صاحب تشجيعية الرواية: كل ما فى «النجع» خيالى!
صاحب تشجيعية الرواية: كل ما فى «النجع» خيالى!


صاحب تشجيعية الرواية: كل ما فى «النجع» خيالى!

سمر نور

الأحد، 26 يونيو 2022 - 09:18 م

يحيل عنوان رواية نجع بريطانيا العظمى»، الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية هذا العام، إلى مكانين مختلفين، إلا أن إضافتهما إلى بعضهما البعض يحيل إلى زمن، حيث بريطانيا العظمى تحتل مصر بأكملها حينذاك، بمدنها ونجوعها، وحيث لغة القوة تحكم المكان والزمان، النجع الذى كان يدين بالولاء للقصر، أصبح يدين بالولاء للإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، والعمدة الجد الذى جاء من هامش النجع، يسود بعنفه وجبروته، ليحمل النجع اسمه، لا يختلف عن البريطانى «هاريس» الذى صعد من الحضيض فى بلد الاحتلال ليصبح سيدا فى بلد محتلة، عالم يضج بحروبه وتحولاته.

لحظة البداية فى هذه الرواية كانت مع الحفيد «زين» مع بدايات أعوام ثورة يوليو كأنها قلبت موازين القوة، لنتنقل بين سنوات سابقة للبداية، وأماكن ما بين نجع «السعداوية» و»القاهرة» و»لندن».

كل هذا يسرده الروائى حسام العادلى «بلغة من يرى، لا من يحكى» كما ذكر الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد على غلاف الرواية الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية. ويعمل العادلى فى مجال القضاء وقد بدأ حياته الأدبية بعمل قصصى «لمحات» عام 2005، ثم غاب ثلاثة عشر عاما قبل صدور روايته الأولى «أيام الخريف»، ونسأله فى حوارنا معه عن روايته الأحدث:


تبدو الرواية من عنوانها رواية مكان، إلا أن تداخل المكانين المشار إليهما يحيل إلى زمن الاحتلال البريطانى لمصر.. ما الذى أردت توجيه ذهن القارئ إليه عبر عتبة نصك؟
إحداث العصف الذهنى من أول سطور الرواية حتى آخرها، كان هو المستهدف بالنسبة إليه، وأن يكون كل حدث فى الرواية أساسيا أو «master seen» ، ومن هذا المنطلق كان المزج «اللاحدودى» بين المكان مزدوج الهوية «النجع بريطانيا» هو الاتجاه الدرامى الغالب على أحداث الرواية.

ومن هنا اتجهت الأحداث إلى المنطقة الزمنية الممتدة إلى سبعين عاما تسبق ثورة يوليو كزمن فنى تدور فيه سياقات الرواية الدرامية، باعتباره - الزمن- المعبر الأكبر عن الفكرة، أو ربما النظرية السياسية التى تحملها الرواية: العنصرية ، الاستعمار، الاستبعاد العرقى، ومن ثم بدا ضروريا أن تكون مفردات الرواية مفككة إلى حد كبير فى صورة شخصيات تعبر عن تلك الأفكار، وتتقمص آليات عملها فى الحياة بشكل عام.


الرواية التاريخية تبدو الأكثر رواجا فى السنوات الأخيرة.. ما الذى سعيت إلى تقديمه مختلفا فى روايتك الفائزة عن النصوص التى تناولت نفس الحقبة؟
- فى العموم أنا ضد تصنيف الرواية، أو تنميطها فى قوالب، فالأصل أن الرواية هى عمل سردى يتناول قبضة رمال من شاطئ الإنسانية، فمن ثم يجب أن تشتمل على جميع العناصر الإنسانية فى قالب الدراما، وإلا تحولت إلى عمل آخر تقريرى غير الرواية أو القصة

وإن كان هذا لا يمنع أن يطغى جانب على جوانب أخرى، وأعتقد أن هذا الأمر هو ما يضع النص فى قالب ما، وفى «نجع بريطانيا العظمى» لم أر سوى أنه نص أدبى إنسانى يدور فى حقبة زمنية لا تصوغ أحداثه أو تؤثر فيها بشكل محورى، إنما النوازع الإنسانية للشخصيات هى من تتولى هذا الأمر، بعبارة أخرى لو وضعنا زمن مغاير لما اختلفت الرؤية أو الأحداث، كان خط السرد فى الرواية يتوخى الحذر من أن ينغمس فى بئر الزمن.

وأن يعتمد على منهج الأنسنة المجردة، والمتجاوزة لحدود الزمان والمكان، حتى ثورة 1952 التى قد يراها البعض مؤثرة على مصائر الشخوص، كانت مجرد حدث وليست إطارا.
 اختيار المكان وأسلوب الحكى قد يحيل القارئ إلى البحث عن المكان والشخصيات فى التاريخ.. هل هناك أثر فى الواقع يمكن تتبعه؟

- المكان والشخصيات والأحداث، بخلاف الخلفيات التاريخية، كلها خيالية، لا يوجد ما يسمى بـ»نجع السعداوية»، ما سردته يعتمد على خبرات حياتية من نشأتى ومجال عملى فى القضاء، الذى يمتد إلى أكثر من ثمانى عشر سنة، عملت فيها مدة ثمانية سنوات فى النيابة العامة.

وكانت النيابات التى عملت فيها فى أقاصى الصعيد ، حيث الأجواء الزاخرة بقضايا النفس والقتل والجرح، ومن خلالها رأيت النفس البشرية بكل نوازعها، أثر ذلك على مخزون المشاعر والرؤى لدىّ، بخلاف ما أضافته إلى البيئة الصعيدية التى أنتمى إليها، فجاءت الرواية وليدة كل هذه الأجواء.


ما الذى يمثله بالنسبة إليك حصول الرواية على جائزة الدولة التشجيعية؟
- الجوائز بشكل عام حافز ودافع للاستمرار، فما بال الفوز بجائزة الدولة، فهى مسار جديد ومختلف لى، وتحمل الكثير من التشجيع للمواصلة وتحقيق ما هو أفضل.

اقرأ ايضا | تحت رعاية قرينة رئيس الجمهورية وزيرة الثقافة تعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان أسماء الفائزين بجائزة المبدع الصغير

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة