خالد رزق
خالد رزق


مشوار

العدوان وهذه الأنشودة و زمنها

خالد رزق

الأحد، 19 يونيو 2022 - 07:57 م

فى نهاية الستينيات من القرن الماضى غنى الموسيقار محمد عبد الوهاب و كوكب الشرق السيدة أم أكلثوم لفلسطين الدويتو الوطنى الأشهر «أصبح عندى الآن بندقية» و هى الأنشودة التى تحدثت عن مرور 20 عامًا على النكبة وضياع الوطن الفلسطينى ومعاناة أهله والحزن الذى يخيم عليه جراء الاحتلال و الاغتراب.


القصيدة التى غناها الثنائى المصرى الكبير من كلمات الشاعر السورى المبدع نزار قبانى كانت تقول أصبح عندى الآن بندقية إلى فلسطين خذونى معكم، و كانت تعبر عن وحدة المشاعر القومية والوطنية بين السورى و المصرى كلمات ولحناً و أداء تجاه قضية العروبة الرئيسية، رغم ظروف الهزيمة الكبرى التى تعرض لها البلدان قبل نحو العام ويزيد من صدور الأغنية، وجاءت فى ظرفها الزمانى لتؤكد بأن الهزيمة لم تكسر إرادة أحرار مصر وسوريا و لم تثنهم عن مناصرة فلسطين أو تجبرهم على التخلى عن الأمل بتحريرها بالسلاح قبل كل شىء.. وكانت هذه الإرادة تتدثر بحاضنة عربية من المحيط إلى الخليج ترعاها.
مر الزمن وبدلاً من 20 عاماً من معاناة الفلسطينيين صار لهم 74 سنة تحت الاحتلال البغيض وبات معهم فى المعاناة أهل الجولان السورى و مزارع جنوب لبنان المحتلين و الأسوأ أن العدو الصهيونى صار يشن و بصورة تكاد تكون يومية العدوان تلو العدوان على قطاع غزة و على الأراضى السورية..

عاودتنى الأنشودة التى تغنت بها شعوبنا لعقود خلال الأيام الماضية تلح على أذنى وأنا أتابع قصف طائرات العدو وصواريخه لمطار دمشق الدولى و لقطاع غزة، وتحسرت على ما آل إليه الحال بعدما اتسعت دوائر العدوان و نطاقاته لتشمل أكثر من بلد عربى وبدلاً من أن تشتعل النفوس غضباً وتطلب المشاركة فى التحرير تاهت الحاضنة العربية وسط مزاعم سلام كاذب تشهد ضده عدوانية مستمرة متصاعدة لا تقيم لمروجى السلام اعتباراً.. وسط حال التخلى العام لا يمكن لعاقل أن يدعو للحرب، و لكن بالأقل والأقل جداً يكون على هذا العالم العربى أن يعود إلى جذوره و أن يعى محدثوه أن لا سلام من دون مقابل وعليه أن يمارس سياسة الشجب و الإدانة التى كان محترفاً بها و أن يمد يد العون للأشقاء تحت العدوان.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة