أسامة عجاج
أسامة عجاج


بارقة أمل

أسامة عجاج

الثلاثاء، 21 يونيو 2022 - 06:14 م

قليلة لدرجة الندرة، هى الأخبار السعيدة من هذا العالم العربى، ومنها الإتفاق الذى تم توقيعه بالأمس فى بيروت، لبدء تزويد لبنان بالغاز المصرى ،عبوراً بالأردن وسوريا، لم يكن أمر الوصول إلى تلك اللحظة سهلاً ولا هيناً ، بل مطروحاً وبشدة منذ أكثر من عام ونصف، حيث رحب الرئيس عبدالفتاح السيسى بطلب رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريرى، لمعالجة انقطاعات الكهرباء فى لبنان باستخدام الغاز المصرى ، وطرحه الملك عبدالله ملك الأردن فى زيارته لواشنطن على الرئيس بايدن، فى لقائهما الأول منذ حوالى عام، طالباً استثناء المشروع من عقوبات قيصر المفروضة على سوريا، منذ زمن عام ٢٠١٩ ،ويسمح لأمريكا بتجميد أصول أى شخص أو جهة تتعامل مع سوريا، فوعد بدراسة الأمر، ودخل المشروع فى المستوى التقنى بعد الإتفاق الذى تم الإعلان عنه فى العاصمة الأردنية عمان بين وزراء الطاقة فى الدول الأربعة، فى سبتمبر الماضي، لتبدأ مرحلة الإعداد للتنفيذ عبر إعادة تأهيل بعض المحطات ،التى توقفت عن العمل منذ عشر سنوات، خاصة فى سوريا.

المشروع يسعى لعلاج عربى خالص لأزمة الكهرباء فى لبنان، التى لا تتوافر سوى أربع ساعات يومياً، وتؤثر على كل مناحى الحياة وظروف معيشة المواطنين، إذا أضيف لها اتفاق تصدير الكهرباء من العراق، لترتفع مدة استمرار الخدمة إلى ٢٠ ساعة، ويتكلف ٢٥٠ مليون دولار سنويا، بدعم من البنك الدولي، الوجود العربى بهذه الكيفية، يمنع الاستثمار السياسى، لمغامرة قام بها حزب الله باستقدام شحنات غاز من إيران لمعالجة الأزمة، وتقديم نفسه ومعه طهران على أنه هو الحل لأزمة حياتية تواجه البلد، كما أن الإتفاق قد يمثل إعادة إحياء مشروع خط الغاز العربى بعد توقفه فى عام ٢٠١١ ، وتشير المعلومات أن الخط تم الإتفاق على إنشائه عام ٢٠٠٠ بدأ العمل فيه بالفعل عام ٢٠٠٣ ،ومقرر له أن يصل طوله إلى ١٢٠٠ كيلو متر بتكلفة مليار و٢٠٠ مليون دولار ،كما أن التزام سوريا بالتنفيذ الأمين للإتفاق ، يسمح بإنهاء أى تخوفات أمريكية من استثمار النظام السورى للإتفاق، الذى تم بين القاهرة وبيروت، بانتهاك قانون العقوبات، ويمكن تطوير الموقف بعد ذلك ،إذا توفرت إرادة سياسية لدى النظام، بالذهاب إلى حل نهائى للأزمة ،وإنهاء الحصار السياسى والاقتصادى على دمشق .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة