خالد رزق
خالد رزق


مشوار

«لبنان» تهديدات العدو

خالد رزق

الأحد، 26 يونيو 2022 - 08:56 م

يبدو أن المسئولين والعسكريين الصهاينة بعضهم يعيشون زمن ولى، وأنهم لم يستوعبوا دروس العمليات العسكرية التى شنوها على لبنان وقطاع غزة وعرفوا خلالها حياة المخابئ تحت وقع القصف الصاروخى لفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية التى كبدتهم خسائر فادحة واضطرتهم غير مرة وفى أكثر من مواجهة لطلب الوساطات من هنا وهناك سعياً للوصول إلى وقف إطلاق النار.


فالأسبوع الماضى خرج وزير الحرب العبرانى بينى جانتس بتصريحات أعلن فيها أن جيش العدوان جاهز لاجتياح لبنان والدخول إلى العاصمة بيروت وغيرها إذا ما طلب إليه ذلك، وأن العمليات حال وقوعها ستكون حاسمة، وهى تصريحات وإن كانت تبدو فى ظاهرها خطيرة إلا أننى أجزم بأنها لم تعد تخيف أحدا فى لبنان.
الثابت أنه ومنذ توقف العدوان الصهيونى على لبنان 2006 «حرب تموز» والانتهاء إلى ترسيم الخط الأزرق الفاصل بين جنوب لبنان وشمال الأراضى المحتلة، لم يجرؤ العدو على شن أى عمل عسكرى على لبنان ليس فى المناطق الحدودية ولا فى أى مكان آخر من لبنان، ذلك أن مجريات هذه الحرب التى شهدت وللمرة الأولى تساقط الصواريخ على مستعمرات الأراضى المحتلة وسقوط قتلى للعدو من المدنيين، غير الخسائر البالغة فى الدبابات والمدرعات والقوات المعادية التى حاولت التغلغل شمالاً داخل الجنوب اللبناني، كل ذلك فرض معطيات جديدة لقواعد المواجهة بين العدو ولبنان، فلا عدوان بغير رد وإنما تقصف مدينة مقابل مدينة.


هذه الحقائق وأكثر منها رصدها تقرير لجنة فينوجراد التى شكلها العدو فى أعقاب «تموز» لدراسة أسباب إخفاقات جيش العدوان، وعليه فإن وزير الحرب صاحب التهديدات يعلمها بالضرورة، ولذا فالأرجح أن يكون أطلقها لأسباب داخلية، أو هى محاولة للتأثير على مسار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة الجارية مع لبنان.


عموماً فإن القوة اللبنانية اليوم أعظم وأقوى أضعاف المرات من تلك التى واجهها العدو فى 2006، والأهم أن هذه الحرب شهدت بلورة وميلاد معادلة التصدى الثلاثية الأهم وهى الشعب والجيش والمقاومة. ببساطة يواجه العدو اليوم لبنان أشد تماسكاً، وهو لن ينتصر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة