لحظة قتل المتهم لنيرة اشرف
لحظة قتل المتهم لنيرة اشرف


الشهامة في خطر.. لماذا سيطرت السلبية وباتت «اللقطة» أهم من الإنسان؟

ناجي أبو مغنم

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 09:56 م

 

المروءة والشهامة خصال اتصف بها المصريون منذ قديم الزمن، وعرفوا بها بين الشعوب، يغيثون الملهوف ويعينون من وقع في ضيق، ويقدمون يد العون لمن حل به كرب، حتى وإن كان لا يعرفه.


ولكن حدثت بعض الوقائع في الفترة الماضية شهدت بغير ذلك، فقد كانت السلبية عنوانها العريض، وعزف الناس عن التصرف بإيجابية كما هو معتاد، فلم يسعوا إلى أن يكون حائلا دون وقوع مشاكل أزهقت فيها أرواح.


قبل 48 ساعة مضت، شهد أحد الشوارع الرئيسية بمدينة المنصورة، أمام أحد بوابات الجامعة، حادث مأساويًا لن يغيب من الأذهان، حيث في هذا المكان العام الذي تطأه أقدام الآلاف يوميًا، من طلاب الجامعة وغيرهم.


فقد أقدم طالب على قتل زميلته جهارًا نهارًا أمام أعين المتوجهين للامتحانات، وغيرهم من عابري السبيل، حيث قام الجاني بقتل الفتاة أمام أعين المارة، ونحرها دون أن يتدخل أحد ليمنع وقوع الجريمة، وإنقاذ روحها.


ليتم تسليط الضوء على الأمر إعلاميًا، واجتماعيا معترضين على السلبية التي وصل لها حال الناس، الذين باتوا غير عازمين على منع وقوع الجرائم.


وقبل مرور بضعة أشهر، في الإسماعيلية، تعدى شاب على رجل كبير في قلب الشارع، واستل سكينًا من شنطة كان يحملها، وسدد له طعنات في أنحاء جسده الهزيل، منعته من الدفاع عن نفسه، وبعدما خارت قواه ووقع أرضًا، فصل رقبته عن جسده، وسار بها بين المارة، دون أن يحاول أحد التدخل لمنع وقوع الجريمة.


بل كان المارة، في وضع المتفرج، الذي يشاهد ويصور دون أن يتدخل محاولا إنقاذ الضحية من بين يدي المجرم، لتقع المصيبة الكبرى التي أفجعت المصريين، وراح الكثيرون ينددون بما وصل إليه الناس واختفاء الصفات المحمودة التي كان يتميز بها المصريون.

اقرأ أيضا|النيابة: طالبة المنصورة تلقت على هاتفها تهديدات بالقتل والذبح من المتهم

وهناك العديد من حالات الجرائم التي تقع في الشارع ولا تصل إلى وجود ضحايا مثل حالات التحرش أو التنمر على الآخرين، في الشارع ولا يتم التدخل لإثناء المجرم عن تنفيذ فعلته.
ومن ناحية أخرى، بات من يتصدى لمثل هذه الجرائم أمرًا نادر الحدوث ويتم اعتبار صاحبه قدم بطولة، في حين أنه أمر عادي وطبيعي وواجب على كل إنسان.


ولا يخفى على أحد بعض النماذج التي كان لها دور في منع وقوع الجرائم واحتفى بهم المجتمع وباتوا حديث السوشيال ميديا.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة أماني عبد الرحمن، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، أن التربية تغيرت ليعود الوالدين الطفل على أن ينشغل بنفسه فقط، ولا يتدخل في أي شيء آخر حتى وإن كان منع أذى عن الغير.
وأوضح أن التربية الجديدة يربى فيها الطفل على ألا يحشر نفسه في أي أزمات لا تخصه أو تعنيه، موضحة أن هذا أخفى العديد من الصفات والخصال الطيبة التي كان يتميز بها المصريون.


وأكدت أن السوشيال ميديا تسببت في اختفاء كثير من الصفات الإيجابية، ولا يضع نفسه مكان المكلوم أو صاحب المصيبة، ولكن يكتفي بدور المتفرج فقط.
ومن ناحية أخرى، قالت أسماء علاء الدين، استشاري الصحة النفسية، إن السوشيال ميديا زودت حالة اللامبالاة عند الناس، وقللت من التفاعل الشعوري، وزاد الإحساس بالأنانية، والأنانية التي أصبحت مرتفعة.


أن الحصول على اللقطة بات أهم من التدخل لإنقاذ الآخرين، وكل شخص بات مهتمًا بالحصول على المعلومة والسبق في نشرها، وكأن هذا إنجاز يسعى لتحقيقه، موضحة أن هذا بسبب التقدير الوهمي لصاحب المعلومة في حين أن التقدير الحقيقي لمن تعلو إنسانيته ويمنع وقوع الجريمة.


وأكدت أسماء علاء الدين، استشاري الصحة النفسية، أن نشر هذه الحوادث خطر لأنه يتسبب في اضطرابات نفسية وذعر وقلق وانتشار هذه الحوادث من خلال تقليدها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة