عمر الحريري
عمر الحريري


عمر الحريري.. الطفل الوحيد الذي يذاع خبر ميلاده بالإذاعة‬

نسمة علاء

السبت، 25 يونيو 2022 - 09:55 ص

كانت السنوات الأولى من حياة «عمر الحريري» تشير إلى أن الموهبة تولد مع الإنسان ولا تكتسب، على الرغم أنه كان مفروضًا أن يكون أي شيء إلا أن يكون فنانًا.

 
فالحريري كما تم نشره في مجلة الإذاعة والتليفزيون في 21 أبريل 1962 ولد وفي فمه ملعقة من ذهب؛ حيث كان أبوه «محمد بك الحريري» صاحب محطة إذاعة أهلية، ولم يولد الحريري في بيت متواضع كآلاف البيوت المصرية وإنما ولد في قصر يضم عشرات الغرف وعددًا من الطوابق.

وفي أحضان الثراء تنفست طفولة «الحريري» أولى نسماتها، ولعله الطفل الوحيد الذي يذاع خبر ميلاده من ميكروفون الإذاعة من إحدى محطات الإذاعة الأهلية بحكم عمل أبيه.

اقرأ أيضا:في الستينيات.. «برطمان المخلل» موضوع رسالة دكتوراه‬ بمصر

 

وأذيع هذا الخبر في مساء 12 أبريل عام 1926، وبعد هذا التاريخ بأربعة أعوام دخل الطفل «عمر» مدرسة روضة الأطفال بقصر الدوبارة، وكان يعامل من زملائه معاملة الطفل المترف.

 

كان طبيعيًا أن تجعل هذه النشأة وهذه المعاملة من الطفل الصغير طفلاً خاملاً مدللاً كعشرات الأطفال من أبناء الأثرياء، لكن الطفل عمر كان يعيش مع نفسه لحظات متأملة كانت تشده إلى ما حوله، نظرات يثقب بها الأشياء وكأنه يريد أن يعرف شيئا فوق مستوى سنه وإدراكه.

 

وفي ذات الأيام التقط الطفل خيطًا يربط نفسه بلحظات التأمل والنظرات الثاقبة وعلامات الاستفهام، لقد صحبه أبوه في ذلك اليوم إلى مسرح «يوسف وهبي» واستغرق الطفل ليلتها في جو المسرحية وفي شخصية «أبو حجاج».

 

عندما عاد عمر إلى البيت لم ينم ظل مؤرق الجفنين طوال الليل، مشدودًا إلى ذلك الرجل العظيم الذي شاهده على المسرح، وعند الصباح كان لا يزال مبهورًا بليلة الأمس وتفاصيلها.

 

وعند الظهر انفجرت أحلام الطفل وتحولت إلى شيء، راح يجمع أصدقاءه من الأطفال ووزع عليهم الأدوار التي التقطتها عدسة ذهنه بالأمس، أما دور «يوسف بك» فقد اختص به لنفسه.

 

وبعد ذلك بقيت مشكلة واحدة المكان الذي يلعبون فيه هذه الأدوار، لابد أن يكون مكانًا عظيمًا كالمسرح الذي دخله، وبلا تردد دخل حجرة مكتب أبيه وراح الأطفال يمثلون، والطفل عمر يشخط وينطر ويحاول أن يكون عظيمًا.

 

وفجأة ذابت هذه العظمة وفوجيء «عمر» بأبيه يدخل عليهم حجرة المكتب، ومثلما يتوقف الشريط السينمائي فوق شاشة السينما توقفت الانفعالات فوق وجوه الأطفال وحتى على وجه الأب نفسه، وعلت الدهشة كل ملامحه، إنه يرى شيئًا جديدًا على ابنه لأول مرة، ووسط ذهول الأطفال الذي كان أكثرهم ذهولا هو ذهول عمر الحريري الابن، وفجأة أيضًا، تكلم الأب:

 

- أيه ده يا عمر ؟

بنمثل يا بابا

- بتمثل إيه ؟

بنمثل اللي أنا شفته امبارح مع حضرتك

- طيب يا عمر لما تحب تعمل أعمال زي دي أعملها بعيد عن أوضة مكتبي علشان فيه هنا أوراق مهمة، وجايز حد من الممثلين يقطع منها حاجة.

وقبل أن ينطق عمر بكلمة، سأله أبوه:

- أنت عضو بفرقة التمثيل بالمدرسة ؟

لا يا بابا

وفي صباح اليوم التالي ذهب الأب بنفسه مع الابن إلى المدرسة وألحقه بفرقي التمثيل بالمدرسة الابتدائية، ومنذ ذلك الحين وعمر الحريري يمثل في فريق المدرسة، وبعدها التحق بالمدرسة الإبراهيمية الثانوية، والتحق بفريق تمثيلها وزامل في الفريق صديقه وزميله «شكري سرحان» وكانت المنافسة بينهما على أشدها، وظلت المنافسة بينهما 4 سنوات حصلا في نهايتها معًا على شهادة الثقافة.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة