الجماعات الجهادية
الجماعات الجهادية


يكشف عن الإستراتيجية الجديدة لتنظيم داعش

أكبر مركز بحثي في أوروبا يحذر من خطورة «الجماعات الجهادية والإخوان»

أخبار الحوادث

السبت، 25 يونيو 2022 - 04:44 م

كتب: مي السيد

رغم ابتعاد عمليات مكافحة الإرهاب فى أوروبا عن الساحة بسبب طفو الحرب الروسية على أوكرانيا على السطح، خاصة بين السياسيين الأوروبيين والحكومات على حد سواء، إلا أنه على مستوى المراكز البحثية والاستخبارات مازالت محاولات مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله تسير على قدم وساق.

أكبر مركز بحثى في أوروبا حول الإرهاب «المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات» والذى يتعاون مع الاستخبارات الأوروبية، عاد ودق ناقوس الخطر من جديد حول استمرار خطورة الإرهاب على أوروبا، بأشكاله الرئيسية المتمثلة فى الجماعات الجهادية والإخوان، هذه المرة أضافوا اليمين المتطرف كواحد من المكونات التى تمثل خطرًا كبيرًا على المجتمعات الأوروبية حال صعودهم للحكم وذلك من خلال كتاب بحثى جديد بعنوان  «منابع الإرهاب فى أوروبا.. الإسلام السياسى.. الجهاديون.. اليمين المتطرف»، ويتناول الكتاب البحثى مصادر الإرهاب فى أوروبا من الداخل بداية من الجماعات الجهادية، كاشفا عن معلومات وبيانات استقصائية حول مقراتها وقياداتها وأنشطتها وكل ما يتعلق من وسائل وأساليب عمل هذه الجماعات وكذلك حجم تنظيماتها داخل أوروبا، وخاصة داعش التى رغم اختفائها بشكل كبير إلا أنها مازالت متواجدة .

 

أكد المركز الأوروبى لدراسات الإرهاب أن تنظيم داعش طور من طرق التمويل وابتكر مصادر خاصة لتمويل عملياته الإرهابية. فعلى سبيل المثال لا تزال هناك تدفقات مالية إلى المخيمات التى تحتوى على مقاتلى داعش وعائلاتهم خارج المخيمات التى يتم تسليمها بعد ذلك إلى التنظيم، ومازال التنظيم يمتلك أصولا كبيرة جدا والتى تحتاج إلى بعض الإطار التنظيمى الدولى لضمان مراقبة وتجميد هذه الأصول.

تسمح التحويلات المالية لتنظيم داعش بدفع أنشطة بتوفير ملاذات آمنة وبناء شبكة من المعسكرات التدريبية للمقاتلين الأجانب، كذلك يتم من خلالها دفع رواتب مقاتلى التنظيم والهجمات الإرهابية. ويتم دفع ثمنها من خلال الأنشطة غير القانونية التى أصبحت «أكثر تعقيدًا»، ومن المرجح أن يصبح نظام الحوالة النقدى هو وسيلة داعش فى خراسان لنقل الأموال فى جميع أنحاء العالم.

تمويل بريطانى

وكشف الكتاب عن عدد من الأساليب التى يتبعها التنظيم الآن ليمول أعضاءه فى كافة أنحاء العالم، وذلك ضمن استراتيجياته للعودة والتمدد مرة أخرى كان من أبرزها استغلال برنامج القروض الميسرة الذى وضعته الحكومة البريطانية لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة التى تأثرت بأزمة كورونا.

استطاع تنظيم داعش من خلال ذلك البرنامج البريطانى خلال عام 2021 أن يتمكن من اللستحواذ على ملايين الجنيهات الاسترلينية، وتمكن من إرسالها لفروعه فى سوريا والعراق، وخاصة مخيمات النازحين والتى استخدم بعضها لدفع تكاليف تهريب الأطفال من المخيمات وتسليمهم إلى مقاتلى داعش الأجانب كمجندين محتملين .

أكد المركز الأوروبي أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، تمكن من اكتشاف حيلة جديدة للتنظيم من أجل الحصول على الأموال وذلك من خلال شبكة من الميسرين الماليين تابعين للتنظيم فى العراق وسوريا يعملون في جميع أنحاء إندونيسيا وسوريا وتركيا، حيث يتم إرسال الأموال بصورة منتظمة لكافة أعضائه فى إفريقيا وآسيا.

أنشطة إجرامية

شدد المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات على أن التنظيم لا يزال يمتلك أصولا تصل قيمتها إلى نحو 300 مليون دولار، كاشفًا عن أن مصادر تمويل داعش تأتى من الأنشطة الإجرامية بما فى ذلك جرائم الخطف وتهريب المخدرات في المنطقة وأيضا تهريب البشر إلى أوروبا بالإضافة إلى عمليات تهريب وبيع الآثار العراقية أو السورية المنهوبة.

ومن أخطر ما كشفه المركز الأوروبى قيام التنظيم بإتباع أسلوب جديد، وقيامه بدخول عالم التكنولوجيا من أوسع أبوابها من أجل إخفاء الأموال عن أعين الحكومات الأوروبية والأمريكية، حيث أكدت أن التنظيم انخرط فى سوق العملات المشفرة من أجل تفادى الملاحقة الدولية وأيضا لإيجاد مجال جديد لنقل وتبيض الأموال.

ومن ضمن محاولاته الجديدة للعودة كما يقول المركز الأوروبى، استحدث تنظيم داعش نظاما غير رسمى لتحويل الأموال إلى جهات الاتصال الشخصية مثل منظومة «ويسترن يونيون» الرائدة فى إرسال الأموال إلى أى مكان فى العالم، مؤكدة أنه خلال ذروة قوة التنظيم عام 2014، قدر خبراء قيمة أصوله بما يتجاوز مليارى دولار، وذلك بسبب الأموال التى صادرها التنظيم فى المناطق الخاضعة لسيطرته بالإضافة إلى مبيعاته للموارد الطبيعية والأموال التى حصل عليها من فرض الضرائب والأنشطة الإجرامية، وهو ما جعل منه أغنى منظمة إرهابية فى العالم». 

جمع التبرعات

أكد الكتاب البحثى أيضا أن التنظيم يلعب في جنوب إفريقيا دورًا فى تسهيل تحويل الأموال من أعلى التسلسل الهرمى لداعش إلى الفروع فى جميع أنحاء إفريقيا، لافتًا أن أولئك الذين تم تحديدهم قدموا الدعم المالى أو خدموا كقادة لخلايا داعش فى جنوب إفريقيا، حيث تعتمد فروع داعش فى إفريقيا على مخططات جمع التبرعات المحلية مثل السرقة وابتزاز السكان المحليين والاختطاف للحصول على فدية بالإضافة إلى الدعم المالى من التسلسل الهرمى لداعش، كما يزداد تنظيم داعش قوة من خلال استخدامه للعاج غير المشروع وتجارة السكر غير المشروعة لتمويل الإرهابيين فى شرق إفريقيا.

ورغم انزواء التنظيم فعليا فى سوريا والعراق، إلا أنه مازال قادرًا على جنى الملايين شهريًا وذلك من فرض إتاوات على المستثمرين فى حقول النفط فى شمال شرق سوريا، وأصحاب المصانع والمحلات التجارية فى العراق، كأحد مصادر دخله الأساسية، بعد فقدانه مناطق سيطرته على الأراضى في هاتين الدولتين.

يقول المركز؛ إن الأمم المتحدة اقتربت من العثور على صندوق حرب لداعش بقيمة 50 مليون دولار بعد الكشف عن خيوط  النظام المالى للتنظيم والكشف عن القسم الأساسى المسؤول عن جمع ثروته وتخزينها وإدارتها ونقلها، وكشف خط التحقيق أيضا أن شبكة من كبار قادة داعش عملت أيضا كممولين موثوق بهم، وتحويل الثروة المتولدة من خلال أعمال النهب، واستهداف مجموعة من الأقليات العرقية والدينية فى جميع أنحاء العراق من خلال سرقة الممتلكات.

الأغنام والماشية

يشن التنظيم حملة ضد الرعاة فى شمال سوريا حيث تجمع خلاياه الأموال عن طريق سرقة آلاف الأغنام، حيث ينخرط فى عملية تهريب «سهلة ومربحة» لأنها تتطلع إلى مصادر تمويل أخرى بخلاف النفط الذى مول التنظيم، ويتم بيع الأغنام التى سرقت من السكان المحليين فى أسواق الماشية الحية من قبل مقاتلين متنكرين فى شكل رعاة.

وقال المركز الأوروبى لدراسات الإرهاب؛ أن أكبر ضربة للتنظيم كانت منذ عدة أشهر عندما عثرت السلطات العراقية على أموال طائلة وذهب وفضة بين أنقاض الحرب فى الموصل، كان استولى عليها التنظيم خلال فترة سيطرته على مدينة الموصل خبأها ودفنها فى أحد الدور السكنية فى المنطقة القديمة والذى يعرف بديوان المالية.

وكشف المركز عن حجم المبالغ التى تم ضبطها منها 15 مليون دولار أمريكي و17 مليون دينار عراقى و15 كجم من الفضة ونحو نصف كيلو من القطع الذهبية على شكل عملة نقدية، و256 غرام مواد معدنية مجهولة النوع و 17.5 كغم سبائك من الفضة.

إجراءات أوروبية

قرر المجلس الأوروبى إضافة مجموعتين وشخصين مرتبطين بالقاعدة وداعش الناشطين فى أفغانستان والمنطقة المجاورة إلى نظام عقوبات الإتحاد الأوروبى حيث يتورط الأفراد والكيانات الخاضعون للعقوبات فى تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية فى أفغانستان والدول المجاورة لها، وتخضع مجموعة من 8 أفراد الآن لحظر السفر وتجميد الأصول، وكيانان لتجميد الأصول.

 بالإضافة إلى ذلك سيتم منع الأشخاص والكيانات فى الاتحاد الأوروبى من إتاحة الأموال للأفراد والكيانات المدرجة فى القائمة، كما وافقت الدول الأعضاء فى الإتحاد الأوروبى على فرض عقوبات تتعلق بالإرهاب ضد جماعة «حراس الدين» التابعة لتنظيم «القاعدة» واثنين من قادتها، وزعيمها، حيث تورطت الجماعة فى التخطيط لعمليات إرهابية تحت مظلة القاعدة وإقامة معسكرات تدريب فى سوريا، وضمت الجماعة عددا من الأوروبيين فى صفوف مقاتليه.

الإسلام السياسى

سلط الكتاب البحثى الضوء على مخاطر الإسلام السياسى فى أوروبا، وعلى الإجراءات والتشريعات التى أصدرتها دول أوروبا والاتحاد الأوروبى للحد من مخاطر الإسلام السياسى جماعة الإخوان وحزب الله، واعتبر عام 2021، هو عام تراجع الإسلام السياسى فى أوروبا وكذلك دوليًا، ويعود ذلك إلى «صحوة» أوروبية إلى مخاطر الإسلام السياسى التى وصفتها أجهزة الإستخبارات بأنها أكثر خطورة من تنظيم داعش والقاعدة.

تناول الكتاب خارطة اليمين المتطرف، وأبرز التيارات والأحزاب الشعبوية، ومخاطره التى باتت موازية إلى الجماعات «الجهادية» وكذلك الإخوان المسلمين والإسلام السياسى، كما شخص الكتاب خطورة اليمين المتطرف، من خلال وجوده فى النسيج الاجتماعى والسياسى فى أوروبا، وحصل في الغالب على «الشرعنة» من خلال وجوده فى مؤسسات حكومية ومنظمات إلى جانب التنظيمات السرية التى تدعو إلى الدولة القومية والتمركز  خلف الحدود.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة