محمد وهدان
محمد وهدان


«تريندات وتوباجو» !

محمد وهدان

الإثنين، 27 يونيو 2022 - 05:35 م

لا أستطيع الرسم لكى أعبر لكم عن الحال الذى آلت إليه السوشيال ميديا خلال الفترة الماضية، ولكنى استطيع رسم أكثر من صورة بالكتابة.. فما شاهدناه خلال الأيام الماضية يثبت أننا نجحنا بامتياز بإساءة استغلالنا لهذه المنصات فى حياتنا بشكل مزعج ،فقد وقعت جريمة مقتل الطالبة نيرة أمام أبواب جامعة المنصورة على مرأى ومسمع من الذين اكتفوا بتصوير الجريمة البشعة دون أن يحركوا ساكنا أو يتدخلوا لإنقاذ الضحية، كل ذلك من أجل عيون التريندات مما أدى إلى بث حالة من الخوف والقلق والإحباط لدى كثيرين.. هذا الحادث جعلنى أسافر بكم إلى «ترينداد وتوباجو»، وهى بلد تقع جنوب بحر الكاريبى، وهى عبارة عن جزيرتين، السكان نفسهم عبارة عن مزيج مدهش كما هو الحال على السوشيال ميديا؛ متنوعون بين أفارقة، أمريكان، أوروبيين وحتى بعض الهنود الحمر..

تشتهر ترينداد وتوباجو بأنها دولة وجدت لعشاق مراقبة الطيور كطائر الطنان ونقار الخشب، وهى تشبه كثيرا حياة التنظير والمراقبة والنقر على الكيبورد على هذه المنصات، والتى تنخر باستمرار فى الشخصية المصرية لتغيير ملامحها.. ما أريد  تفسيره هو أننا وصلنا إلى مرحلة صعبة.. بتنا كمسوخ تتناحر على «التريندات»؛ كما هو الحال مع»ترينداد» منشأ مافيا جزر الكاريبى فى القرن الماضى ؛ لا نتوقف عن بث الفيديوهات التى تتناول فيديوهات القتل والانتحار والعنف وإراقة الدماء.

- الخلاصة: «أتمنى أن تتشكل حالة من الوعى بين المواطنين.. والإعلام عليه الدور الأكبر فى ذلك ؛ بوضع آلية لتوعية المجتمع والشباب بخطورة مواقع التواصل الاجتماعي، وخطورة نشر فيديوهات العنف والقتل كونها تؤثر فى المجتمع، وحثهم أن يكونوا خط دفاع عن القيم الإنسانية والابتعاد عن الإثارة والتحريض، كما أطالب بإنشاء لجنة من قبل الحكومة يكون لها الصلاحيات فى مراجعة تلك المنصات، وأن تفرض عليها تغيير تلك القرارات بشأن ما يبقى وما يتم حذفه من محتوى.
- فيسبوكيات: «لكى تغير عادة.. خذ قرارًا واعيًا وبعدها تصرف بسلوكك الجديد «.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة