الدكتور إسماعيل عبد الرحمن
الدكتور إسماعيل عبد الرحمن


عالم أزهري: القتل في الإسلام من كبائر المعاصي وكثرته من علامات قيام الساعة

إيمان عبد الرحمن

الجمعة، 24 يونيو 2022 - 04:46 م

أكد الدكتور إسماعيل عبد الرحمن أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر ورئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط، أن جريمة قتل فتاة المحلة  بالمنصورة هذه الأيام  فجعت قلب كل إنسان أيا كان دينه أو فكره أو مذهبه وهذا الشعور أدنى درجات الإنسانية من فقده فقد فقدها، هذه الظاهرة نراها تتكرر في زماننا كما يصاحبها كثرة حالات الانتحار الأمر المحزن والمخيف والمؤثر سلبا في كيان الأسرة ومن ثم المجتمع ٠

أقرأ ايضا جامعة الأزهر تنفي شائعة بدء القبول بمدارس التمريض

وطالب عبدالرحمن عبر صفحته على الفيس بوك  جميع الجهات المعنية  في الدولة أن تدعم وتكثف جهودها في وضع السبل والآليات التي تضيق الخناق على هذه الجرائم، ومن هنا يأتي دور الأزهر الشريف الذي أكد وما زال يؤكد – وسيستمر بإذن الله تعالى –على حرمة قتل النفس للنفس (الانتحار) وقتل الغير مسلما كان أم غير مسلم  ,وأن حفظ النفس من الضروريات الخمسة التي أتت الشرائع السماوية لحفظها وهي : الدين والنفس والعقل والمال والعرض وقد قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات : أنها مراعاة في كل ملة أ.هـ .

وفي هذا المقام اذكر بعض الأدلة التي تحرم قتل النفس بغير حق ومنها : 

(1)قوله تعالى : { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ } [الأنعام: 151]

(2)قوله تعالى : { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [النساء:29]

(3)قوله تعالى :  { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }  (المائدة 32)

قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الزواجر عن اقتراف الكبائر : " وجعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس مبالغة في تعظيم أمر القتل الظلم وتفخيما لشأنه: أي كما أن قتل جميع الناس أمر عظيم القبح عند كل أحد فكذلك قتل الواحد يجب أن يكون كذلك، فالمراد مشاركتهما في أصل الاستعظام لا في قدره، إذ تشبيه أحد النظيرين بالآخر لا يقتضي مساواتهما من كل الوجوه أ.هـ " .

(4)حديث أنس بن مالك رضي الله عنه :عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال وشهادة الزور " ( البخاري) 

(5)حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما " ( البخاري )

(6) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا "  (مسلم والترمذي وأحمد) 

وأضاف الدكتور إسماعيل عبدالرحمن .. لم يحرم الإسلام قتل النفس فقط بل حرم التحريض على ذلك أو الاشتراك حتى ولو بالكلمة ، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله يوم القيامة مكتوب على جبهته آيس من رحمة الله " (ابن ماجه والنسائي والبيهقي)

كما أن ظاهرة كثرة القتل –للنفس وللغير- التي تفشت في زماننا  بصورة كبيرة تعد إنذارا وتنبيها عن قرب قيام الساعة فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه :  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا : وما الهرج يا رسول الله ؟  قال : القتل القتل "  (مسلم وأحمد)

فلنحرص جميعا على تربية أبنائنا تربية قويمة ونعلمهم مدى خطورة إتيان مثل هذه الجرائم أو التحريض عليها أو السكوت عنها وموقف الشريعة الإسلامية منها وجزاء من اقترفها في الدنيا والآخرة فكلنا راع وكل مسؤول عن رعيته . 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة