خـالد مـيرى
خـالد مـيرى


نبض السطور

حكاية الأسعار فى ألمانيا

خالد ميري

الأحد، 19 يونيو 2022 - 07:55 م

توقفنا فى محطة بنزين بضواحى مدينة برلين الجميلة العاصمة الألمانية لنجد أن سعر لتر البنزين ٢ يورو حوالى ٤٠ جنيهاً- أربعة أضعاف سعره بمصر- وخلال خمسة أيام قضيتها بين بون وبرلين شاهدت وسمعت عن قفزات غير مسبوقة فى الأسعار.
فزجاجة الزيت يتم توزيعها بالبطاقة ولكل أسرة زجاجة واحدة.. أسعار الملابس والمواد الغذائية فى زيادة ولا أحد يتوقع إلى أين يمكن أن تصل والسؤال الذى يشغل بال الجميع فى كل الجلسات الحوارية كان عن الحرب الروسية- الأوكرانية ماذا يمكن أن يحدث وإلى أين ستصل وماذا سيترتب عليها من نتائج؟ والحقيقة أنه لا أحد يمكنه أن يتوقع أو يقرأ مستقبل التطورات التى تشهد تغيرات فى كل يوم.


الحرب التى فاجأت العالم قبل التشافى من كارثة كورونا تركت آثاراً وندوباً واضحة فى كل الدول، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية يناقش البرلمان الألمانى زيادة كبيرة فى موازنة التسليح وتقوية الجيش، ومع ارتفاع الشكاوى من الزيادة الكبيرة فى أسعار المواصلات وجدت الدولة نفسها مضطرة لطرح تذكرة موحدة بقيمة ٩ يوروهات يتم استخدامها لمدة شهر.. زيادات الأسعار لا تخطئها العين والمحلات تشهد تراجعاً فى الإقبال ولا يوجد أى زحام عليها، فالشعب الألمانى يعرف سياسة ترشيد الاستهلاك ويمارسها بجدية كاملة، ومازالت تصريحات الوزيرة الألمانية التى طالبت الشعب بتخزين البضائع خلال ١١ يوماً وتوقع الأسوأ تجد لها آثاراً سلبية فى الشارع.


الزيارة كانت لحضور الاحتفال المصرى- الألمانى بمناسبة مرور ٢٠ عاماً على إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة وهى أول جامعة ألمانية خارج حدود المانيا فى كل دول العالم.. الكلمات فى الاحتفالية أكدت أن العلاقات المصرية- الألمانية تسير فى الطريق الصحيح وأن الجامعة الألمانية فى قلب التعاون العلمى بين البلدين.. كلمات مباشرة خرجت من د.أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة والسفير عمر سليم مساعد وزير الخارجية، وسفيرنا فى برلين السفير خالد جلال ود.كريم درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.. بينما كانت كلمات المسئولين الألمان وعلى رأسهم د.راين ارنست رئيس التعاون الدولى بوزارة التعليم العالى ود.كاى زيكس سكرتير عام الهيئة الألمانية للتعاون العلمى احتفاء خاصاً بالعلاقات المتميزة بين البلدين.
هناك حرص ألمانى واضح على تطوير العلاقات القوية والتى نقترب من الأحتفال بمرور ٧٠ عاما عليها.. فبعد توقيع عقد القطار الكهربى تطرح ألمانيا على مصر تصدير القمح، وفى انتظار تطور إيجابى ملموس فى العلاقات خلال القمة التى ستجمع زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى والمستشار الألمانى فى برلين الشهر القادم.


تتميز العلاقات المصرية الألمانية بالثبات والانطلاق بثقة نحو المستقبل.. بينما العالم كله وفى مقدمته أقوى الدول اقتصادياً وبينها ألمانيا تشهد موجات متسارعة من زيادة الأسعار ونسب البطالة.. ولا أحد قادر على التنبؤ بالمستقبل، أو معرفة أين سيتوقف قطار الحرب.. وما هو الثمن الذى سيدفعه الجميع.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة