الملك فاروق يصافح النحاس باشا وكانت بينهما خلافات لا تتوقف
الملك فاروق يصافح النحاس باشا وكانت بينهما خلافات لا تتوقف


كنوز| 146 شمعة في ذكرى ميلاد الزعيم مصطفى باشا النحاس

عاطف النمر

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 05:49 م

 

عندما نحتفى بإضاءة 146 شمعة فى ذكرى ميلاد الزعيم مصطفى باشا النحاس فلابد ان نتوقف أمام المواقف الوطنية للرجل الذى سخر حياته من أجل مصر فى ظروف غاية فى الصعوبة والصدام المتكرر مع الملك فؤاد ونجله الملك فاروق من بعده، ونضاله من أجل استقلال الوطن بعد ان استلم الزعامة بعد وفاة سعد باشا زغلول .

ولد مصطفى النحاس فى 15 يونيو 1879 فى «سمنود» بمحافظة الغربية، كان والده يعمل بتجارة الأخشاب، وألحقه بكتاب القرية فحفظ القرآن الكريم، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره ألحقه والده للعمل بمكتب تلغراف «سمنود»، انتقلت أسرته للقاهرة والحقه والده للدراسة بالمدرسة الناصرية الابتدائية، وانتقل للمدرسة الخديوية الثانوية، ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1895، عين كاتبا فى النيابة بعد حصوله على الليسانس عام 1900، لكنه ترك تلك الوظيفة وعمل محامياً بعد تدربه بمكتب الزعيم محمد فريد.

وافتتح لنفسه مكتبا خاصا بالمنصورة، إلى ان اختير قاضياً فى قنا وأسوان لمدة 5 سنوات، أمضى بعدها تسع سنوات متنقلاً بين القاهرة وطنطا عندما كان عضواً بالحزب الوطنى ووكيلاً لنادى طلبة المدارس العليا، ولعب دوراً فى تحريضهم على المطالبة بالاستقلال قبل ثورة 1919، الأمر الذى اهله للانضمام لحزب الوفد الذى جذب له أعضاء جددا وأصبح مقربا لسعد باشا زغلول رئيس الحزب.

وتولى الإشراف على لجان الطلبة الوفديين، وتمت إقالته من القضاء 1919، بعد انضمامه للوفد، وعين سكرتيراً عاماً للحزب وتم نفيه مع سعد باشا زغلول إلى «سيشل» واختير بعد عودته ليمثل سمنود فى مجلس النواب عام 1923، ثم تقلد حقيبة وزير المواصلات فى وزارة سعد باشا عام 1924، واعيد انتخابه لمجلس النواب 1926، وانتخب وكيلاً لمجلس النواب، وعين رئيساً لحزب الوفد بعد وفاة سعد باشا، ثم اختير رئيسا لمجلس النواب فى 1927 إلى أن شكل وزارته الأولى 16 مارس 1928 التى احتفظ فيها بحقيبة وزيرالداخلية، وسقطت وزارته بعد 3 شهور لتأزم علاقاته مع القصر والإنجليز.

شكل النحاس باشا وزارته الثانية التى احتفظ فيها بحقيبة وزيرالداخلية فى أول ينايرعام 1930، واحتدم الخلاف والصراع من جديد بين وزارة النحاس باشا والقصر الملكى بشأن رفض النحاس لتعيين بعض أعضاء مجلس الشيوخ وقانون محاكمة الوزراء، مما جعل النحاس باشا يقدم استقالته من الوزارة، ومن المعروف ان النحاس باشا واجه دسائس القصر فى عهد الملك فؤاد الأول وعهد نجله الملك فاروق الأول الذى تعرض خلال حكمه لسبع محاولات اغتيال كتب له الله النجاة منها، واتهم النحاس الملك فاروق بأنه اراد الخلاص منه عن طريق الحرس الحديدى، ولم يكن النحاس باشا على وفاق مع القصر الملكى وتمت إقالته من رئاسة مجلس الوزراء أربع مرات، وتعرض النحاس باشا للكثير من الصدام مع الأحزاب التى كان القصر يستميلها نحوه .

شكل النحاس وزارته الثالثة بعد فوز حزب الوفد بانتخابات 1936 واحتفظ فيها بحقيبة وزير الداخلية، ووقع فى هذه الفترة مع انجلترا معاهدة 1936 التى جعلت السياسيين يوجهون له نقدا لاذعا جعل النحاس يلقى بعد ذلك بيانًا عام 1951 داخل مجلس النواب والشيوخ قال فيه: «من أجل مصر وقعت معاهدة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها فهى مغنم للإنجليز وغرق لمصر وتم إلغاؤها فعلا «، واحتفظ النحاس بحقيبة وزير الداخلية فى وزارته الرابعة التى شكلها أول أغسطس 1937، واحتدم خلافاته مع الملك فاروق الذى وضع فى طريقه العراقيل التى دفعت بالنحاس لتقديم استقالته، وشكل وزارته الخامسة فى 4 فبراير 1942 بعد حصار دبابات الإنجليز لقصرعابدين وإرغام الملك تحت تهديد السلاح على إعادة النحاس باشا لرئاسة الوزارة التى احتفظ فيها النحاس بحقيبتى الداخلية والخارجية، ولم يقبل الملك فاروق الإهانة وسعى لإحداث شقاق بين الوفديين أدى إلى صدام بين النحاس ووزير المالية مكرم عبيد الذى انشق عن «الوفد» وإصدر «الكتاب الأسود» الذى أساء للنحاس وحرمه !

شكل النحاس وزارته السادسة فى مايو 1942 واحتفظ فيها بحقيبتى الداخلية والخارجية، ولم يكن الملك راضيا عن بعض الوزراء الذين اختارهم النحاس، فوجد فى انتشار وباء الملاريا الذى اجتاح قنا وأسوان عامى 1943 و 1944 مبرراً للإطاحة بوزارة النحاس باشا !

شكل النحاس وزارته السابعة فى يناير 1950 التى قدمت تنازلات للملك سبق رفضها، وزادت قضية الأسلحة الفاسدة من التوتر بين الملك والنحاس وحزب الوفد، وعجلت مذبحة الشرطة بالإسماعيلية فى يناير 1952 مع حريق القاهرة بإقالة حكومة النحاس بحجة فشله فى احتواء الأحداث، إلى ان قامت ثورة 23 يوليو 1952 التى حلت الأحزاب واوقفت نشاطها .

رحل عن عالمنا النحاس باشا بالإسكندرية فى 23 أغسطس 1965عن عمر 85 عاما ونقل جثمانه للقاهرة فى جنازة مهيبة ردد خلالها المشيعون» ماتت من بعدك الزعامة يا نحاس» .

من كتاب «مصطفى النحاس »

اقرأ أيضاً|النحاس باشا لا ينام الليل.. وصحف مصرية تعاقب ولي عهد إيران

 

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة