د. هشام ماجد الطبيب النفسي
د. هشام ماجد الطبيب النفسي


طبيب نفسي.. 20 مرضا نفسيا تطارد "أطفال الطلاق"

أخبار الحوادث

السبت، 25 يونيو 2022 - 04:39 م

حوار: مصطفى منير

◄ 60% من الأحداث الموجودين بالمؤسسات العقابية تربوا بدون أب

 

مشاكل الأسرة لا تنتهي عند الطلاق، بل تبدأ مشاكل أكبر وتمتد كالنيران التى تأكل كل شيء أمامها.. يبدأ صراع بين الأب والأم والذي يدفع الثمن في النهاية «الطفل»، كل منهم يحاول استغلاله من أجل تعذيب الآخر.. يحاول إثبات السيطرة والقدرة على حرمان الطرف الآخر من رؤية فلذة كبده.. لا يدركون أن هناك مخاطر نفسية كثيرة تنتظر الطفل الصغير.. لا يدركون أن نتاج مشروع الزوجية فى خطر حقيقي.. لا يلتفتون لمأساة نفسية حقيقية يعيشها الصغير ولكنه لا يستطيع التعبير.. أسئلة كثيرة حول الحالة النفسية لأطفال الطلاق، والحل الأمثل لتجنب الأضرار النفسية التى تلاحق الطفل، وروشتة نفسية لتجنب حالات الطلاق المبكر، نتعرف عليها من خلال الحوار مع د. هشام ماجد الطبيب النفسي.

 

ما مدي الأضرار النفسية التى تقع على «طفل الطلاق» الذي يعيش مع عائل وحيد سواء كان «الاب أو الأم»؟

فى البداية يجب أن يعلم الجميع أن طفل الطلاق يطارده أكثر من 20 اضطرابًا نفسيًا أبرزهم االقلق والتوتر والاكئتابب وهم معرضون عن غيرهم بثلاثة أضعاف، فالطفل كالطير لابد أن يكون بجناحين كي يمارس حياته بشكل طبيعي، و الأب و الأم هما جناحي الطفل، فهو يعيش كطير بجناح واحد فقط، وأكبر دليل على ما أقوله أن 60 % من الأطفال الموجودين بالمؤسسات العقابية بسبب تعاطي المواد المخدرة، أو جرائم ارتكبت وسلوك إجرامي والسبب أنهم عاشوا بدون تربية أبويه.

 

ما هو التفسير النفسي لحالات الطلاق المبكر وخصوصًا فى حالات الزواج التي يسبقه قصة حب؟

لابد من الفحص النفسي للمقبلين على الزواج، فللأسف هناك من لا يمتلك الكفاءة النفسية للزواج، فلابد من سؤال قبل الزواج وهو دور الفحص النفسي، اهل الطرفان بيكملوا بعض.. فاهمين بعض.. عارفين نقاط القوة والضعف فى شخصية كل واحد فيهم ومتقبلها ولا لأ.. هل هناك اضطراب نفسي لدي الطرفين ولا لأب تلك الأسئلة لابد من أن يتم الاجابة عليها قبل الاقبال على الزواج وتكوين أسرة.

 

فالاضطراب النفسي مرض غير واضح ولابد من معرفته قبل الزواج، وإن تم التأكد من أن هناك طرفًا يعاني من اضطراب نفسي فهل يقبل الطرف الآخر؟.. وهل الاضطراب خطير وقد يؤثر أم لا؟.. فهناك اضطرابات الشك قد تتسبب فى مشاكل كثيرة وقد تصل للأسف لجرائم بشعة.. وما لا يعلمه الكثير أن الاضطرابات النفسية إن وجدت لدى الطرفين فبنسبة كبيرة جدا سيتوارثها الابناء وهنا لا يفضل الارتباط لحماية أجيال قادمة.. وهنا أطالب المشرعين بالعمل لوضع تشريع لضرورة الحالة النفسية للمقبلين على الزواج ضمن أوراق إتمام الزواج وتكون على يد متخصصين ويتضمن السلامة النفسية للمقبلين على الزواج.

 

ومن وجهة نظري نحن فى حاجة لمشروع لحل الخلافات الزوجية، وهنا تتواجد الاستشارة النفسية للمقبلين على الطلاق، يكون هدفها الفصل بين الزوجين كما يحدث فى دول كثيرة، فهناك العديد من الاسباب التافهة تتسبب فى النهاية لخراب البيوت، وهنا يأتي دور الطبيب النفسي في العمل على تقريب وجهات النظر والوصول لحل دون الطلاق.. فهناك حالات طلاق سببها العناد فقط.

 

فى حالات الطلاق.. كيف نتجنب الاضرار النفسية التى تطارد الأطفال؟

لابد من تعديل قانون الاحوال الشخصية، وعمل برنامج للحضانة والرعاية المشتركة للطفل.. فهناك حالات كثيرة الحل الامثل فيها هو الانفصال لصالح الطفل، وهنا يجب على الطرفين أن يتحملا المسئولية لرعاية الطفل، وليس لطرف على حساب طرف آخر، ويكون عن طريق المعايشة والاستضافة للطرف الآخر بحيث تكون رعاية وتربية مشتركة للطفل، ولكن بشرط ألا يؤثر هذا على انشطة الطفل سواء كان نشاطا اجتماعيًا أو رياضيًا.

 

هل يحتاج الطفل والاب والام المنفصلين للعرض على طبيب نفسي كل فترة لضمان الحالة النفسية الجيدة للطفل؟

مؤكد.. لابد من إعادة تقيم كل 5 سنوات أو أقل لو سمح بذلك من خلال لجنة تضم ااخصائي نفسي و اجتماعيب لكل الأطراف، سواء الطرف الحاضن أو الطرف غير الحاضن والطفل، وكتابة مذكرة شاملة للحالة سواء بالاستمرار على نفس الوضع أو التغير، وكل هذا لصالح الطفل.

 

نحن بصدد تعديل قانون الاحوال الشخصية.. ما هو الترتيب الامثل لحضانة الطفل بعد الانفصال؟

الحياة الزوجية عبارة عن أب وأم وطفل امشروعب، فطرفا المشروع هو الأب والأم، وفى حالة الطلاق فالطفل يكون فى حضانة الأم ويأتي بعدها مباشرة الأب وليس أي شخص أخر، فالمشروع كان اأب وأمب فقط، فالطفل فى فترته الأولى فى الحياة يحتاج الأم وفي المرحلة الثانية يحتاج الأب.. وأعتقد أن سن الحضانة للأم يبدأ من 7 سنوات إلى 12 عاما، و خصوصًا أن فى فترة المراهقة يحتاج الابن الحزم وهنا يأتي دور الأب، وللأسف هناك استغلال سيئ للطفل لتصفية الحسابات أو الانتقام من الطرف الآخر فى حالة الطلاق، وهناك أشخاص يعانون من حب التملك ويشعرون أن الطفل ملكية خاصة.

 

هل لدينا ثقافة نفسية في مجتمعنا أم مازلنا نعاني من وصمة العار للمرض النفسي؟

للأسف نعاني من جهل حول الثقافة النفسية، ولا يوجد الوعي الكافي للتعامل أو اكتشاف الاضطراب النفسي المبكر لدي الأطفال، فلا يوجد داخل المدرسة من يلاحظ الحالة النفسية للطفل لتنبيه الاسرة للمتابعة النفسية، وإن وجدت فللأسف هناك آباء وأمهات يرفضون تواجد الطفل داخل عيادة طبيب نفسي بسبب التفكير الرجعي حول وصمة العار التى ستلاحقه، وإن ذهبوا نعاني من مشكلة كبيرة وهو عدم تقبل الأسرة أن يبدأ الطفل فى علاج نفسي أو الانتظام فى العلاج وبحكم تواجدي فى العيادة لدي صعوبة شديدة لإقناع الاب أو الام أن يأخذ الطفل العلاج ويتوقع الأب أو الأم أن الدواء سيضر الطفل وهذا غير صحيح، وللأسف الاستمرار فى تجاهل المرض النفسي سيجعل الطفل عبأ على المجتمع وكل من حوله.. لذلك لابد من العمل على زيادة الوعي والثقافة النفسية لدي الأسر فكلما اكتشفنا المرض فى مرحلة أولية كان العلاج سهلًا وبسيطًا ونتائجه مؤكده.

 

ما الذي نحتاجه من تعديل قانون الأحوال الشخصية لضمان حالة نفسية جيدة للطفل؟

لابد من كشف نفسي للمقبلين على الزواج، كما إنه لابد من مرونة فى القانون فأسباب الطلاق والحالات الاجتماعية ليست واحدة، ولابد من تعديل والعمل على حل مشكلة الرؤية فالاستضافة حل مناسب لجميع الأطراف، فالتربية لابد أن تكون مشتركة، فالانفصال لا يعني جهل أحد الأطرف بتفاصيل الطفل، كما إن سن الحضانة لابد من مراعاة أن فترة المراهقة تحتاج وجود الأب أكثر من الأم.

 

فالاب الأرمل لا ذنب له فى الدنيا سوي أن زوجته توفيت، هنا بالقانون الموجود ينتقل أطفاله لجدتهم وكأنه لا وجود له، فهناك علامات استفهام لابد من حلها فى تعديل القانون، وفى قضايا الخلع لابد من أسباب مقنعه ولابد من النقض على الحكم فأحياناً تكون الأم هي السبب والاب مكبل بأمر القانون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة