المهندس طارق الملا
المهندس طارق الملا


يوم فارق فى استعادة الدولة وبناء الوطن

الأخبار

الأربعاء، 29 يونيو 2022 - 08:57 م

بقلم: المهندس طارق الملا - وزير البترول والثروة المعدنية

لقد قُدر لى أن أشهد كمواطن ومسئول فى هذا الوطن تلك الحقبة التى غيرت بوصلة هذا الوطن نحو انطلاقة لم تكن لتتحقق لولا أن قيَّض الله لها رجالاً شرفاء مخلصين حملوا الأمانة معاً وانتقلوا بمصر لهذا الذى نراه الآن وأصبح لدى الوطن أحلام كبيرة وأمل فى مستقبل أفضل يستحقه.

ولولا ذلك لكان الوطن حتى الآن غارقاً فى نزاعات مهلكة تتآكل فيها مقدراته وتعتم فيها حياته وينعدم فيها المستقبل، وكمسئول عن واحد من أهم الملفات فى هذا الوطن وهو ملف توفير الوقود للاحتياجات اليومية ولخدمة مشروعات النمو الاقتصادى والتنمية أستطيع القول إن هذا الملف لولا ما شهده من دعم رئاسى وحكومى وظروف هيأها الإصلاح الاقتصادى الذى طبقته مصر لأصبح الوضع فيه أكثر تأزماً.

كنا قبل 30 يونيو نغرق فى الأزمات وكان كل أملنا أن يمضى اليوم على خير وكم أعجزتنا الأزمات آنذاك عن مجرد التفكير فى تحقيق أحلام كان الحديث عن تحقيقها ترفاً لا نملكه كتحويل مصر لمركز إقليمى استناداً للموقع وما نملكه من ميزات ولكن هذه الميزات تحتاج لبنية أساسية قوية، تدار وفق التقنيات العصرية الحديثة، وما كان وقتها أحلاما صار الآن واقعا تتحقق فيه هذه الأحلام.

نحن فيما قبل 30 يونيو 2013 على صعيد صناعة البترول، كنا نعانى من تباطؤ فى الاستثمارات وتراجع فى الاكتشافات وتوقف للمزايدات والاتفاقيات وتراجع حاد فى الإنتاج والكل معذور فالظروف أقوى من الجميع وأزمات توفير الوقود تحاصرنا من كل صوب ونعمل بكل كد من أجل توفيره.

الآن أنجزنا مشروعات تنمية حقول كبرى أحدثت لنا نتائج واضحة من أهمها الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى عام 2018 والعودة إلى التصدير، كما حققنا العديد من النجاحات على صعيد التكرير والبتروكيماويات والبنية الأساسية والدبلوماسية البترولية، ومن ثم كان ذلك رافداً رئيسياً فى زيادة القدرة على تدارك آثار أزمتين عالميتين وهما جائحة كورونا ومن بعدها المتغيرات الجيوسياسية للأزمة الروسية الأوكرانية.

لقد شهدنا خلال ثمانى سنوات أعقبت استرداد الوطن وهيبة الدولة فى 30 يونيو 2013 تحقيق إنجازات جعلت الإشادة العالمية بالإدارة الفاعلة للاقتصاد المصرى أمراً مستمراً تبارت فيه كل المؤسسات العالمية المعنية، ولا يفوتنى هنا أن أشيد فى هذا الصدد بالشعب المصرى الذى تحمل بوعى رائع وصلادة أروع أعباء الإصلاح الاقتصادى مؤمناً بدولته وحقها فى إحراز الريادة والشرف، واتصالاً بذلك أيضاً لابد لى من التوجه بالشكر والإشادة لزملائى العاملين بقطاع البترول على مدى اتساع رقعة خريطة مصر بما قدموه من جهود لا تتوقف ومواكبتهم تحركات الدولة فى البناء والتنمية وصقل المهارات والخبرات الشخصية وتوظيفها لصالح تحقيق أهداف استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية.

الحديث عن هذه الذكرى الفارقة فى تاريخ الوطن له صدى محبب إلى نفوس كل من عاصروها وشاركوا فى استعادة الدولة والحفاظ على مقدراتها، والذين يعملون جاهدين على تحقيق رؤية التنمية المستدامة 2030 التى تشمل كل مناحى الحياة بمصر.
حفظ الله الشعب والوطن وسدد خطاهم على طريق التنمية والإعمار.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة