علاء عبدالكريم
علاء عبدالكريم


30 يونيو.. ثورة شعب وإنقاذ وطن

أخبار الحوادث

الأربعاء، 29 يونيو 2022 - 11:32 م

بقلم: علاء عبدالكريم

..اليقين دائمًا وأبدًا سيأتي من متن ثورة 30 يونيو..
عندما أحست مصر بالخطر يهددها ويهدد المنطقة بأسرها، وأن بقاء جماعة الضلال عام آخر في سدة الحكم سيحول البلاد إلى مغارة للصوص، لذا ونحن نستقبل الذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو ستبقى علامة محفورة فى ذاكرة التاريخ، طوق النجاة، الذى أنقذ البلاد من حكم جماعة الإخوان الفاشيست، العصابة التي فككت مفاصل الدولة وضربت بأمنها القومي عرض الحائط ، لتأتي من بعدها ثورة تبني وطنًا وتصحح مسارًا، ما رآه الرئيس عبد الفتاح السيسي كان مرعبًا ومخيفا؛ رأى جسد مصر كسيحًا، نيران الإرهاب بدأت تشتعل في كل مكان، «الأقباط» صاروا هدفًا لهم، خططوا لتوطين الإرهابيين بسيناء، مرة باسم أنصار بيت المقدس ومرة باسم جيش مصر الحر أو الجيش البديل أو ولاية سيناء، تسربت الكتب القديمة التي تتحدث عن فقه الأتباع والطاعة إلى الشارع، انعدمت النظرة الشاملة لمستقبل مصر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

نعم كان الرئيس السيسي حاد البصر.. نافذ البصيرة، أحرص على مصر من حرصه على الحياة، فلم تكن ثورة المصريين في يونيه إلا للدفاع عن حقهم في التفكير والتعبير، والتصدي للأدعياء الذين نصبوا أنفسهم حماة للدين والفضيلة، من جماعة لم يشغلها وهم يحكمون مصر؛ سوى أوهام الخلافة، ومن يقرأ متمعنًا في تاريخ الخلافة الإسلامية التي امتدت طوال الحكم الأموي والعباسي، وما تلاها حتى الخلافة العثمانية؛ يرى أنها لم تكن في الواقع إلا حكم سياسي متدثر برداء الدين، يُخفي خلفه إرهابًا وتسلطًا وإجرامًا لا حدود له.

وكأن مصر تشرق من جديد، تفتحت عيناها حين نفضت عن جسدها غبار الماضي الطائفي المتأصل في عصابة المقطم، تدفق إلى أوصالها النسيم عطرًا نديًا، ردمت مستنقع الأكاذيب والإجرام الإخواني الذي جرى خلال 365 يومًا، من حصار الدستورية، الأمر الذى دفع المحكمة وقتها إرجاء النظر في الدعاوى التي تطالب ببطلان مجلس الشورى، والجمعية التأسيسية للدستور آنذاك، ومدينة الانتاج الإعلامي إلى جرائم ضد العدالة وتعيين نائب «خاص» إخواني، وقتل وإرهاب أمام قصر الاتحادية، والإعلان الدستوري، وغيرها من أحداث مريرة هددت الوطن في استقراره، ولكن رغم الوجع نهضت مصر ونفضت عن كاهلها غبار عام العصابة الإخوانية؛ وهذا هو طبع المصري صبره بحساب، والصبر مقام من مقامات الصوفية، إيمانه وسطي بسيط لكنه يحرك الجبال حين ينتفض، في كل أزمة يمر بها يُدهش العالم.

30 يونيه، لم تكن ثورة تصحيح أزاحت العدوان الإخواني فقط، وإنما هي أيضًا ثورة شعب وبناء الدولة الحديثة، معركة تخوضها مصر لسد الفجوة بين الشعارات- مثل مشروع النهضة الكاذب الذي أطلقته عصابة المقطم سنة 2012، وتبين زيفه بعد عام من حكمهم، وواقع مصر الحالي بعد 8 سنوات من حكم الرئيس السيسي، مسيرة من الإنجازات والمشروعات العملاقة في كل مجال واتجاه، فصدق الرجل حين قال يومًا، «هتشوفوا مصر دولة تانية خالص».


ونحن نعيش هذه الأيام في رحاب وأجواء الذكرى التاسعة لثورة الشعب المصري الذي هب كالمارد في 30 يونيو عام 2013، والتي استجابت لها المؤسسة العسكرية بالاصطفاف التاريخي مع طيف واسع من القوى الوطنية على منصة 3 يوليو عام 2013، بعدما استشعر الرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي خطورة القادم لو بقيت هذه العصابة في الحكم لا شهرًا واحدًا وإنما يومًا آخر، وشعور المصريين الذي لا يخيب أبدًا أن مندوب المقطم في الاتحادية ليس رئيسًا لكل الشعب المصري بأطيافه وإنما هو رئيس لأهله وعشيرته فقط؛ أقول ونحن نعيش هذه الأجواء العطرة لابد لنا أن نعيد قراءة ما حدث قبل 9 سنوات حتى ندرك أثاره على أرض الواقع اليوم.

إرهاصات ثورة 30 يونيو لم تبدأ من وجهة نظري المتواضعة من لحظة الإعلان «اللا دستوري» الذي أعلنه المعزول مرسي وبه حصن قرارته، ولكن سبقه خطايا كثيرة أشعلت غضب الشارع، ربما كانت بداية هذه الخطايا، عندما أتى الصنم – مستعيرًا تعبير المفكر الإسلامي والمحامي البارز الدكتور ثروت الخرباوي – الشيعي الإيراني محمود أحمدي نجاد، بعد تولي مرسي الحكم سنة 2012، جيء به إلى مصر التي ترزح تحت حكم الإخوان في ذلك الحين، وإذا بالصنم الشيعي يدخل الأزهر الشريف، وعلى وجهه ابتسامة صفراء باهتة، وكأنه يقول: «في هذا المكان كانت لنا أيام»، وهل ينسى التاريخ فترة حكم الشيعة لمصر تحت اسم الدولة الفاطمية، حيث كانت القاهرة – كما يذكر ابن كثير في موسوعته التاريخية الضخمة، البداية والنهاية- عاصمة لهم ومحرمة على المصريين لذا نجد أن المثل الشهير «خليك ماشي جنب الحيط»، كان يُقال أيام الدولة العبيدية والحائط المقصود هو حائط القاهرة، فمن أبشع الحوادث التي ارتكبها المعز هو قتله لإمام أهل السنة، أبو بكر النابلسي - رحمه الله – بعدما قال ومعه الحق كل الحق، «لو معي عشرة أسهم لرميت الشيعة بتسعة والروم بواحد»، فأمر به ذلك الشيطان فأحضروه فقال للنابلسي اقلت هذا، فقال الامام النابلسي، لا والله فقد قلت غير ذلك فقال المعز الشيطان: ماذا قلت؟ فقال النابلسي، «قلت: لو ان معي عشرة أسهم لرميت الشيعة بتسعة، ورميت العاشر فيكم ايضًا، لأنكم غيرتم الدين وقتلتم الصالحين»، فأمر المعز بإشهاره في أول يوم، ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحًا، وفي اليوم الثالث، أمر جزارًا يهوديًا بعد رفض الجزارين المسلمين بسلخه، فسُلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه السلاخ وأخذته رقة عليه، فوكز السكين في موضع القلب، فقضى عليه، وحشى جلده تبنًا وصلبه في الشارع، وامتلأت حوائط وجوامع القاهرة بالسباب لأمهات المؤمنين والصحابة، وكثرت الأمثال الشعبية عن الاستهزاء بالصحابة - رضي الله عنهم، وظل الأمر كذلك إلى أن سخر الله صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله فقطع دابر الدولة الفاطمية الشيعية وطرد الفاطميين من مصر، ونشر فيها السنة النبوية مرة أخرى»، هكذا خططت عصابة المقطم لعصر النهضة؛ بوثن جديد، نظل له عاكفين، باسم الدين.

لم يعطهم الرب عقلًا ليفهموا، وقلبًا ليهتدوا، وأعينًا ليبصروا، وآذانًا ليسمعوا، إلى هذا اليوم، وكيف يهتدون ويبصرون ويسمعون وهم كهنة الظلام، يعشقون السباحة في المستنقعات، مثلهم مثل الأسماك الميتة، بل هم مثل ديدان الأرض، عندما تشق طريقها صعودًا خلسة إلى السطح، ورثة «الحشاشين» في القتل وسفك الدماء والإرهاب والتدمير، ولأنهم إرهابيون وأغبياء، بأيديهم شدوا حبالًا حول أعناقهم، مثلما ظن الثعبان، في الأثر الشعبي، أن المنشار يحاربه، فكلما نزف دمًا زاد هجومه على المنشار ولا يعلم أنه يقتل نفسه بنفسه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة