ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو


30 يونيو ثورة الإنقاذ| هنا الأسمرات.. مصنع الأبطال والمتفوقين

مصطفى متولي

الجمعة، 01 يوليه 2022 - 05:15 م

«يعنى الدولة عملت حى كامل فى الأسمرات علشان تجمع فيه سكان المناطق العشوائية وصرفت عليه مليارات.. طب ما هما فى الآخر هيبوظوه ومش هيحافظوا عليه.. لأنهم مش واخدين على كده»..

جملة قالها أحد ركاب المترو منذ أكثر من ٥ سنوات بعد أن تصفح موضوعاً عن المدينة نشر فى أحدى الجرائد.. مقولة نالت إعجاب عدد من الركاب الذين وافقوا الراكب وجهة نظره، لكن اعترض عدد آخر على فكرة الوصمة التى يريد البعض وصمها لسكان تلك المناطق..

«العيب مش فيهم العيب فى الظروف اللى خليتهم جوه المناطق دى أى واحد لو عايش مش مرتاح ولا مطمن على نفسه أو عياله لو نقلته فى أوضة فوق السطوح فى مكان يأمن فيه كل اللى هو محتاجه هيحافظ عليه بعمره كله»..

وهذا ما فعلته الحكومة على مدار السنوات الماضية فنقلت آلاف الأسر من سكان المناطق العشوائية إلى عدد كبير من المناطق المطورة وعلى رأسها حى الأسمرات الذى نُفذ على أعلى مستوى وبتوفير جميع الخدمات والمرافق، ليخرج كل يوم من مدينة الأسمرات أبطال فى جميع الألعاب الرياضية، وليعود عدد كبير من الأطفال إلى التعليم من جديد، وليلتحق الكبار بفصول محو الأمية ويبدأون فى رحلة التعليم من الإعدادى ثم الثانوي، وليخرج المهندس والطبيب والمعلم ليساعد ويعالج ويعلم أهالى الأسمرات الذين أصبحوا مجتمع الأبطال والنماذج المشرفة.

من رحم المعاناة يولد الأمل..

شعار رفعه أحمد شوقى من المرحلة الابتدائية منذ أن نشأ فى منطقة الدويقة، متحدياً الظروف المعيشية الصعبة وتردى مستوى الخدمات فى المنطقة.

اعتمد بشكل أساسى فى دراسته على القنوات التعليمية فى التليفزيون خلال مراحل تعليمه المختلفة سواء فى الابتدائية أو الإعدادية..

إلى أن حان وقت الانتقال إلى الأسمرات مع بدء خطة الدولة فى تطوير المناطق غير الآمنة، وانتقل مع أسرته إلى حى الأسمرات مع بداية دخوله مرحلة الثانوية العامة.

وفقاً لأحمد فإن الانتقال إلى الأسمرات أزاح من على كاهله العديد من التحديات أبرزها توافر الخدمات وعدم انقطاع التيار الكهربي.. ولكن بقى تحدى الظروف المعيشية الصعبة.. ليقرر أحمد العمل كحارس أمن أثناء دراسته فى الثانوية العامة.

ظروف معيشية تغلب عليها أحمد عن طريق أخذ الكتب معه أثناء العمل مستغلا أضيق الأوقات فى المذاكرة والاجتهاد ليكلل مجهوده بالنجاح ويلتحق بكلية الطب بجامعة عين شمس.

يقول أحمد: فى الدويقة كان الناس تشكو من إهمال الدولة للمنطقة معتبرين المنطقة «مش على الخريطة» دلوقتى إحنا بقينا فى قلب خريطة اهتمام الدولة.. الدولة دلوقتى رجعت لنا حقوقنا فى أننا نعيش فى مكان آدمى فيه خدمات وفى كل حاجة ومبخلتش علينا بأى حاجة.

وعن خططه بعد التخرج ينوى أحمد تخصيص عدد من أيام الأسبوع لعلاج ساكنى الأسمرات بالمجان ورد الجميل ولو بشكل بسيط للدولة.

 

إسراء سليمان .. بطلة الذهب فى «الكيك بوكسينج».. الاستثمار فى البشر لا يخسر أبداً

وهو ما يتجلى فى مشروع حى الأسمرات.. حيث وفرت الدولة جميع الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية وحتى الرياضية..

وهو ما تمثل فى المدينة الرياضية بحى الأسمرات والتى تعتبر مصنعاً للأبطال الصغار والكبار..

وأبرز من ساعدتهم المدينة على صقل مهاراتهم وتوفير مكان مجهز على أعلى مستوى لهم كانت إسراء سليمان البطلة الحاصلة على الميدالية الذهبية للبطولة العربية فى الكيك بوكسينج التى أقيمت فى العراق. التى أسهم تواجدها فى الأسمرات بشكل كبير فى توفير مجتمع رياضى متكامل استطاعت من خلاله التدريب بشكل مستمر وهو ما جعلها تحصد العديد من الألقاب.

تقول إسراء: تلقيت تشجيعًا كبيرًا فى حى الأسمرات أشعر بأننا أهل والنوادى مفتوحة للجميع دون دفع مقابل وكل ذلك شجعنى، كان حافزاً كبيراً لى للتفوق الرياضى.

وتقوم حالياً إسراء بتخصيص أيام محددة لتدريب أطفال الأسمرات على ما تعلمته من فنون قتالية.

 

ندى طارق.. عودة حميدة لمقاعد الدراسة 

 تدفع الظروف الصعبة وانعدام الأمن الكثيرين لاتخاذ قرارات مصيرية قد تكون خاطئة فى أوقات كثيرة ولكن حماية الأطفال والعائلة تبقى دائما فى المقام الأول..

وهو ما فعله والد ندى طارق بإخراجها من المدرسة وهى فى المرحلة السادسة الابتدائية خوفاً على سلامتها وخاصة مع ارتفاع معدلات الجريمة داخل منطقة منشية ناصر.

تصف ندى شعورها بعد انقطاعها عن المدرسة وأصدقائها بالصعب..

قائلة: كنت ببكى كل يوم ونفسى أكمل تعليمى.. ولكن أصر والدى على بقائى فى البيت للمحافظة علىَّ.

لكن سرعان ما تبدل الحال من حزن لفرح عندما أخبرها والدها بانتقالهم للأسمرات ضمن خطة الدولة لتوفير حياة كريمة لسكان المناطق غير الآمنة.

تقول ندى: بعد انتقالنا للأسمرات بفترة اكتشفت وجود فصول لمحو الأمية توفر لى باباً جديداً للعودة من جديد إلى التعليم.. وهو ما شجعنى عليه والدى والتحقت وعدت من جديد وحالياً أدرس بالمرحلة الثانوية.

 

محمود وعزيزة.. زوجان فى مهمة وطنية

السر يكمن دائماً فى الرحلة بصعابها وكفاحها ومراحلها المختلفة والأهم من ذلك رفقتها.


 محمود حسونة وعزيزة سيد.. زوجان كانا يعيشان فى حى منشأة ناصر..

محمود معلم بالهيئة العامة لتعليم الكبار يساعد زوجته فى التخلص من أميتها والتغلب على الظروف المعيشية الصعبة فى الحي..

حتى أصبحت معلمة مثله بهيئة تعليم الكبار.

ومع خطة الدولة لتطوير المناطق غير الآمنة انتقلا بصحبة أطفالهما الأربعة إلى حى الأسمرات ليعملا معا فى مركز محو الأمية بالحى..

يقول محمود: احب عملى بمجال محو الأمية فهو بمثابة صدقة جارية لى وتخرج على يدى الكثير منهم من تخرج من الجامعة والمعاهد والدبلومات المختلفة واكتملت مسيرتى الحقيقية بعد انتقالى لحى الاسمرات لأنى وجدت الدافع والبيئة التى تصلح للعمل فى كل المجالات من بنية تحتية متكاملة ومركز شباب وقصر ثقافة وصحة ودور العبادة مساجد وكنائس كل شيء متكامل.

ويضيف محمود: نعمل الآن على خطة الدولة المستدامة 2030 تحت قيادة رئيس الجمهورية للقضاء على الأمية بجانب مبادرة باسم الاسمرات بلا أمية للقضاء على الأمية فى الحي.

اقرأ أيضا

محافظ القاهرة يكرّم المدرسين والدارسين في برنامج محو الأمية بالقاهرة

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة