الجمعة، 24 يونيو 2022 - 09:10 م

  «كينو كونيا» واحدة من أكبر المكتبات فى الإمارات العربية، وجزءاً من سلسلة دولية مشهورة من اليابان مع تسعة وعشرين فرعاً منتشراً فى أبرز المدن العالمية، منها دبى وأبو ظبى المكانان اللذان أتيحت لى فرصة زيارتهما مؤخرا.

 هالنى ضخامة المكتبة التى تحتوى على مليون كتاب فى كل فروع المعرفة من كتب وروايات وقصص ودراسات بكل اللغات، توقفت طويلا أمام أرفف المكتبة المنظمة بالحروف الأبجدية المقسمة بأسماء أصحاب الأعمال الكاملة مثل طه حسين ونجيب محفوظ، وآخرون فى كل فنون المعرفة، لفت انتباهى كم الترجمات العالمية الحديثة إلى اللغة العربية، ولا أخفى سرا لقد قضيت أكثر من ثلاث ساعات كاملة فى تجوال بين الكتب وكأننى أرى أشهر العناوين المعروفة لأول مرة! لأناقة العرض، ووجود مساعدين فى كل جناح من أجنحة المكتبة لديهم الدراية بمحتوى الكتب التى يقفون بجوارها، لا يفرضون رأيهم فى اختياراتك، ولكنهم يقدمون مساعدتهم بالإجابة على أى سؤال حول محتوى الكتاب ومؤلفه، مما يسهل عليك الاختيار وتوفير الوقت.

 استغرقنى الوقت أمام ترجمات روايات وقصص كاتبى المفضل ستيفان زفايغ فاقتنيت رواية» أحذر من شفقة الحب» أحدث إصدارته المترجمة، واشتريت رواية انطوان اكزوبيري» الأمير الصغير» التى وجدتها فى طبعة جديدة رغم أن لدى أكثر من نسخة مختلفة الترجمة، فهى من أكثر الروايات التى ترجمت فى تاريخ الأدب العالمى إلى كل لغات العالم، بسبب أن اكزوبيرى -فى رأيي- قد عبر عن وجهة نظر الطفل بداخله وطرح علينا أسئلة الوجود الفلسفية حول الكون بمنتهى البساطة والعمق فى آن واحد. 

كم تمنيت فى هذه اللحظات أن يكون لدينا فرع من فروع هذه المكتبة، مثلما حلم بورخيس ذات يوم بوجودها فى العالم، فقد كان يرى أن جوهر الحقيقة يكمن فى الكتب.