نوال مصطفى
نوال مصطفى


الحب وأشياء أخرى

نوال مصطفى

الثلاثاء، 28 يونيو 2022 - 06:10 م

 

«إذا استطاع الرجل أن يكون حاضراً محتوياً لامرأته سوف يفتح أبواب أسرارها ، وسيجدها تعطى له من قلبها حباً وحناناً وإبداعاً بلا حدود»

أستأذن أستاذ الدراما التليفزيونية أسامة أنور عكاشة فى اقتباس عنوان أحد أعماله العميقة الجميلة فى حديث ذى شجون حول القصة المأساوية التى صارت حديث الساعة فى كل بيت مصرى وعربى. قصة الطالبة الجميلة «نيرة أشرف»، التى استولت أحداثها  الصادمة على مشاعر الناس، وألقت بالخوف والقلق فى قلوبهم وهم يستمعون ويشاهدون وقائع الجريمة الوحشية «لايف» صوت و صورة، قام بتصويرها مجاذيب السوشيال ميديا، هؤلاء الذين تحولوا إلى «روبوتات» متحركة، مندوهة، فاقدة للإحساس، منزوعة الإنسانية.

الكثير من الآراء، العديد من التحليلات والتفسيرات أدلى بها العقلاء، والسفهاء، لكل منهم زاوية رأى من خلالها ما حدث. البعض ألقى اللوم على الضحية، وهذا فى رأيى جريمة لا تقل بشاعة عن جريمة القتل الأصلية، العيب فى ملابسها المكشوفة، وشعرها العارى من الحجاب! والبعض ألقى المسئولية على الأهل الذين لم ينجحوا فى تربية ابنهم، فأصبح شخصية عدوانية، همجية يحاول الحصول على ما يريد بأى وسيلة حتى لو كانت القتل. كذلك وجهت اتهامات إلى جامعة المنصورة التى ينتمى إليها كلا طرفى الجريمة القاتل والمقتولة، فقد سارعت بإصدار بيان رسمى تنفى فيه وقوع الجريمة داخل أسوار الجامعة، وكأن هذا هو آخر همها «أن تبرئ نفسها من أى مسئولية عن الحادث!».

المحاكمة التى بدأت وقائعها يوم الأحد الماضى بمحكمة جنايات المنصورة، حققت ملايين المشاهدات على كل المواقع الإخبارية، حيث تحدث القاتل بثبات غريب ليحكى كيف فكر وخطط وأعد العدة، ثم نفذ جريمته التى وضع لها سيناريو متقناً، لم يخطئ الهدف. قصة حب من طرف واحد، وقد تكون من طرفين فى البداية كما يدعى القاتل، انتهت إلى فراق، أو انفصال بقرار من الفتاة، إذن وما المشكلة فى قرارها الذى رأت أنه يضع خط النهاية لعلاقة مسمومة مع شخصية لا تتوافق مع شخصيتها ولا تنسجم مع طموحاتها فى الحياة التى تتمناها؟.

أكد المتهم فى المحكمة أن قصة حب ربطت بينه والقتيلة فى البداية، لكنها ابتعدت عنه فجن جنونه، وفكر فى الانتقام منها، لكن ليس بهذه الطريقة «كما جاء فى اعترافاته أمام هيئة المحكمة». المتهم كما يبدو يعانى خللا نفسيا أفقده القدرة على التحكم فى صدمته العاطفية، ونحن فى مصر لا نعطى المرض النفسى والمصابين به الحد الأدنى من الاهتمام، وهذه فى رأيى قضية صحية ومجتمعية كبرى آن لها أن تأخذ ما تستحقه من اهتمام. نحن لا نتذكرهم إلا عند حدوث مذابح أسرية تتمزق لسماعها ورؤيتها القلوب، القصص كثيرة والوقائع التى تحكى عن أمراض عقلية مختلفة كانت السبب الرئيسى فى ارتكاب جرائم بشعة تستحق وقفة حاسمة ونظرة عادلة إلى هذه الفئة التى تحتاج إلى علاج واهتمام. المرضى العقليون فى حاجة إلى خدمة طبية بأسعار معقولة، فليس كل المرضى العقليين والنفسيين من الأثرياء الذين يستطيعون الإنفاق على متطلبات علاجهم الباهظ التكاليف.

حان الوقت لننتبه إلى نسبة لا يستهان بها من أبناء الشعب مرضى بأنواع مختلفة من الأمراض العقلية والنفسية، يحتاجون إلى العلاج والرعاية حتى لا يتحولوا إلى كائنات شرسة لا تدرك عواقب أفعالها، وتؤذى أقرب الأقربين!.

الحق فى الإجهاض
زلزال قوى رج جدران البيت الأبيض بواشنطن سببه حكم قضائى أصدرته المحكمة العليا الأمريكية. أفقد ملايين النساء فى الولايات المتحدة الحق القانونى فى الإجهاض، بعد أن ألغى هذا الحكم حكمًا سابقا، صدرعام 1973 أى منذ 50 عامًا يجعل الحق فى الإجهاض قانونيًا فى جميع أنحاء البلاد. سيغير الحكم حقوق الإجهاض فى أمريكا، حيث يتيح لكل ولاية على حدة الحق فى حظر عملية الإجهاض أو عدم حظرها. ومن المتوقع أن تفرض نصف الولايات الأمريكية قيودًا أو إجراءات حظر جديدة. وبالفعل مررت 13 ولاية قوانين تقضى بحظر الإجهاض تلقائياً فور إصدار حكم المحكمة العليا. ومتوقع أن يقضى عدد آخر من الولايات بفرض قيود على الإجهاض.

انتقدت إدارة بايدن مشروع القانون ووصفته بأنه «متطرف» و «راديكالى»، واعتبرته يمثل  انتقاصا متزايدا من الحريات الأساسية للأمريكان التى كانوا يتمتعون بها قبل صدور هذا الحكم، كان مقدمو خدمات الإجهاض فى ولاية لويزيانا يواجهون أحكامًا بالسجن من عام إلى خمس سنوات وغرامات تتراوح بين 5 آلاف دولار و 50ألف دولار، ضاعف القانون الجديد هذه العقوبات إلى السجن من سنة إلى 10 سنوات وغرامات تتراوح بين 10 آلاف و 100 ألف دولار.

كذلك أثار الحكم الجديد ردود أفعال غاضبة لأنه لا يتضمن استثناءات فى حالات الاغتصاب أو سفاح القربى، لكن يعطيها فقط فى الحالات التى تكون حياة الأم فى خطر. كيف سيواجه بايدن غضبة الأمريكيات الهادرة؟ وكيف ستؤثر عليه فى الانتخابات القادمة؟ فلننتظر ونرى!.

مسلسل «التاج»
أتابع باستمتاع حقيقى المسلسل العظيم فعلا «The Crown» الذى يعد فعلا العمل الدرامى الأهم على منصة «نيتفليكس». صدر منه حتى الآن أربعة مواسم، كل منها يحتوى على عشر حلقات. وعرفت أن الجزء الخامس فى طريقه إلى الشاشة قريبا. المسلسل يتناول قصة حياة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى، منذ طفولتها، عبورا بشبابها، حيث تولت العرش وعمرها ست وعشرون سنة باعتبارها الوريثة الشرعية للملك جورج الخامس.

المسلسل يأخذك إلى عالم آخر، تجد نفسك تدخل مرحلة زمنية بكامل إحساسك، تستغرق فى تفاصيل لأحداث تاريخية سمعت أو قرأت عنها فى كتب التاريخ، لكنك الآن تشاهدها وتصبح جزءا منها وأنت تراها دماً ولحماً، و تعيش مع أبطالها معاناتهم وصراعاتهم الداخلية التى كتب عليهم أن تظل مخبوءة تحت القناع، لا تظهر للعامة إكبارا، وتعظيما لـ»التاج».

المسلسل مصنوع بحرفية عالية بداية من السيناريو والحوار، إلى الإخراج والتصوير، تصميم الملابس و تسريحات الشعر، والماكياج. الغريب أن الحلقات الأربعين التى عرضت حتى الآن تغير الكتاب والمخرجون والممثلون فيها أكثر من مرة، لكن بقى إيقاع العمل منسجما، متماسكا، ممتعا، رأينا شخصيات تاريخية مهمة خلال الأحداث مثل وينستون تشرشل، جاكلين كيندى، الملكة الأم، فيليب زوج الملكة، ومارجريت شقيقة الملكة. الرئيس عبد الناصر، أنتونى إيدن، والرئيس الأمريكى جونسون، وغيرهم.

غير المسلسل نظرتى للملكة اليزابيث، كنت أعتقد أن منصبها شرفى، تملك ولا تحكم، لا تضطر للاشتباك مع الأحداث السياسية، ليس لديها التزامات محددة، ولا مطلوب منها اتخاذ قرارات مصيرية. لكن ما شاهدته من أحداث كشف غير ذلك، فنجد رئيس الوزراء يجتمع بها أسبوعيا،  ينقل لها أهم الأحداث، وينتظر منها الرأى والمشورة فى العديد مما تواجهه البلاد من تحديات وأزمات. بل يطلب منها التدخل بنفسها للحل عندما تتعقد الأمور.
المسلسل شائق، ممتع، يشحنك بأفكار ومشاعر مختلفة، ويجعلك تراجع معتقداتك تجاه أشياء كثيرة فى الحياة، فقد تنظر أحيانا إلى حياة الملوك والملكات باعتبارها سجنا كبيرا فى قصر فخيم، ومن حولك كل مظاهر الرفاهية والخدم والحشم. وقد تجد فى حياتك العادية التى تعيشها كما تريد، بلا قيود أو تقاليد صارمة جنة حقيقية لم تقدر قيمتها  قبل الآن!.

آدم وحواء
ماذا تريد المرأة من الرجل؟ سؤال طرحته علىّ إحدى الصحفيات، فقلت لها: أكثر شىء تحتاجه المرأة من الرجل هو الإحساس بالأمان. فالمرأة صاحبة سيكولوجية قلقة تحتاج لرجل يتفهم ذلك ويدرك كيف يتعامل معها بهدوء وتقدير وحب، تريد المرأة من الرجل (الحضور) أى أن يكون حاضرا فى حياتها ومؤثرا باحتوائه لطاقتها الأنثوية وهى بطبيعتها طاقة متقلبة، فأحيانا تكون فى حالة جنوح عاطفى عالٍ جدا، تريد منه أن يستقبل منها تلك الطاقة ويتفاعل معها بلا انتقاد أو تحليل ومنطق. كذلك عندما تنتابها مشاعر على النقيض من ذلك مثل الحزن أو المود السيئ عليه أيضًا أن يكون قارئا جيدا للتغيرات المزاجية التى تنطلق من طاقتها الأنثوية بلا تذمر ولا غضب أواعتراض.

إذا استطاع الرجل أن يكون حاضرا محتويا لامرأته سوف يفتح أبواب أسرارها، وسيجدها تعطى له من قلبها حبا وحنانا وإبداعا بلا حدود. سوف تتفنن فى إسعاده لأنه استطاع أن يفك شفرتها الأنثوية و يحفظ أرقامها.

المشكلة هى أن الطاقة الذكورية قائمة على التحليل، وهى طاقة تبحث عن الأشياء المنطقية لذلك فطريقة التفكير تقوم على التحليل ولا تتفهم بسهولة التقلبات التى تمر بها المرأة نتيجة لهرموناتها المتغيرة، هنا يفقد الرجل القدرة على الحضور والاحتواء فتجف العلاقة عاطفيا، وتموت حتى لو استمرت علاقة الزواج كشكل اجتماعى مطلوب وكمؤسسة لتكوين أسرة وأولاد.

الرئيس و الساحل الشمالى
ارتفعت الأصوات شاكية، تصرخ من مشاكل الطرق الجديدة فى الساحل الشمالى هذا العام، الكل أجمع على أن التخطيط الذى أقيم الطريق على أساسه مربك وخطير، وعندما ارتفعت المطالبات بالبحث عن حلول تحمى مرتادى الساحل الجميل من الخطر، وأشار الإعلامى عمرو أديب فى برنامجه «الحكاية» إلى تلك الشكوى، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى توجيهاته المباشرة إلى الوزير كامل الوزير ليشكل لجنة عاجلة تتوجه على الفور إلى الساحل الشمالى لبحث الحلول لمشاكل المواطنين مع الطرق الجديدة هناك.

كل الشكر للرئيس السيسى على اهتمامه بهذا الأمر، لكن المؤسف حقا أن المسئولين فى بلادنا وهم كثر، لا يتحركون بجدية وإيجابية إلا إذا تحرك الرئيس شخصيا!.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة