عبلة الرويني
عبلة الرويني


جميل ..ويخاف!!

عبلة الرويني

الإثنين، 20 يونيو 2022 - 05:14 م

يأخذنا (الباب) فى الأغلب،الى بداية الرحلة والخروج، الى مساحات أكبر لتنفس الهواء والحرية..لكن الشاعر محمدالمتيم فى ديوانه (افتحى الباب يافاطمة) يتوقف أمام الباب المغلق،لينادى أصحابه(أخته فاطمة)أن تفتح الباب..يضعنا النداء أمام العودة والرجوع الى دفء الأهل والسكينة والنظرات الوادعة المسكونة بالوحي..وربما يضعنا النداء(ربما) أمام خروج آخر،دعوة لفتح الأبواب،وتحرير الجميع!!

ديوان(افتحى الباب يافاطمة)الصادر عن دار بتانة للنشر، هو الديوان الثانى لمحمد المتيم بعد ديوانه الأول(دمعة تفك حصارين)الصادر عن الشارقة٢٠١٦...
(افتحى الباب يافاطمة) يضعنا بوضوح أمام عالمين..قديم وحديث...عالم تسكنه البلاغة، تنتمى لموروث شعرى ودينى ساهم فى تكوين الشاعر، ومفردات من الرضا والسكينة هى عمود الروح وصلابته وتاريخه....وعالم آخر يعيد صياغة لغته وملامحه بطريقة مختلفة، قلق يحاول النجاة من فخاخ الطمأنينة، ورؤية(تخبز الشعر من الفتنة)!!.. هل هو مأزق القصيدة أم مأزق الشاعر أم كلاهما؟.....هل هو الصراع يتنازع الشاعر (دمعة تفك حصارين)كما كتب فى ديوانه الأول؟! ...صراع؟ أم هى الرحلة الخطرة، يخرج فيها الشاعر من ميراث صوفى مسكون بجلال الرجال، وموروث شعرى يتمسك به، من المتنبى الى أمل دنقل(قلق يتنامى فى الراحة والدفء والإيمان)..يخرج المتيم من كل هذا الجلال، ولا يخرج عليه ولا يريد أيضا...هى الرحلة من سكينة الى سكينة...باب الخروج هو نفسه باب العودة.. أو ربما لا خروج ولا عودة!!

طوال الديوان يضعنا المتيم أمام دهشتين.. صراع ضمنى يعوى فى الطرقات،نشهد لغته وتراكيبه المضادة، ويمنح القصيدة إيقاعا خاصا وتوترا مدهشا وأسئلة ممتدة...فى تلك الرحلة الخطرة، لا يحسم الشاعر شيئا..عوالم متقاطعة،لكنها لا تتناقض لديه...(خوف وجمال)..يضمهما الشاعر،دون رغبة فى الصراع....فالشاعر (جميل..ويخاف)!!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة