أول مدربة زومبا من فاقدي البصر
أول مدربة زومبا من فاقدي البصر


حكايات| أول مدربة «زومبا».. فراشة مصرية من فاقدي البصر

سارة شعبان

السبت، 25 يونيو 2022 - 10:24 ص

«خلي الإعاقة طاقة وانطلاقة».. كانت هذه نظرة نهى جمال أول مدربة زومبا من فاقدي البصر في مصر، عندما رفعت هذا الشعار لتحدي إعاقتها، منذ إصابتها بفقدان حاسة البصر.

نجحت «نهى» في تحويل إعاقتها إلى طاقة دون إحباط ولا توقف، وأصبحت من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر ثقة ومثابرة بفضل اهتمامها بمهارتها طوال سنوات حياتها، فضلاً عن ثقتها بقدراتها.

 

اقرأ ايضا:حكايات| تريكو بإبرة صيدلانية.. «هيام» وصلت للعالمية من غرفة بيتها 

عندما شعرت نهى جمال ابنة المنصورة بمحافظة الدقهلية بآلام حادة خلف رأسها، تحديداً من ناحية عينها اليمنى، تحولت حياتها رأساً على عقب، بعد أن فقدت بصرها، وعاشت رحلة طويلة من العلاج.

عانت ابنة المنصورة خلال تلك الرحلة الصعبة من التعب والألم وعمرها لا يتجاوز الـ11 عاماً، بعد إصابتها بالتهابات حادة في القزحية، ثم انتقل نفس الآم إلى عينها اليسرى بالإضافة إلى وجود رؤية منعدمة دون أي مقدمات «أشبه بالشبورة»، وظلت حالتها الصحية تتدهور عاما بعد عام حتى فقدت حاسة البصر تماما في سن الـ15 من عمرها.

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. انتقلت نهى إلى القاهرة لاستكمال رحلة علاجها، ثم السفر إلى الخارج بدولة ألمانيا، حيث خاضت الكثير من العمليات الجراحية، ولكن باءت محاولتها بالفشل.

تقول نهى جمال الطالبة، أول مدربة زومبا من فاقدي البصر لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنها استمرت في رحلة علاجها لمدة 5 أعوام دون جدوى، إلى أن فقدت بصرها تمامًا، ما أدى إلى إصابتها بحالة نفسية سيئة؛ تأخرت بسببها في الدراسة.

 

رقصات الزومبا

والزومبا هي إحدى أنواع الرقصات الشهيرة التي ترتبط بعلاج الإكتئاب، حيث تُعرف رياضة الزومبا بأنها أحد أنواع التمارين الرياضية الخاصة بتطوير اللياقة البدنية لممارسيها، وتقوم الزومبا على تحريك الشخص لجسده في حركات راقصة منها ما هو سريع ومنها ما هو بطيء، وفقاً لموسيقى يتم تشغيلها عند تأدية هذه الرقصات.

وعن احترافها لرياضة الزومبا، أضافت نهي الطالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة: «أن الأدوية التي أتلقاها كانت تحتوي على الكورتيزون، فازداد وزني بشكل كبير، لذا قررت والدتي أن أذهب إلى صالة رياضية حتى أفقد الوزن، فهي كانت الداعم الأول لي ولكني لم أتمكن من ممارسة رياضة الزومبا، نظرًا لأنها تعتمد على البصر بشكل كبير، وأنا فقط كنت استمع لموسيقى الجيم».

وتابعت نهى صاحبة ال 25 عاماً: « في البداية كان لدي صعوبة في تعليم رقصات الزومبا، وقررت أتدرب عليها شيئًا فشيئا دون يأس، إلى أن أصبحت أُصمم رقصات بنفسي فحسب، بل وتكون أفضل من الأصلية، وحينما ذهبت إلى الصالة بعد ذلك، اندهش الجميع بنجاحي في آداء الرقصات، حتى أصبحت مع الوقت مدربة لهم».

لم تكن إعاقة نهي عائقا أمام تحقيق أحلامها في التفوق والنجاح، وظلت تكافح رغبتاً في استكمال مسيرتها التعليمية وحصولها على الليسانس ، فكانت تستخدم البرنامج الناطقة ، حتى تساعدها على التصفح عبر مواقع التواصل الاجتماعي فحسب ، بل كانت تستخدم طريقة برايل لمتابعة مذاكرتها ومحاضراتها، ورغم كل ذلك إلا إنها تفوقت وأصبحت من أوائل دفعتها بالكلية.

ولحبها الشديد للفن والموسيقى، كانت تحضر حفلات قصر الثقافة بالمنصورة بشكل مستمر ، حتى قررت أن تتعلم العزف على آلة الأورج، وفي غضون 6 أشهر احترفت العزف عليه، وأصبحت تشارك في العديد من الحفلات والمسابقات، التي حصدت خلالهم على المراكز الأولى.

تقول نهى جمال: « إن من الأشياء المحببة إلى قلبي هي سماع الموسيقى، لذا قررت أن أبدأ في عزف آلة الأورج، وقدرت أعزف حتى الألحان الصعبة وتفوقت فيها».

واختتمت نهى حديثها قائلة: «أتمنى أن يكون لدي صالة ألعاب رياضية خاصة بي في المستقبل، وأصبح دكتورة في الجامعة وأطور نفسي أكثر في الموسيقى وأفعل شيء يؤثر في كل كبير وصغير ».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة