د.عماد الدين عدلى خلال حواره مع «الأخبار»
د.عماد الدين عدلى خلال حواره مع «الأخبار»


يستهدف جمع ١٠٠ مليار دولار لمساعدة الدول الأفريقية

رئيس المنتدى المصرى للتنمية المستدامة : قمة المناخ تعكس دور مصر الإقليمى

حسن بركة- إبراهيم عودة

السبت، 25 يونيو 2022 - 05:45 م

ميثاق شرف دولى وإقليمى  لحماية الأرض للأجيال القادمة

القمة هدفها إعادة الحيوية لاتفاق «باريس» لإلزام الدول الكبرى بخفض الانبعاثات الضارة
 

أكد د. عماد الدين عدلى  رئيس المنتدى المصرى للتنمية المستدامة أن المجتمع المدنى المصرى سيظل عاملا فاعلا فى تحقيق التنمية ويبقى دائما شريكا قويا فى مواجهة تحديات تغير المناخ..

وقال فى حواره لـــ «د.عماد الدين عدلى خلال حواره مع «الأخبار»» إن استضافة مصر لقمة المناخ المقبلة 2022 فى شرم الشيخ تكتسب أهمية كبرى، حيث تمثل مصر القارة الأفريقية، وكان لا بد من عقد قمة المناخ فى دولة أفريقية، مضيفا أن مصر كانت هى المرشحة من قارة أفريقيا وهو تشريف لمصر وإعلاء للدور الإقليمى الذى تلعبه مصر وقدرتها على التنظيم لمثل هذا الحدث الكبير..

وقال إن منظمات المجتمع المدنى فى مصر والعالم العربى وافريقيا ومنطقة البحر المتوسط بل والعالم أجمع قد بدأت فى التحرك بصورة قوية منذ أن التفت العالم لهذه المشكلة وتحديدا فى فترة التحضير لقمة الأرض «مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية» الذى عقد فى ريو دى جانيرو  1992، وكانت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» والتى تم تأسيسها فى عام 1990 أول من نظم فى المنطقة العربية برنامجا تدريبيا للشباب حول التغيرات المناخية مع التركيز على أهمية الطاقات المتجددة.

وقد لعب المجتمع المدنى فى مصر أدوارا قوية وفاعلة فى التصدى لمشكلة التغيرات المناخية بدءا من نشر ورفع الوعى بين القطاعات المجتمعية المختلفة بأسباب المشكلة، وطرق مواجهتها، والاستعداد لمواجهتها بما يحقق المرونة الكافية للمجتمعات المحلية وخاصة تلك المتوقع تعرضها للآثار السلبية للتغيرات المناخية.
 

كيف استعدت الجمعيات الأهلية للعمل المناخى؟

سعت الجمعيات الأهلية فى مصر أيضا الى دمج كل الأطراف فى (العمل المناخى)، وذلك من خلال تفعيل النقاش المجتمعى حول المشكلة والمشاركة بفاعلية فى صياغة القرارات والمواقف الوطنية وتكثيف حملات الدعوة والتأييد لصياغة موقف وطنى موحد فى صياغة السياسات الوطنية الهادفة لمواجهة المشكلة، هذا بالاضافة الى تنفيذ العديد من المشروعات الميدانية الاسترشادية التى تطبق عمليا بعض آليات التخفيف وأيضا التكيف، مثل مشروع نشر ثقافة استخدام الدراجات لتقليل استخدام المركبات المستخدمة للوقود الأحفورى، ومشروعات تحسين كفاءة استخدام الطاقة، وأيضا ترشيد استخدام المياه، وحماية التنوع الحيوى، وغيرها من المشروعات الاسترشادية التى تسعى جميعها لمواجهة مشكلة التغيرات المناخية تخفيفا أو تكيفا.. وقد تزامن مع تنفيذ هذه المشروعات عقد دورات تدريبية لبناء القدرات للقطاعات المجتمعية المختلفة وفى مقدمتهم الشباب بصفة عامة وشباب الجامعات بصفة خاصة، وكذلك قطاع المرأة بما تمثله من حجر زاوية فى مواجهة هذه المشكلة من خلال ادارتها الفاعلة للعديد من الموارد البيئية المختلفة فى منزلها والمحيط الذى تؤثر فيه.

ما أهمية قمة المناخ بشرم الشيخCOP27؟

المتابع لقمم المناخ المختلفة منذ بدايتها قبل نحو 27 عاما والتى عقدت بصورة دورية كل عام، سيجد أن تلك القمم لم تحقق أهدافها حتى قمة باريس التى عقدت عام 2015 فى الوصول الى اتفاق عالمى حول حتمية خفض الانبعاثات الضارة المتسببة فى ارتفاع درجة حرارة الأرض ومن ثم وقف الآثار الضارة على العالم أجمع..

حتى جاءت قمة باريس لتمثل طوق نجاة للبشرية بالاتفاق على خفض الانبعاثات الضارة بما لايسمح لدرجة حرارة الأرض أن ترتفع بأكثر من درجة ونصف فقط.

ومن هنا تنبع أهمية قمة شرم الشيخ المناخية لإعادة الحيوية لاتفاق باريس وإلزام الدول الكبرى المتسببة فى هذه المشكلة فى الأساس من الإسراع بنسب أعلى فى تخفيض انبعاثاتها الضارة لتحقيق هدف عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من درجة ونصف فقط، وتحمل مسئولية الخسائر والأضرار، وكذلك إيجاد آلية عملية وفعالة للتمويل المناخى، مع تسهيل برامج نقل وتوطين التكنولوجيا.. علاوة على محاولة القمة تفعيل ما تم الاتفاق عليه فى باريس من دعم صندوق المناخ الأخضر الذى كان من المزمع أن يجمع كل عام مائة مليار دولار لمساعدة الدول النامية خاصة الافريقية على عمليات التكيف مع مشكلة التغيرات المناخية لدرء المخاطر الحادثة والمتوقعة على هذه الدول المتأثرة بشدة، والتى لم تتسبب فى هذه المشكلة فى الأساس، وكان من المفترض أن تسارع الدول الصناعية الكبرى التى تسببت فى المشكلة فى تمويل هذا الصندوق وهو الشىء الذى لم يحدث حتى الآن.

وهنا يضغط المجتمع المدنى المصرى والعربى والافريقى والمتوسطى والعالمى لتحقيق هذه الغايات وذلك من خلال المشاركة فى كل العمليات التحضيرية والحوارات والمناقشات الوطنية والإقليمية والدولية التى يشهدها العالم حاليا استعدادا للقمة المرتقبة.

ما أهمية دور المجتمع المدنى فى تعظيم نتائج القمة؟

لذا يكتسب دور المجتمع المدنى أهمية متزايدة لتعظيم نتائج هذه القمة قبل وأثناء وبعد انعقادها خاصة أن مصر تنظم هذه القمة بالنيابة عن قارة افريقيا كلها، ويأتى ذلك من خلال تفعيل الحوار بين كل الأطراف المعنية بالقضية، وكذلك نشر الوعى بالأساليب البسيطة التى يمكن أن يلعبها المواطن فى مجالى التخفيف والتكيف، هذا قبل انعقاد القمة، وأثناء القمة يكتسب دور المجتمع المدنى أهمية متزايدة، وخاصة من خلال تفعيل الحوار مع منظمات المجتمع المدنى العالمى، وكذلك تعريف القطاعات الجماهيرية المختلفة بالتجارب الناجحة فى مجالات التخفيف والتكيف، وأيضا المشاركة مع الدولة فى تسيير عمليات التنظيم قبل وأثناء انعقاد القمة ليأتى تنظيما ناجحا أمام كل دول العالم المشاركة فى القمة.

قمة المناخ

ما المبادرة التى أطلقتها جمعية المكتب العربى للشباب والبيئة؟

ونظرا لانعقاد القمة السابعة والعشرين للمناخ على أرض مصر كان لزاما على المجتمع المدنى المصرى أن تكون حركته أكثر قوة وتأثيرا، ومن هنا جاءت مثلا مبادرة جمعية المكتب العربى للشباب والبيئة وهى واحدة من اقدم منظمات المجتمع المدنى المصرى والعربى والافريقى، حينما اطلقت مبادرة (بلدنا تستضيف قمة المناخ 27) بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» والمنتدى المصرى للتنمية المستدامة وبرنامج المنح الصغيرة - مصر وهى مبادرة شعبية تهدف اساسا إلى حشد الجهود الوطنية نحو الإستعداد الأمثل لهذا الحدث العالمى الهام. و تهدف ايضا هذه المبادرة إلى إنشاء روابط وثيقة وخلق حوار بناء على المستويين المحلى والوطنى بين الشركاء والأطراف المعنية من اجل رصد أهم قضايا وتحديات تغير المناخ على مستوى كل محافظة، مع اقتراح رؤى وخطط مستقبلية لمواجهة تلك القضايا، وتحفيز وتفعيل دور المشاركة المجتمعية للمؤسسات المعنية وذات الصلة والأفراد للتحضير الجيد لقمة المناخ 27، بالإضافة إلى بناء البنية المعرفية بأهم المحاور والقضايا التى ستركز عليها مصر خلال القمة فى ضوء توصيات القمة السابقة مثل: التكيف مع التغييرات المناخية-التخفيف - تمويل المناخ - الأضرار والخسائر - وغيرها، مع العمل على تأهيل القطاعات المتخصصة المختلفة كفئات الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدنى من اجل التحضير الجيد لقمة المناخ والمشاركة فى فعالياتها من خلال الأحداث الجانبية والمعرض، وأخيرا العمل على تيسير الإجراءات اللوجيستية والتنظيمية للمشاركين فى المؤتمر.

منصات محلية

تتضمن المبادرة إطلاق منصات محلية فى مختلف المحافظات المصرية، تضم ممثلى الجهات الشريكة مثل الوزارات والهيئات المعنية ذات الصلة فى مقدمتها وزارات (التضامن الاجتماعى-البيئة-التخطيط والتنمية الاقتصادية - الشباب-الزراعة واستصلاح الأراضى - الموارد المائية والرى - الكهرباء والطاقة المتجددة - التربية والتعليم - النقل والمواصلات)، وإدارات شئون البيئة بالمحافظات، إلى جانب الكيانات الدينية (الأزهر الشريف - أسقفية الخدمات)، والجامعات (الحكومية - الخاصة-الأهلية)، بجانب عدد من الجهات الأكاديمية مثل معهد التخطيط القومى، والمعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة، والمراكز العلمية والبحثية، وكذا المجالس القومية المتخصصة، المجالس التشريعية، الهيئة العامة للاستعلامات، الخبراء والأكاديميين المتخصصين، قاعدة الجمعيات الأهلية، الاتحاد العام للكشافة، المدارس الدولية والخاصة..

وقد خرجت الاجتماعات التى عقدتها المنصات المحلية فى مختلف المحافظات بعدد من خطط العمل المحلية التى تتضمن مجموعة من الأنشطة يتم تنفيذها لتحقيق أهداف المبادرة. هذا وقد تم عرض ومناقضة تلك الخطط أثناء جلسة استماع وحلقة نقاش موسعة عقدت بمؤسسة الأهرام بحضور معالى وزيرة التضامن الاجتماعى، راعية المبادرة، ووزارة الخارجية، وشرفت بمشاركة ا.د محمود محيى الدين «رائد» المناخ افتراضيا، ولفيف من السادة الخبراء الوطنيين، إلى جانب ما يزيد على 500 مشارك ومشاركة من ممثلى الجهات المعنية من مختلف المحافظات المصرية.

وقد عرض محيى الدين فى مداخلته ملامح خارطة الطريق وأكد أن مصر والدول الأفريقية تدفع ثمن مشاكل لدول أخرى. كما ألقى الضوء على جهود مصر، حيث إن الرئاسة المصرية لقمة المناخ تؤكد البعد التطبيقى والعملى لتحقيق الفائدة، وأن مصر تسعى لشراكات مع كل المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدنى والاعلام وبيوت المال والخبرة الدولية وغيرها لكى يتم تنفيذ برامج تتعلق بمشروعات المناخ والتى تحتاج إلى استثمارات وتمويل دولى.. وفى إطار المبادرة أيضا تم إطلاق شبكة «إعلاميون من أجل المناخ» وتضم أكثر من 40 صحفيا وإعلاميا من المهتمين بالشأن البيئى ومن أهم أهدافها دعم المبادرة وأنشطتها من خلال الترويج لها من خلال وسائل الاعلام المختلفة، وكذلك توحيد الجهود الإعلامية للتوعية بأهمية المؤتمر وضرورة تكاتف الجهود للخروج بالنتائج المرجوة منه.

ما ميثاق شرف مواجهة التغيرات المناخية؟

أطلقت هذه المبادرة ميثاق شرف مواجهة التغير المناخى الذى اكدت فيه على انه وفى ضوء التهديدات المتنامية للتغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض بما يؤثر على الموارد واستقرار المجتمعات المحلية، وازدياد الملوثات التى تسببت فى التدهور البيئى فى العالم وأثرت على معدلات التنمية دولياً ومحلياً، وشكلت مخاطر قوية على تدهور التنوع البيولوجى وتأثير ذلك على الكائنات الحية، وتوفير الغذاء وتنوع المحاصيل، والحاجة إلى تعديل السلوك الإنسانى ليسهم بشكل إيجابى فى حماية البيئة وتنمية الثروات الطبيعية، وسعياً نحو زيادة الوعى بقضايا المناخ والبيئة، وتحقيق الشراكة بين مختلف الأطراف فى المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة.

وتأكيداً على أننا نبنى قواعد حضارة جديدة لجمهورية جديدة أساسها العلم والابتكار والإبداع، ومدركون لما قامت به مصر من جهود على المستويين الوطنى والدولى فى قضية التغيرات المناخية، وخطواتها السريعة لتحديد مساهمتها فى العمل المناخى، ودمج بُعد تغير المناخ ليصبح إحدى ركائز التخطيط الاستراتيجى فيها، وكذا المشروعات القومية التى تنفذها الدولة حالياً، والتى تُوجت باختيار مصر لتنظيم قمة المناخ COP27، إلا أننا مازلنا مطالبين كمصريين على المستوى الشخصى والمجتمعى والمؤسسى بالكثير من الالتزامات السلوكية والتعهدات البيئية والمناخية التى ترسخ مفهوم: «ان لا حياة بدون بيئة ومناخ مستدامين».

وقد وقع الآلاف من المهتمين بالقضية والوزارات والهيئات والمواطنين على هذا الميثاق مما اعطاه زخما كبيرا واصبح منطلقا للعمل المناخى الوطنى المنظم.
ولا تقتصر المبادرة لحشد جهود المجتمع المدنى على المستوى الوطنى فحسب، بل تمتد لتشمل المستويات العربية والمتوسطية والأفريقية من خلال التعاون والتشبيك مع عدد من شبكات الهيئات ذات الصلة لضمان مشاركة مدنية فعالة على كل المستويات، الأمر الذى يوحد جهود المجتمع المدنى بكل اطيافه ومواقعه اثناء المؤتمر لتحقيق مزيد من الضغط على الحكومات للوصول الى نتائج جيدة تحمى الارض والأجيال القادمة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة