الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 06:05 م

لا يمكن التعامل مع حادث فتاة المنصورة على أنه فردى، ولا يمكن النظر إليه من منظور العشق والغرام كما فضل أن يبرر البعض، ولا يمكن أيضاً التعامل معه على أنه نتيجة متوقعة لفتاة غير محجبة أو لا ترتدى قُفة كما قال الشيخ المُلهم أبو وردة. إن كل هذه التبريرات ما هى إلا تغييب للعقول وإلهاء لها عن مربط الفرس الحقيقى، فهذه ليست حادثة الذبح الأولى التى نشهدها فى وضح النهار وأمام المارة فى الشارع، بل سبقها حادث ذبح لرجل فى الإسماعيلية، وليست هذه أول جريمة بشعة نتعامل معها فى مجتمعنا خلال السنوات القليلة الماضية، ولا علاقة لكل هذه الحوادث بالحب، أو الغيرة أو الشرف أو أى نوع من أنواع الخلافات البشرية اليومية، إنما السر يكمن فى الانتشار الشاسع للمخدرات وتحديداً المخدرات الكيميائية مثل الفودو والاستروكس وغيرها من أسماء ما أنزل الله بها من سلطان.

نحتاج إلى وقفة حقيقية وجادة ولا تقل فى المستوى عن الحرب التى أقامتها الدولة على الإرهاب، فتناول هذه النوعية من المخدرات تُذِهب تماماً بالعقول وتُغذى العقلية الإجرامية فى قلوب الناس، ولا تجعلهم قادرين على التمييز بين الخير والشر أو بين ما هو ممُكن وما هو مستحيل !