صور نادرة.. فرقة «الثلاثي» وراء الأسوار تقدم الضحك للمساجين‬
صور نادرة.. فرقة «الثلاثي» وراء الأسوار تقدم الضحك للمساجين‬


صور نادرة.. فرقة «الثلاثي» وراء الأسوار تقدم الضحك للمساجين‬

نسمة علاء

الأحد، 26 يونيو 2022 - 11:46 ص

فتحت أبواب السجون لأول مرة في أوائل السبعينيات أبوابها لفرقة ثلاثي أضواء المسرح، ولم يكن أعضاء الفرقة قد ارتكبوا جريمة تستحق دخولهم وراء الأسوار، بل كانت تنفيذًا لقرار جريء اتخذته الفرقة وهو أن تعرض مسرحية «فندق الأشغال الشقة»، كان قرارًا جريئًا وراءه قصة أجرأ.

والسؤال هنا كيف تمكنت الفرقة من أن تكسر لوائح السجون وأن تدخل وتقدم عرضًا مثيرًا أمام الآلاف من النزلاء الذين أبعدوا عن المجتمع الخارجي، ثم كيف كان أثر هذا العرض على هؤلاء النزلاء؟.

بدأت هذه الفكرة الجريئة تراود «أمير سيدهم» شقيق جورج سيدهم الأصغر ومدير فرقة ثلاثي أضواء المسرح، فمسرحية «فندق الأشغال الشقة» التي كانت تقوم الفرقة بعرضها تمثل الوضع داخل السجون واللوائح العتيقة التي كانت تحكمها، وبالتالي تحكم الآلاف الذين يعيشون داخلها.

وكانت تلك اللوائح جامدة جمودًا أكثر من الحجارة التي كانوا يقومون بتكسيرها في الجبل، وظلت هكذا إلى أن تطورت النظرة العقابية وتم تعديلها لتصبح السجون ليست مكانًا للانتقام والعقاب من المسجون بل أصبحت مكانًا يحتجز فيه فترة من الزمن يتعلم خلالها حرفة أو صنعة ويعد إعدادًا سليمًا ليخرج إلى المجتمع بعد أن كفر عن ذنبه وأصلح من حاله لتصبح رسالة السجون الإصلاح قبل كل شيء، وهذا ما عالجته المسرحية فعلاً.

وكان أمام مدير الفرقة مشكلة وهي كيف يشاهد نزلاء السجون هذه المسرحية؟، فمن غير المعقول أن تفتح أبواب السجون ليخرج النزلاء إلى المسرح، وبدأت الفكرة وهي لماذا لا تدخل الفرقة السجون لتعرض داخلها المسرحية ؟ّ!.

- موافقة.. وإمكانيات

وبدأت الاتصالات فعلاً بين مدير الفرقة وبين المسئولين، ووافقت الشئون العامة بوزارة الداخلية على هذه الفكرة، وتم الاتصال بمصلحة السجون التي وافقت على العرض ووضعت الإمكانيات اللازمة تحت تصرف الفرقة.

وتقرر أن تطوف الفرقة سجون القاهرة ثم سجون المحافظات الأخرى لتعرض المسرحية، وفتحت السجون أبوابها لتستقبل أول فرقة مسرحية تدخلها.

وفي الموعد الذي تم تحديده وقف أمام سجن ليمان طرة وهو أول سجن تدخله الفرقة موكب من السيارات ونزل الجميع وطرقوا أبوابه الضخمة وقدموا التصاريح وتم فتح الباب الكبير، وكان في انتظارهم المسئولين عن السجون يرحبون بهم وعلى الجانبين النزلاء يرحبون بضيوفهم، وفي الساحة الكبيرة للسجن كان كل شيء جاهزًا.

- بدأ الحفل      

وبدأ الحفل بتلاوة بعض آيات القرآن قدمها النزيل حسني أبو الحسن، وبعد هذا أعلن مقدم الحفل - وهو أحد النزلاء- بأن فرقة الثلاثي لها كلمة قبل أن تبدأ عرضها، وخرج الممثل أحمد نبيل ليرحب بالنزلاء ويخبرهم أنهم ينتظرونهم قريبًا في المجتمع الخارجي الذي يحتاج إليهم.

- تعليقات النزلاء

وبدأت الفرقة تقدم عرضها، وعندما انفتحت الستارة عن الفصل الأول وشاهد الجميع الشاويش درباس (كامل أنور) بشواربه المفتولة وبدلته الميري ضج الجميع بالضحك والتصفيق وبدأ الهمس يصدر من صفوف النزلاء، أحدهم يقول بأنه شبه شاويش عنبر 2، والآخر يرد لا.. لا.. حركاته مثل حركات شاويش عنبرنا.

وتوالت أحداث الفصل الأول وظهر المسجون مسعود (جورج سيدهم)، وبعده ظهر حضرة الصول (سمير غانم) وخطيبته أزهار (صفاء أبو السعود)، واستمر أبطال المسرحية في الحوار.

وصدر صوت من وسط صفوف النزلاء بعد مشاهدة اللوائح القديمة القاسية قائلاً: «الحمدلله أن هذه اللوائح قد تغيرت وذهبت بغير عودة»، ورد عليه آخر: «مين كان يصدق أن يقام لنا داخل السجن حفلة ونشاهد مسرحية بأبطالها»، والتقط الحديث نزيل ثالث ليقول: «إنني أتذكر جيدًا منذ سنوات عندما حضرت إلينا فرقة العرائس وقدمت عرضًا طريفًا، والسيرك القومي حضر منذ سنتين وقدم عرضًا مثيرًا، ولكن لماذا لا تستمر هذه العروض بصفة منتظمة ولو كل فترة من الوقت؟!».

- الحفلات المستمرة

وبعد انتهاء العرض وفي مكتب الرائد فاروق محيي الدين مدير الشئون العامة بمصلحة السجون وقتئذ تواجد محرر مجلة آخر ساعة الذي كان يغطي هذا الحدث الفريد من نوعه وسمع بأن الثقافة الجماهيرية قدمت عرضًا لإقامة حفلات مستمرة داخل السجون لتثبت فعلاً أن النظرة العقابية للنزلاء تغيرت وأصبحوا يعاملون معاملة إنسانية.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |مفاجآت وغرائب في بطولة تنس الطاولة الثانية.. انقطاع الكهرباء  

صور نادرة.. فرقة «الثلاثي» وراء الأسوار تقدم الضحك للمساجين?

صور نادرة.. فرقة «الثلاثي» وراء الأسوار تقدم الضحك للمساجين?

صور نادرة.. فرقة «الثلاثي» وراء الأسوار تقدم الضحك للمساجين?

صور نادرة.. فرقة «الثلاثي» وراء الأسوار تقدم الضحك للمساجين?

صور نادرة.. فرقة «الثلاثي» وراء الأسوار تقدم الضحك للمساجين?

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة