صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


الصراع على القمح.. معركة تصريحات على هامش الحرب الأوكرانية الروسية

رانيا عبد الكريم

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 10:24 ص

عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تفاقمت أزمة الغذاء العالمية، والتى نالت منها جميع دول العالم تقريبا نصيبا ليس بالقليل، وتأتي الحبوب عامة والقمح خاصة على قائمة السلع والمنتجات التى أثارت مخاوف العالم أجمع، والتى تأثرت بالأزمة بصورة كبيرة، لتأتى في أعقاب ذلك معركة تصرحات طاحنة حول القمح والحبوب ومن المسئول ومن المتضرر على هامش الحرب الأوكرانية الروسية.


فقبل ساعات قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب وجهه إلى أعضاء الاتحاد الإفريقي عبر الفيديو، أن أزمة الغذاء في العالم ستستمر "ما دامت هذه الحرب الاستعمارية مستمرة"، في إشارة إلى العملية العسكرية على بلاده.


وقال زيلينسكي في خطابه إن "مفاوضات صعبة" تجرى لرفع الحصار الروسي في البحر الأسود عن الموانئ الأوكرانية، حيث يتعذر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب نحو إفريقيا.
وأكد: "ليس هناك تقدم حتى الآن، والأزمة الغذائية في العالم ستستمر ما دامت هذه الحرب مستمرة".
وكانت وزارة الزراعة الأوكرانية قد أعلنت بالتزامن مع هذا الحديث أن كييف ستحصل قريبا على أول مخزن مؤقت من الخارج، رغم ما تواجهه من نقص في منشآت التخزين لمحصول الحبوب لعام 2022 بسبب العملية العسكرية الروسية.


وكان وزير الزراعة الأوكراني قد صرح في وقت سابق، أنه عندما ينتهي حصاد محصول الذرة في الخريف فإن النقص في السعة التخزينية سيصل إلى 15 مليون طن.


وتقول أوكرانيا إن محصولها من الحبوب والبذور الزيتية قد يهبط إلى 65 مليون طن هذا العام، من 106 ملايين طن في 2021 بسبب الحرب.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن في وقت سابق أن هناك ما يصل إلى 75 مليون طن من الحبوب قد تكون عالقة في أوكرانيا بحلول الخريف.


وبحسب تصريحات زيلينسكي للصحفيين فإن السبب الذي يدفع إلى بقاء كميات القمح الضخمة حبيسة المخازن الأوكرانية هو السيطرة الروسية على البحر الأسود، حيث الموانئ الأوكرانية التي تصدر القمح إلى العالم.


وكانت روسيا قد خرجت لتنفي عن نفسها مسئولية أزمة القمح بعد أن أعلنت دول مجموعة السبع الصناعية بالقاهرة في وقت سابق مساندة مصر باعتبارها اكبر مستورد للقمح على مستوى العالم، وقال سفراء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في بيان نشرته السفارة الأمريكية بالقاهرة، إن دول مجموعة السبع "متمسكة بالتزامها لدعم مصر في هذه الأزمة الناجمة عن الحرب الروسية"، وأوضح البيان أن أسعار الغلال والحبوب ارتفعت في الأسواق العالمية إلى أعلى معدلاتها بنسبة تصل إلى 160% مقارنة بالأسعار قبل اندلاع الأزمة.


وأضافوا: "نحن نكثف من تعاوننا مع مصر لمواجهة هذه الأزمة من خلال زيادة حجم الدعم المقدم لأنشطة برنامج الغذاء العالمي في مصر".
واستنكرت دول السبع خلال بيانها إلقاء اللوم الروسي في "اندلاع أزمة الغذاء الوشيكة" على العقوبات التي فرضتها على روسيا، قائلة "هذا محض افتراء، إذ أن عقوباتنا تستهدف أولئك الذين تحملوا مسؤولية اندلاع الحرب، وتستثني هذه العقوبات إمدادات الطعام والمنتجات الزراعية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية والطبية.


وأصدرت السفارة الروسية بالقاهرة بيانا قالت خلاله إن ادعاءات مجموعة السبع "غير صحيحة تماما".
وأوضحت في البيان الذي أصدرته على لسان سفارتها في مصر، أن إمدادات القمح الروسي إلى مصر "تتواصل دون انقطاع وسيستمر التوريد وفقا للاتفاقيات مع وزارة التموين والتجارة الداخلية لجمهورية مصر العربية وعقود مع شركات خاصة".


واتهمت موسكو أوكرانيا باستهداف الأراضي الزراعية، قائلة: "وجهت القوات الروسية ضرباتها إلى مواقع قوات العدو المناهضة لنا في منطقة دونباس بالاضافة الى مستودعات الأسلحة والمواقع الصناعية العسكرية، في نفس الوقت يقصف القوميون الأوكرانيون بشكل مفرط بواسطة سلاح وقاذفات الصواريخ التي حصلوا عليها من حلف الناتو الأحياء السكانية والأراضي الزراعية حيث لا يوجد عسكريين".


واختتمت روسيا في بيان السفارة: "يرى العالم أن الدول الغربية التي بلا رحمة تسعى الى الهيمنة العالمية غارقة في الكذب تقوم بدفعه الى الازمة الغذائية، وأنا على يقين من أن أصدقاءنا المصريين يفهمون هذا جيدا".

اقرا أيضأ: «الزراعة» تتابع عملية توريد القمح في كفر الشيخ 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة