د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد


من الآخر

مرض ليس له شفاء

أسامة أبوزيد

الجمعة، 01 يوليه 2022 - 06:39 م

 الدورى هذا الموسم يسير بخطى فنية جيدة.. مستويات راقية وكرة هجومية وأهداف فى كل مباراة تقريبا، وسباق ساخن جدا بين الكبار الأهلى والزمالك ومن خلفهما بيراميدز.. وأندية صاعدة واعدة قدمت نفسها بشكل احترافى وأنها تستطيع أن تقدم مفاجآت مثل فيوتشر.. وسباق رهيب بين أندية كبيرة على البقاء فى الدورى.. لا أحد يعرف من الذى سيهبط.. الفرصة موجودة لأن كل من يأتى اسمه فى المركز التالى للعاشر فى الجدول الباب مفتوح أمامه ليسقط إلى الدرجة الأدنى.

الاستديوهات التحليلية والڤار هى أسوأ شيء هذا الموسم.. لا رحمة بالحكام.. ومجاملات عينى عينك لأندية بعينها.. وكل لاعب فى ناد يتحدث حسب الانتماء ولون الفانلة.. لدرجة أن الأهلى عندما يخسر يقوم مقدم البرنامج بمواساة الضيف.. ونفس الأمر بالنسبة لمندوبى الأندية الأخرى الزمالك أو الأقاليم وإن كان أبناء الفريق الأبيض أو المنتمون سابقا للقلعة البيضاء لا يساندون فريقهم من القلب، لتعارض المصالح وربما الأمنيات بتولى المسئولية فى حالة الإخفاق!!
«الڤار» أصبح عبئا ثقيلا على الحكام.. يتدخل أحيانا ويصلح.. وهذا ما حدث فى مباراة الأهلى وسموحة.. ويصمت ويصاب بالسكتة القلبية.. و«شاهد ماشفش حاجة» فى مواقف كثيرة من الممكن أن تنقذ فريقا أو تجعل شكل الحكم أفضل.

نعم المفترض أن تحدث طفرات تحكيمية بوجود الخبير كلانتبرج الانجليزى.. لكن التحكيم لابد أن يبدأ من تحت نفس قصة المنتخبات.. الاصلاح لن يأتى بنتيجة عند البداية من القمة.. لابد اصلاح أحوال الحكام المادية.. ودفع المستحقات المتأخرة من سنوات.. وعدم التعامل بنظام «على النوتة».. ولابد من الاهتمام بالحكم فى بداياته مع الناشئين.. لأن من شب على شيء شاب عليه!!.. نفس الأمر للمنتخبات.. الحدوتة فى المواهب التى لا تحصل على فرصة الاحتراف، لأن «أجدع» منتخب لن يصنع من الفسيخ شربات!!

تعديل بوصلة الكرة يحتاج إلى سنوات من العمل حتى نستطيع أن نصل إلى درجة الإجادة.. وإلا سنظل محلك سر!!

رحيل بن شرقى وطارق حامد وأبوجبل عن الزمالك «خبطة» من العيار الثقيل.. لابد من استقدام نجوم لا يقلون فى المستوى.. أو أفضل.. وأتصور أن الزمالك وإدارته سوف يسعدون جماهيرهم.

سامى قمصان لم يظلم فى الأهلى.. المباريات التى أدارها أكدت أنه مدرب كبير وسيكون متألقا فى الدورى خلال فترات قصيرة جدا.. لأنه فعلا مميز.

أرسل لى اللواء إمام العربى أحد قيادات وزارة الداخلية السابقين برقية تحمل معانى كثيرة مستعينا بكلمات الأديب الكبير عباس محمود العقاد بأن التجارب الكثيرة تعلم.. وأن الميزات الشخصية ربما تكون وبالا على الشخص نفسه وأن العيوب قد ترضى الناس لأنها تشعرهم أنهم ليسوا وحدهم أصحاب عيوب!!
قال الجنرال إمام العربى.. فقد انتخب صديقى رئيسا لمجلس إدارة ناد رياضى وتفانى بالعمل من أجله.. وأصبح حديث الكثيرين.. وإذ باعداء النجاح يظهرون وإذ بالحاقدين والحاسدين ينفثون سمومهم.

وجاء فى رسالة اللواء العربي: سألوا سقراط.. هل تعرف فلانا قال اعرفه.

قالوا اصيب بالسرطان قال ربما يكتشف الطب جديداً فى العلاج فيشفى من مرضه.. ثم سألوه اتعرف فلانا قال أعرفه..قالوا فقد ثروته.. وكان رد سقراط ربما تعطيه الدنيا فيكون ثروة من جديد.. ثم سألوه -سقراط- اتعرف فلانا قال أعرفه.. قالوا أصيب بداء الحقد على الناجحين..فقال سقراط ترحموا عليه فليس لمثله شفاء ولأن الحياة أقصر من أن نقضيها فى صراع فقد قدم صديقى استقالته وعوضه الله بمكانة أفضل كثيرا عما كان فيها.

اختتم اللواء إمام العربى رسالته قائلا: أهدى لمن تعرض لمثل هذه التجربة كلمات مضيئة للمؤلف الإيرلندى الساخر الشهير جورج برناردشو «أنا لا أعرف سر النجاح ولكن أعرف سر الفشل ألا وهو محاولة إرضاء كل الناس».

وتعليقى على هذه الكلمات.. ليس فقط الحقد على الناجحين هو المرض الذى ليس له دواء.. بل إن هناك الغل وعدم البصيرة.. وكلاهما يؤدى فى النهاية إلى الضياع.

لا خلاف على أن كرة اليد تشهد طفرات وطفرات نتيجة لوجود نظام لا يختل أبدا بفضل د. حسن مصطفى الأب الروحى للرياضة المصرية وصانع إنجازات اليد العالمية.

والسؤال للدكتور محمد الأمين رئيس الاتحاد أو المسئول الأول عن اللعبة الان والذى أثق فى قدراته وشفافيته.. هل ترضى أن يتحول مدربو المنتخبات لسماسرة لأندية الأهلى والزمالك؟.. هل ترضى أن يقوم مدرب أحد المنتخبات بقهر اللاعبين وتهديدهم بترك أنديتهم لصالح النادى الذى ينتمى إليه حتى يستمر فى المنتخب؟

أعتقد أن ما يحدث بجاحة وعيب، لأن الأمور الفنية هى الفيصل فى الاختيار للمنتخبات وليس اسم النادى خاصة إن كان اسم الأندية التى يوجد بها هؤلاء اللاعبون أكبر من المدربين وحقيقتهم بلا تاريخ أو أى مجد!!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة