابة في ذلك فهو ينتمي إلى عائلة الجبلي دقهلاوية النشأة والجذور  ذات الرصيد الكبير لأبنائها في العمل الوطني .

 وفي حواره مؤخرا للزميلة " الوطن " حول الحوار الوطني أكد أن مصر وضعت استراتيجية يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال زيادة المساحات الزراعية بجانب التوسع الرأسي  لزيادة الإنتاج باعتبار أنه لا مناص من ذلك لمواجهة ارتفاع الأسعار .

كما أكد الجبلي على أهمية دعوة الرئيس ورغبته  في مشاركة جميع القوى والتيارات والأحزاب السياسية في  الحوار الوطني المأمول لوضع خارطة طريق للمستقبل يساهم فيها كل أبناء الوطن  وطرح رؤى وأفكار جميع فئات المجتمع في هذا الحوار دون إقصاء لأحد بما  يفتح مجالاً واسعاً  للنقاش المجتمعي والسياسي ووضع خريطة وأجندة الأولويات لصنع طريق واضح للمستقبل.
ورغم الاهتمام الكبير من قبل المهندس الجبلي بملفي الزراعة والصناعة إلا أنه في ذات الوقت يؤكد على أهمية  الحاجة لمشروع وطني لتطوير التعليم ..جنبا إلى جنب مع القضايا الحيوية كالتوسع في المساحات المزروعة ودعم النشاط الزراعي والفلاح مع  تحديد الأنشطة الصناعية التي من الممكن أن تتميز فيها مصر ودعمها لزيادة الصادرات وتعديل قانون الأحزاب وقانون الانتخابات لتزيد مساحة المشاركة السياسية والحزبية وجميعها قضايا هامة .
وليس لديه شك في الأرضية الوطنية المشتركة التي تجمع أبناء الوطن رغم تباين الأفكار السياسية والأيديولوجيات وهو اختلاف في مواقف سياسية ولكن الجميع  يقف على أرضية وطنية واحدة شعارها : "إعلاء مصلحة الوطن والمواطن "

رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ لديه رؤية واقعية لما حدث في مصر خلال الثمان سنوات الماضية وأنه لولا ما تحقق فيه من إصلاحات وإنجازات بمشروعات قومية كبرى  وإصرار الرئيس السيسي على إنجازها لكانت  مصر قد دفعت ثمنا باهظا  .

أما عن قناعة عبد السلام الجبلي بأهمية قطاع الزراعة  فلم تكن ناجمة عن أزمة الغذاء العالمية فقط وليس لأن مصر كانت مهد الزراعة وليس لعدد سكانها الذي تجاوز المائة مليون نسمة لكن نتيجة كل ذلك وغيره علاوة على أن هذا القطاع يعمل به حوالي  30 مليون مواطن أي ثُلث الشعب المصري  وأن :
" من لا يملك قوته وغذاءه لا يملك قراره " 
فالزراعة تعنى الغذاء وزيادة المساحات الزراعية هي الأهم وهناك مشرعات قومية لإضافة 4 ملايين فدان وهي مساحة كبيرة يولها الرئيس السيسي كل اهتمامه  ومتابعته الشخصية  
كما أن الفلاح المصري كان ولازال  جنديا في داخل الوطن . 

وقد وضعت لجنة الزراعة رؤيتها  في هذا الصدد سواء بالمطالبة بوضع حوافز للمزارعين والاستثمار الزراعي و ميكنة  طرق الري  وغيرها من الوسائل والآليات التي تضمن تحقيق قفزة هائلة مأمولة في هذا المجال .
فتوفير الغذاء للمواطن هو الأساس وهو عامود رئيسي في أمننا القومي لذا لابد  من الاهتمام بالمحاصيل الرئيسية  كالقمح والسكر والأرز والذرة  ثم المحاصيل التصديرية مثل: الموالح والبطاطس والبصل والفراولة  لتحقيق الهدف مع زيادة المساحات المنزرعة ويظل  التحدي الأهم في هذا المجال هو توفير المياه للزراعة وبالفعل ما نفذه الرئيس والدولة في الفترة الماضية في هذا الصدد إنجاز ضخم  ونحتاج لاستكمال هذا الهدف الجوهري .

ويملك المهندس  عبد السلام الجبلي رؤية واضحة ومتكاملة لكل مفردات وجوانب التنمية الزراعية ..ولا شك أن تلك الرؤى وغيرها ستثري الحوار الوطني الذي أصبح على وشك الانطلاق.. ويأمل الجميع أن يشارك فيه كل من لديه القدرة على الإسهام  الحقيقي في صنع المستقبل خاصة في ظل الظروف والتحديات العالمية العاتية لتعبر مصر كل تلك التحديات رغم تعقيداتها بجهود المخلصين من أبنائها .