أحمد الإمام
أحمد الإمام


الرهان على الدولة المصرية

الأخبار

الأربعاء، 29 يونيو 2022 - 06:37 م

 

بقلم: أحمد الإمام

«إذا حققت النجاح سوف تكسب أصدقاء مزيفين وأعداء حقيقيين .. إنجح على أية حال»

يرى البعض ومعهم كل الحق ان العام الذى أمضاه الاخوان فى حكم مصر كان نكبة على البلاد والعباد، وأنه أعاد مصر للوراء 20 سنة على الأقل، ولكننى اعتدت دائما البحث عن الايجابيات التى قد تكمن داخل التفاصيل السلبية.
ومن أبرز هذه الايجابيات إن تمكن الاخوان من الوصول إلى سدة الحكم وحالة الغرور التى سيطرت عليهم دفعتهم للتخلى عن كل قواعد الحذر والكتمان التى اعتادوا عليها منذ نشأة الجماعة.

انكشفت عشرات الشخصيات التى لم تكن فى النهاية سوى خلايا نائمة تنتظر الفرصة المناسبة للاعلان عن انتمائهم للكيان الشيطانى الذى زرعه حسن البنا فى أرض مصر الطيبة.

شاهدنا عددا لا بأس به من القضاة الأجلاء أصحاب المقام الرفيع الذين كان ينظر لهم الجميع نظرة توقير واحترام وهم يجاهرون بانتمائهم إلى الاخوان مثل الأخوين أحمد ومحمود مكى والمستشار الخضيرى والقاضى وليد شرابى الذى أنشأ تنظيما أسماه قضاة من أجل مصر، وهم فى الحقيقة قضاة من أجل الاخوان.

وهذا التنظيم الشرير تحديدا ارتكب جريمة كبرى فى حق الوطن عندما استبق اعلان الهيئة العليا للانتخابات عن اسم الفائز فى الانتخابات الرئاسية وعقدوا مؤتمرا صحفيا أعلنوا من خلاله فوز محمد مرسى بمقعد الرئاسة فى مخالفة فجة لكل الأعراف القانونية والقضائية وفى محاولة خبيثة للضغط على المجلس العسكرى فى هذا التوقيت وإحراج الدولة المصرية بأكملها.

ولم ينكشف الغطاء فقط خلال هذا العام عن الخلايا الاخوانية النائمة بل كشف ايضا ضعاف النفوس المشتاقين للمناصب، والذين حملوا المباخر وسارعوا إلى حزب الحرية والعدالة للارتماء فى أحضان قياداته طمعا فى نيل الرضا والحصول على جزء من الغنيمة فى الدولة الجديدة.
وفى المقابل كشفت المحنة عن المعدن النفيس لرجال لم يتلونوا ولم يحيدوا عن مواقفهم المشرفة وراهنوا على الدولة المصرية وليس على جماعة مارقة عاجلا أو آجلا سينتهى زمنها وسينفرط عقدها .. والرهان على الوطن والشرف والاخلاص هو الرهان الرابح دائما.
وفى مقدمة هؤلاء الشرفاء المفكر الكبير ثروت الخرباوى الذى كان يوما كادرا قياديا بالجماعة .. ليس هذا فقط بل كان يدافع عنهم فى المحاكم بصفته أحد أبرز محاميى الجماعة.

ولكنه كفر بالفكرة والمشروع بعد أن اكتشف زيف ادعاءاتهم وفساد منهجهم، وأعلن انشقاقه عنهم غير نادم ولا آسف، ولم يكتف بهذا بل أصدر عدة كتب تكشف سوءات الاخوان أمام العالم أجمع ومن أهمها «قلب الاخوان» و «سر المعبد» و«ائمة الشر».
ولم يتوقف عن كشف مخططات الاخوان حتى بعد أن وصلوا إلى السلطة بعد ثورة يناير 2011 .
واستخدم الاخوان معه كل أساليب الترهيب وتلقى الرجل تهديدات بالقتل عدة مرات ولكنه غامر بحياته وحياة أسرته من أجل قضيته العادلة وهى كشف حقيقتهم أمام الجميع وخاصة من خدعتهم الذقون البيضاء والتمسح فى الدين.

وعندما فشلت كل أساليب الترهيب استخدم الاخوان معه سلاح الترغيب وقدموا له عرضا مغريا عن طريق رجل أعمال كبير كان يمتلك قناة فضائية وهو الآن خلف القضبان.

كان العرض هو تولى منصب وزير شئون مجلسى الشعب والشورى وهو المنصب الذى تولاه بعد ذلك رجلهم محمد محسوب، ولكن الخرباوى رفض بشدة.
وقال لى وقتها جملة لن أنساها أبدا .. «أنا براهن على الدولة المصرية .. براهن على وطن مش هيقع أبدا».

وكانت الدولة المصرية فى الميعاد وشاهدت بنفسى كيف وفرت أجهزة الدولة الوطنية كل سبل الحماية والتأمين للخرباوى مما جعل وصول أيدى الاخوان اليه مستحيلا.

وروى لى صديقى المفكر ثروت الخرباوى واقعة خطيرة عن المتلونين وعبدة المناصب فى هذا الوقت العصيب قائلا «هناك واقعة أود الافصاح عنها.. اتصل بى ذات يوم صحفى معروف ينتمى لمؤسسة قومية وكنت قد حللت ضيفا معه فى برنامج تليفزيونى تقدمه الاعلامية الكبيرة هاله سرحان وأفصحت فى البرنامج اننى امتلك مستندات ووثائق مهمة جدا متعلقة بقضية حل الجماعة، وطلب اجراء حوار صحفى معى بخصوص هذا الموضوع وطلب منى احضار هذه الوثائق .

وحددنا الموعد وحضرت فى موعدى وانفرد بى وظل يسألنى عدة اسئلة وطلب منى المستندات التى فى حوزتى لتصويرها على الاسكانر لارفاقها بالحوار عند نشره، فأعطيتها له ولكنه قال لى انه لن يقوم بتصويرها فى الجريدة بحجة وجود جواسيس كثيرين للاخوان فى الجريدة وأكد انه سيقوم بتصويرها فى منزله، وأعطيتها له بحسن نية ثم تلقيت اتصالا تليفونيا فى نفس اليوم بالليل من أحد المقربين من خيرت الشاطر ممن يعرفوننى وقال لي: «انت كنت عايز تضرب جماعة الاخوان فى شرعيتها .. الورق اللى انت اديته للصحفى النهارده فى مكتب خيرت الشاطر دلوقتى، ومش هتقدر تعمل حاجة، وبعدها تم تعيين هذا الصحفى رئيسا لتحرير احدى الصحف القومية مكافأة له على خيانته معى، وكتب فى صحيفته ان خيرت الشاطر هو المثقف الاول فى مصر، وكتب عن المنظومة الثقافية عند حسن البنا، ووقتها قرر كثير من المثقفين والادباء المصريين ألا يكتبوا فى هذه الصحيفة وهاجمه يوسف القعيد واتهمه بتحويل الصحيفة القومية الى نشرة اخوانية.

واذا كان شرابى ورفاقه أساءوا الى شرف القضاء، فهناك قضاة آخرون ضربوا أروع الامثلة فى الاخلاص والوطنية ورفضوا الانحناء أمام العاصفة وكان منهم المستشار ابراهيم صالح الذى كان رئيس النيابة الذى حقق فى قضية الاتحادية.
محمد مرسى أعلن وقتها ان النيابة العامة قد حبست عشرات المتهمين تلقوا تمويلات ومعهم اسلحة وما إلى ذلك، رغم ان النيابة لم تكن قد بدأت التحقيق بعد، فدخل وكلاء النيابة الى المستشار ابراهيم صالح وقالوا له ان رئيس الجمهورية أعلن ان النيابة حبست المتهمين رغم اننا لم نحقق معهم بعد، فقال لهم دعكم مما قاله رئيس الجمهورية .. مارسوا العدالة على أعلى صورها.

وتعرض المستشار الجليل لضغوط ضخمة جدا من طلعت عبدالله النائب العام الاخوانى وقتها وآخرين حتى يحبس ولو بعض هؤلاء المتهمين.
وخرج المستشار ابراهيم صالح من مبنى النيابة الى المسجد المواجه وكان يوم جمعة وصلى الجمعة وبقى بعد الصلاة وانفرد بنفسه وسجد لله وقال»يارب الهمنى الصواب وقونى على اتخاذ القرار الصحيح « ثم توجه لاستئناف التحقيقات وكان يعود عند وقت كل صلاة حتى وجد نفسه اثناء صلاة المغرب نفسه يقول «اللهم خلى سبيلهم .. اللهم خلى سبيلهم» .
لانه من خلال التحقيقات أيقن انهم مجنى عليهم وليسوا متهمين، وأصدر القرار وكان الله معه عندما أعمى عين طلعت عبدالله، واسرع ابراهيم صالح وأعلن قرار الافراج حتى يقطع السبيل أمام طغمة الشر التى كانت تحكم مصر.
هؤلاء هم قضاة مصر العظماء الذين لم يروا فى يوم من الأيام سوى العدالة فقط.
على أية حال

إقرأ بتمعن ...
الناس غير منطقيين و لا تهمهم إلا مصلحتهم، أحِبهم على أية حال.
إذا فعلت الخير سيتهمك الناس بأن لك دوافع أنانية خفية .. إفعل الخير على أية حال.
إذا حققت النجاح سوف تكسب أصدقاء مزيفين وأعداء حقيقيين .. إنجح على أية حال.
‏الخير الذى تفعله اليوم سوف ينسى غداً .. إفعل الخير على أية حال.
إن الصدق و الصراحة يجعلانك عرضة للانتقاد .. كن صادقاً وصريحاً على أية حال.
‏ إن أعظم الرجال والنساء الذين يحملون أعظم الأفكار يمكن أن يوقفهم أصغر الرجال و النساء الذى يملكون أصغر العقول .. إحمل أفكاراً عظيمة على أية حال .

الناس يحبون المستضعفين لكنهم يتبعون المستكبرين .. جاهد من أجل المستضعفين على أية حال .
‏ما تنفق سنوات فى بنائه قد ينهار بين عشية وضحاها .. إبن على أية حال.
الناس فى أمس الحاجة الى المساعدة لكنهم قد يهاجمونك إذا ساعدتهم، ساعدهم على أية حال .
إذا أعطيت العالم أفضل ما لديك سيرد عليك البعض بالإساءة .. إعط العالم أفضل ما لديك على أية حال.
كانت هذه هى الوصايا العشر الذهبية ل ستيفن كوفى.

وهو كاتب ومؤلف أمريكى ولد بولاية يوتاه الأمريكية، وهو أب لتسعة أبناء وجد لـ49 حفيدا، عاش مع زوجته «ساندرا» بمدينة بروفو، وحصل على جائزة «الأبوة» عام 2003 من منظمة المبادرة الوطنية للأبوة. ويحمل ستيفن كوفى شهادة بكالوريوس فى علوم إدارة الأعمال من جامعة يوتاه بمدينة «سولت ليك»، ويحمل شهادة ماجيستير فى إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، ودكتوراه فى التعليم الدينى من جامعة «بيرجهام يانج» وهو مدير مؤسسة فرانكلين كوفى.
هذه الوصايا تتعلق بالنبل الانسانى والمنظومة الاخلاقية السوية قد تقرأها وتعجبك، وقد لا تعجبك.. اقرأها على أية حال.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة